الطبقة الوسطى في أمريكا تنقرض .. ومدير «وول ستريت» يكسب 4.9 مليار دولار في عام
يقول خبراء اقتصاديون إنهم يرون تناقضات غريبة في الاقتصاد الأمريكي، مثل العجز عن إنشاء فرص العمل، وتوفر البنوك على أطنان من السيولة النقدية، لكنها لا تقدم القروض، وكيف لمدير في وول ستريت أن يحصل على 4.9 مليار دولار في 2010، أي بمعدل 155 دولارا للثانية، بينما أغلبية الأمريكيين لا يكادون يحصلون على حاجاتهم الضرورية، مشيرين إلى أن الطبقة الوسطى في أمريكا بدأت تنقرض بالفعل.
وقال هارولد مييرسون الخبير الاقتصادي: ''إن أرباح 75 في المائة من الشركات الأمريكية في السنوات الأخيرة جاءت من تخفيض الرواتب''، مبينا ''بعبارة أخرى، كانت فائدة الشركات في تدمير الوظائف وليس في إنشائها''، وأضاف ''أرباحهم هي آلامنا''.
وأكد أن مستوى الفقر في ارتفاع والرواتب تتناقص، وهناك فقدان للمنازل في الطريق، وليس أصعب على الإنسان من أن يكون مشردا.
وقال: إن الرئيس باراك أوباما وعد الأمريكيين في بداية ولايته بالمساعدة على إبقائهم في مساكنهم، لكنه قال هذا الشهر: ''إن سوق المساكن أكبر من قدرة تحمل البرنامج الفيدرالي على حل مشاكله، وإن بعض الناس اشتروا منازل أكثر مما يستطيعون تحمله، وربما سيكون الاستئجار أفضل لهم''.
إلى ذلك، قال الكاتب كورتلاند ميللوي في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست أمس، إنه حاول فهم جميع الأرقام الخاصة بالاقتصاد الأمريكي وغيرها بجميع السبل، فوجد جوابا واحدا هو أن ''الطبقة الوسطى تعرضت للخداع من الحزبين وأنهما ألقيا بها في سلة المهملات''.
وقال إنه بعد إنقاذ وول ستريت من الانهيار قبل عامين، كانت هناك وعود لدافعي الضرائب بأنه سيأتي دورهم في الإنعاش الاقتصادي وستكون هناك وظائف جديدة وقروض وسيتم إنقاذ المساكن.
وأضاف أن البنوك هي المستفيد الحقيقي، ففي 2010 فقط حقق 25 مديرا في وول ستريت أرباحا بقيمة 22 مليار دولار، أي خمسة أمثال ميزانية حكومة مقاطعة كولومبيا.
وأوضح الكاتب أن الشركات الأمريكية حصلت في الربعين الأخيرين على نحو تريليوني دولار من الأرباح، وقال: إن كثيرين يرون أن سبب عدم الاستفادة من هذه المبالغ في إنشاء فرص يعود إلى ضعف الطلب على البضائع مما يشكل ضمانا أقل لتشكيل قوة عاملة أكبر.
وهنا يبدي الكاتب دهشته فيقول ''أما هذا فلا أفهمه؛ إذ كنت أعتقد أن الطلب على البضائع يرتفع إذا كان للناس مال يشترون به، ولن يكون لديهم المال إلا إذا حصلوا على الوظائف''.
وختم الكاتب بقوله لا عجب أن يفقد أكثر من ثلث الأمريكيين ثقتهم في قدرة أوباما على تحسين الاقتصاد، كما أن نصف الأمريكيين يقولون إن العثور على وظيفة صار أمرا صعبا، وأضاف أن كثيرين في أمريكا ما زالوا يلومون الرئيس السابق جورج بوش الابن؛ لأنه هو صاحب الفوضى الاقتصادية التي تعرفها أمريكا، ثم إن آمالهم في أوباما تبخرت.