Author

ريكارد.. هل يكون لوبينهاكر آخر؟

|
خلال عقد مضى مر المنتخب السعودي بأزمات حادة استدعت تشكيل عدد من اللجان لتقصي مكمن الخلل في كرة القدم السعودية.. هذا الخلل قادنا إلى أن نتراجع في تصنيف ''فيفا'' الأخير إلى المركز 92 كأسوأ مركز حققه المنتخب طوال مسيرته، وأرى أن هذا الترتيب الكارثي كان متوقعا، بل طبيعيا، نظرا لانعدام الاستقرار الفني، وهل تصدق أن الأخضر خلال الـ 13عاما الماضية تعاقب على تدريبه 17 مدربا، ومن مدارس كروية متباينة؟ لذا كان من المنطقي جدا أن يزيح المنتخب الياباني الأخضر عن الواجهة الآسيوية، خلال الفترة ذاتها بأربعة مدربين فقط: تروسيه، وزيكو، والياباني أوكادا، وزاكيروني، حيث قطف اليابانيون ثمرة هذا التنظيم بتسيد آسيا ثلاث مرات، والتأهل لكأس العالم أربع مرات، وليت الأمر اقتصر على ذلك، بل تجاوزه للتأهل لدور الـ16 مرتين في كأسي العالم 2002، و2010. وإذا أراد القائمون على المنتخب الاستفادة ممن كرسوا أهمية الاستقرار الفني فعليهم أن يوجهوا البوصلة عالميا، حيث نادي برشلونة الذي نتمنى استنساخ ولو جزء من تجربته، فقد أسر العالم بأدائه العذب والمبهر، ولم يأت ذلك من فراغ، فعلى مدى الـ 23 عاما الماضية تمت الاستعانة بخمسة مدربين فقط؛ ثلاثة منهم من المدرسة الهولندية، كما أن البرشا يسير وفق منهجية صارمة لا يحيد عنها في عملية استقطاب المدربين أو اللاعبين، وأي لاعب أو مدرب لا يتناسب مع طريقته فإنه لن يكون ضمن أجندة خبرائه حتى لو كان أفضل مدرب أو لاعب في العالم. إن عملية اختيار المدرب المناسب تقع على عاتق إدارة المنتخب التي يجب أن تتسلح بالخبراء القادرين على رسم استراتيجية ملائمة للفريق، وبما أن مفاوضات الإدارة قد تعثرت مع المدرب البرازيلي قوميز في وقت ماض فإنني أتساءل: هل كان ريكارد ضمن الخيارات المطروحة فيما لو تعثرت مفاوضات قوميز؟ وكيف تحولت الرؤية 180 درجة من المدرسة البرازيلية إلى الهولندية، وهل كانت هناك دراسة متأنية لتحول كهذا؟ إنني أتمنى أن يكون التعاقد مع ريكارد قد حصل وفق قناعة ومعطيات متوافرة وبدائل مطروحة - وهنا لا أقلل من قيمته كمدرب قدير- لكنني أطرح تساؤلات مهمة كي لا يكون ريكارد أيضا، لوبينهاكر آخر، ثم نعود إلى دوامة تغيير المدربين، وعلى هذا الأساس فإن على القائمين على الأخضر توفير الجو المناسب له، ومنحه كامل الصلاحيات لبناء منتخب قادر على فرض منهجيته في الاستحقاقات المقبلة، كما أن منتخبات المملكة بمختلف درجاتها يجب أن تكون من المدرسة الهولندية، فمن المهم أن يتشرب اللاعبون في جميع المنتخبات فكر هذه المدرسة، وكيف يتم تأصيل هذا الفكر ونحن نرى ريكارد مدربا للمنتخب الأول، وعنبر في الأولمبي، والقروني للشباب، وروجيرو مشرفا على الرديف، وباخشوين على الناشئين، مع التباين الواضح بين طرق هذه المدارس؟! ومن الأمور المهمة التي أتصور أنها مكملة وداعمة للاستقرار الفني هي ضرورة أن يكون الإداريون بعيدين عن الأضواء والتصريحات والتشويش على اللاعبين ووسائل الإعلام، وكل ما يؤثر في سير المنتخب، فمدير المنتحب محمد المسحل أولم للاعبين بمفاطيح دسمة قبل مواجهة هونج كونج الحاسمة في الطريق للمونديال نهاية هذا الشهر، وهو الذي كان ينبغي أن يبث رسائل توعية غذائية لهم، وخالد المعجل إداري المنتخب صرح بأن المدرب المؤقت روجيرو هو من اختار التشكيلة، في حين نفى المدرب ذلك، ولئلا تتكرر هذه الولائم، والتداخل، والتدخل الصريح في اختيار التشكيلة مرة أخرى، فإن ريكارد يجب أن يستأثر بإعداد برنامج المنتخب من جميع النواحي، وتقديم رؤيته الشاملة لوسائل الإعلام، وممارسة صلاحياته المطلقة مباشرة مع البداية الفعلية. أعتقد أن مشكلة عدم الاستقرار التي عانيناها بأرقامها الكبيرة تقودنا إلى تساؤل مشروع ومهم لعلاج هذا الإسراف التدريبي الذي أوصلنا إلى هذا التراجع المخيف: هل نحن قادرون بالفعل على توفير بيئة عملية متكاملة للمدير الفني ريكارد؟.. الإجابة عند القائمين على المنتخب! مداد بإيجاز: - هيئة محترفين أم هواة.. كيف تنشر نسب الحضور الجماهيري في دوري زين، وهي تدرك أنها ليست دقيقة 100 في المائة؟ - النصر حتى الآن لم يعلن عن مدربه وأجانبه، هل هو تأن وعدم استعجال أم خزانة خاوية؟ - إذا كانت لجنة الاحتراف واثقة من عملها وتطبيقها للوائح فلماذا تصدر بيانا لمجرد أن هناك من انتقد عملها؟
إنشرها