مأساة الجوع والشعور بالأخوة

يكابد مئات الألوف من الأسر في العالم الجوع والعطش، وليست مكابدة عابرة، بل إن الموت ينتظرهم .. يموتون لا يجدون الأكل أو الماء، في زمن بلغت الرفاهية والنعيم مبلغا لدى أكثرنا، في زمن يتحدث البعض عن الإنترنت والاتصالات والتقنيات العالية والبرمجيات الخارقة. والبعض يتحدث عن سيارة أو كماليات بمستوى معين من الرفاهية والنعومة، في هذا الوقت يموت فيه إنسان لا يجد شربة ماء، وأمه تحمله وهي تسعى حافية تبحث عما يسد رمقها هي وطفلها أو أطفالها .. هذا الطفل الذي لم يعد يبين الحياة فيه إلا بعض حركات أثناء تنفسه، وجحوظ عينيه لأنهما الوحيدتان اللتان لا تضمران كبقية أجزاء جسمه. إنها مأساة عندما لا يشعر الإنسان بأخيه الإنسان، إنني لا أتكلم عن نفوق أسماك أو طيور أو موت نباتات أو شجر .. بل هي أنفس تزهق من أجل شربة ماء لا تجدها. وليست نفسا واحدة أو مئات بل ألوف وألوف. إن هذه الأنفس ليست بعيدة عنا، فلا يعزلنا عنها إلا البحر. غالبيتها مسلمة في الصومال وكينيا، فلقد ذكر تقرير إخباري أخيراً أن نحو 60 طفلا يموتون كل يوم في معسكر واحد في منطقة القرن الإفريقي.
وأوضحت صحيفة ''الإندبندنت'' البريطانية أن كل 24 ساعة يصل أكثر من ثلاثة آلاف شخص يعانون الجوع وسوء التغذية إلى المعسكرات المزدحمة بالفعل كي يقيموا فيها. وأضافت الصحيفة أن حياة نصف مليون طفل معرضة لخطر وشيك، وأن ما لا يقل عن 12 مليون شخص يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة.
أتمنى من الجميع ولا سيما الأغنياء والمقتدرين انتزاع هؤلاء الأطفال من براثن الموت، والإسهام في إحياء أنفس بشرية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي