مردوخ أمام البرلمان: هذا أخزى يوم في حياتي
قال القطب الإعلامي روبرت مردوخ، خلال جلسة الاستماع أمام المشرعين البريطانيين في البرلمان، أمس، إن "هذا هو أخزى يوم في حياتي".
وبدا مردوخ محرجاً عندما سألته اللجنة عن سبب دخوله من الباب الخلفي لرئاسة مجلس الوزراء في مناسبة سابقة، وردّ أنه "ربما يكون لتحاشي الإعلاميين"، فبادرته اللجنة بأن رؤساء دول يدخلون من الباب الأمامي، فالتزم الصمت!
وحول أسباب زيارته "قال إن ديفيد كاميرون دعاني وقدّم شكره لي؛ لدعمي له في الانتخابات".
ونفى رؤيته "أي دليل" على أن ضحايا هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 في الولايات المتحدة، كانوا عُرضة "للتنصت" من قِبل موظفيه، مشيراً إلى أنه لا يعتقد بأن هذا الأمر حدث بالفعل.
وأنكر كذلك شعوره بالمسؤولية عن عملية التنصت غير المشروعة التي قام بها موظفوه، وردّ على سؤال في هذا الشأن قائلا "ببساطة لا!". وخلال الجلسة قال مردوخ إنه لم يعد أبداً أي حزب سياسي بريطاني بحصوله على دعم إمبراطوريته الإعلامية، وذلك في معرض رده على سؤال حول إذا ما كان قد طلب أعمالاً محددة نظير حصول الحزب على دعمه.
وحول إغلاق صحيفة "نيوز أوف ذا وورلد"، وإذا ما كان قد أغلقها بسبب أنها تقع في خانة "الجرم"، قال مردوخ إن ذلك جاء نتيجة "لأننا كسرنا الثقة مع قرّائنا".
كذلك نفى ابن روبرت مردوخ، جيمس، علمه بأن أياً من شركات "نيوز كورب" تخضع للتحقيقات من قِبل مكتب مكافحة الجرائم الخطيرة البريطاني أو من أي جهة تشريعية أخرى.
وكان قد قدم أعلى مسؤول أمني في بريطانيا، السير بول ستيفنسون، قائد الشرطة البريطانية، استقالته على خلفية فضيحة التنصت على الهواتف التي أدت إلى اعتقال الرئيس التنفيذي لشركة "نيوز إنترناشيونال"، ربيكا بروكس.
وتعرّض ستيفنسون لانتقادات بسبب تعيينه نيل واليس، رئيس تحرير سابق لصحيفة "نيوز أوف ذا وورلد، الذي يشتبه في ضلوعه في فضيحة التنصت على الهواتف، كمستشار للشرطة البريطانية "سكوتلانديارد". ونفى ستيفنسون، في بيان، علمه عن مدى مزاعم التنصت على الاتصالات في صحيفة "نيوز أوف ذا وورلد" التابعة.
وأكد أنه قد تصرف على نحو مهني، لكنه قال إنه قرر الاستقالة لأن تصاعد التدقيق في هذه القضية سيكون بمثابة عبء على "سكوتلانديارد"، وتنتقص من إنجازاته.
من جهة ثانية، عثرت الشرطة البريطانية على شون هوار، المراسل الصحفي السابق في صحيفة "نيوز أوف ذا وورلد" الذي أبلغ صحيفة "نيويورك تايمز" عام 2010، بأن رئيس التحرير آندي كولسون شجعه وآخرون على التنصت على البريد الإلكتروني لعدد من الشخصيات العامة، ميتاً في منزله في واتفورد بهيرتفوردشاير.
ونقلت هذا الخبر وكالة الأنباء البريطانية "بريتيش برس أسوسيشن"، مشيرة إلى أن رجال الشرطة تعاملوا مع وفاته على أنها "غير مفسرة ولكنها ليست مثيرة للشبهات".
وكان البحث عنه في شقته قد تم بعد ظهور مخاوف بشأن مكان وجوده. ويعد هوار واحداً من أوائل الصحفيين الذين تحدثوا علناً عن عمليات التنصت التي تقوم بها "نيوز أوف ذا وورلد".
وهوار هو واحد من عدد قليل من المصادر التي تم الكشف عن هويتها في قضية التنصت.
وبحسب تصريحات هوار، فقد اتهم في هذا الإجراء على وجه التحديد رئيس التحرير كولسون، الذي أصبح مديراً للاتصال لدى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون.
وأشارت "التايمز" في حينه إلى هوار باعتباره صديقاً مقرباً من كولسون، وأنهما عملا معاً في صحيفة "الصن".
يُشار إلى أن الشرطة البريطانية كانت قد اعتقلت في الثامن من الشهر الجاري، آندي كولسون، للاشتباه بتورطه في وقائع فساد تتعلق بفضيحة التنصت على هواتف محمولة، والتي قام بها صحفيون ومحققون يعملون لحساب صحيفة "نيوز أوف ذي وورلد"، عندما كان يتولى رئاسة تحريرها. وجاء اعتقال رئيس التحرير السابق للصحيفة، التي قرر مالكها، الإمبراطور الإعلامي روبرت مردوخ، وقف صدورها، وسط تزايد الضغوط على رئيس الوزراء، الذي يتعرّض لانتقادات حادة بسبب قرار تعيينه كولسون، بعد تقاعده من رئاسة تحرير الصحيفة على خلفية اتهامات بتورطه في تلك الفضيحة.
وقبل قليل من الإعلان عن اعتقال كولسون، أصر كاميرون على الدفاع عن قرار تعيينه ضمن فريقه الحكومي، وقال في مؤتمر صحافي بـ "داونينغ ستريت" الجمعة، إن "قرار تعيينه كان قراري وحدي"، وتابع أنه منح كولسون "فرصة أخرى"، بعدما تأكد من أنه لم يقم بارتكاب أي أخطاء خلال ترؤسه الصحيفة.