بعد ملايين الأندية.. ماذا عن اللجان؟

لا صوت يعلو هذه الأيام غير دوي التعاقدات والصفقات المتوالية التي تعلن بين الحين والآخر من قبل الفرق، استعدادا للاستحقاقات المقبلة داخلية كانت أو خارجية.. هذه التحركات يبدو لي أنها ستعوضنا كثيرا عن رتابة موسم رياضي مضى، توارت فيه الأندية باستثناء الهلال الذي ظل يغرد وحيدا في المسابقات المحلية.
لذا كان من الطبيعي أن تبلغ هذه الأندية ذروة جاهزيتها التعاقدية في هذا الصيف، بعد أن استوعبت درس الماضي جيدا، فهي أصبحت محاطة بسياج جماهيري معلوماتي لا يقبل بأي شيء، ويستطيع أن يحكم على أي تحرك سلبا أم إيجابا، ومع هذا الأمر وجدت إدارات الأندية نفسها أمام خيارين لا ثالث لهما، فإما أن تسير على نهج احترافي يبحر بسفينة الفريق نحو ساحل البطولات والإنجازات، وإما أن تترجل لإدارة طموحة تلبي رغبات الجماهير وطموحاتها.
على هذا الأساس أعتقد أن التنافس والتسابق المحموم للموسم الجديد بلغ أشده على كل المستويات، ليس على صعيد الفرق الكبيرة فحسب، بل حتى "الأندية النامية"، فتم جلب أفضل المدربين، وأبرمت الصفقات المحلية، وتم التعاقد مع لاعبين أجانب لهم ثقلهم، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل تجاوزه إلى استحداث مناصب لكفاءات إدارية ومنسقين فنيين ولجان فنية، إضافة إلى إقامة معسكرات داخلية وخارجية.
كل ذلك مهم، ويصب في مصلحة التنافس الذي فقدناه الموسم الماضي وما زلنا في انتظاره، لكن السؤال الأهم: ماذا عن شريك التفوق الآخر؟ ماذا عن اللجان التي تصادق على نجاح الموسم أو فشله بمسابقاتها وتنظيماتها وقراراتها ولوائحها وبياناتها؟ وهل هي قادرة على أن تهيئ بنيتها التحتية وكوادرها الخبيرة لتسير مشروعات الأندية الطموحة دون تعثر؟
أتصور أننا مقبلون على فترة نمو كروي حقيقي، لكنني أظن أننا لن نصل إليها حتى يدرك الاتحاد السعودي حقيقة مهمة وهي أن الكرة باتت في مرماه، وعليه أن ينتقي طريقا مفروشا بالورد لا الشوك، فاللجان خضعت لمنظومة اختبارات وأثبتت فشلها العميق، إذ ليس من المعقول أن تصرف الأندية ملايينها وملايين الرعاة ثم تفاجأ بقرارات تستنير بالظن والشك والريبة! وليس من الإنصاف أن تقدم الفرق أجمل عروضها ثم تلوي عنق هذا الجمال صافرة عشوائية لا ناقة لها ولا جمل ولا خبرة أو تجربة في التحكيم! وليس من التنظيم في شيء أن نركن لبرمجة مسابقات غريبة تجبر لاعبي المنتخب على الركض طوال سنتين بلا توقف حتى في العشر الأواخر وفي العيد كما في أول معسكرات ريكارد! وليس من العدل أن يركل لاعب زميله دون كرة ثم نجد نصين في اللائحة فيلتبس الأمر علينا.. هل نأخذ بالعقوبة المغلظة أم المخففة؟ وليس من المنطقي أن نجد أعضاء اللجان يتسابقون على القنوات الفضائية ويتأخر البت في القضايا والاحتجاجات فيجد الإعلام مادة دسمة على طبق من تعصب!
وليس من الاحترافية أن تدافع لجنة عن رئيسها بعريضة تحوي آلاف الكلمات لمجرد انتقادات في صلب العمل!
إن الأندية صرفت وعملت وتعاقدت واجتهدت طمعا في الوصول إلى مرحلة "تكامل زين" فهل الاتحاد السعودي أيضا قادر بلجانه على أن يشاركها الرغبة والطموح ذاته؟

مداد بإيجاز
- الاتحاد لديه مشاركة مهمة وقريبة في دور الـ8 الآسيوي، وما زالت إدارته تغط في سبات عميق، فلم نر أي صفقة محلية أو أجنبية!
- النصر بحاجة إلى صانع ألعاب له ثقله، ومهاجم صريح يجيد هز الشباك، حتى لو كان على حساب بدر المطوع.
- بعد تعاقد الهلال مع مهاجمين أجنبيين.. ما مصير المهاجم ياسر القحطاني؟ وهل سيرضى بأن يكون أسيرا لدكة البدلاء؟
- يجب أن تتحلى أحكامنا عن ابن همام بالموضوعية والرزانة، فالرجل طموح، وله سلبياته وإيجابياته، والمتهم بريء حتى تثبت إدانته.
- أحمد عباس لاعب النصر لم يتذكر علاج إصابته التي حدثت له في مباراة الاستقلال قبل ثلاثة أشهر إلا هذه الأيام .. صورة مع التحية لفكر اللاعب الاحترافي!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي