عِقد الاتحاد الفريد

المتأمل لحال الفريق الاتحادي هذا الموسم يصاب بالحيرة بعد أن ساءت نتائج الفريق في مسابقتين مهمتين، إلا أن العميد سرعان ما نهض من كبوته، وعالج جميع السلبيات التي وقع فيها، وعاد إلى تألقه ووهجه وانتصاراته في البطولة الآسيوية، وكأس الأبطال.
ولعل الأسئلة المهمة التي تتبادر إلى الذهن بعد هذا التحول السريع: كيف استطاعت الإدارة الاتحادية انتشال الفريق من دوامة الأحزان المتوالية إلى بوابة الانتصارات التي أشرعت برعاية جماهيرية ابتكرت جميع أنواع التحفيز والتشجيع في سابقة لا مثيل لها في مدرج العميد اللافت كما في لقاء الفريق الأخير في كأس الأبطال؟ وما الوصفة العلاجية السحرية التي التزمت بها الإدارة للرد على من روجوا لفكرة العواجيز التي تستهدف إضعاف الفريق؟ وهل هناك دروس عملية تستفيد منها الأندية الأخرى التي قد تقع في مآزق تعترضها أثناء الموسم كتلك التي حدثت للمونديالي؟
الإجابة عن هذه الأسئلة تكمن في استعراض ما حدث للاتحاد هذا الموسم فقد مرّ بأزمات متعددة غيّرت مساره، وعكرت صفو استعداده، ودفع ثمنها بخروجه من منافسات الدوري وكأس ولي العهد، وأصبح في مرمى النقد من قبل الجماهير والإعلام، بل إن معظم أنصار العميد لم يكونوا متفائلين بتحقيق نتائج إيجابية تعيد هيبة الفريق واتزانه المعهود فيما تبقى من منافسات، ففي بداية الموسم أخفقت الإدارة في اختيار جهاز فني يتناسب وقدرات الفريق وإمكاناته، إذ فشل المدرب البرتغالي مانويل جوزيه الذي أشرف على الفريق منذ بداية الموسم في الإبحار بالسفينة الاتحادية إلى شواطئ يطمح إليها الاتحاديون، وأغرق الفريق في بحر ثمانية تعادلات متتابعة أغلبها أمام فرق المؤخرة، وسط مشاكل طوقت عنق النادي، كغياب الروح، وما حدث بين بعض اللاعبين والمدرب ولا سيما مشكلة قائد الفريق الذي كاد الاتحاد يفقده بسبب تعنت المدرب وعناده.
وشعر مسيرو العميد بتأثير تلك الأخطاء دون اتخاذ خطوات ملموسة تعيد هيبة الفريق حتى جاءهم الفرج ممن قادهم إلى هذا الغرق، فقدم مانويل استقالته، وحينها تنفست الإدارة الصعداء وآثرت الاستمرار مع المدرسة البرتغالية فتعاقدت مع مواطنه توني أوليفيرا الذي لم يكن بأحسن حال من سابقه، وحينها استمر نزيف النقاط الذي لم يوقفه إلا خبرة ودهاء محمد نور عندما فتح نار النقد على المدرب أوليفيرا بعد مباراة بنديكور الأوزبكي في دوري آسيا، وكأنه أراد تمرير رسالة مفادها استياء اللاعبين من طريقة المدرب، فقرأت إدارة إبراهيم علوان فحوى هذه الرسالة، وفهمت مغزاها، وبادرت بإقالته، وتعيين حسن خليفة مدربا مؤقتا، ثم تعاقدت مع المدرب البلجيكي ديمتري.
وعندما شعرت إدارة الاتحاد بخطورة الموقف ومدى تأثيره على الفريق في بقية المنافسات لم تكابر أو تتجاهل، بل تدخلت في الوقت المناسب، وهذا يحسب لها حتى لو كان بإيعاز من الخبير نور الذي استشعر دوره كقائد، مكرسا سنوات من النجومية والإبداع والتألق لمصلحة العميد، وقطفت الإدارة ثمرة نصيحته فاتخذت القرار وأحسنت الاختيار، واستقدمت ديمتري الذي وظف خلاصة مسيرته التدريبية في إحداث نقلة كبيرة، حيث أعاد اكتشاف لاعبيه الأجانب واستطاع فك شفرتهم، بعد أن هموا بحزم حقائبهم، وأيقظ اللاعبين المحليين من سبات جوزيه وأوليفيرا، وتناغمت إيقاعات منظومة كتيبة النمور بقيادة محمد نور، عقد الاتحاد الفريد الذي أسهم بشكل مباشر وفاعل ومؤثر مع زملائه والإدارة الاتحادية في تدوين ملامح عقد العميد الجديد بالتأهل لنهائي كأس الأبطال، ودوري الثمانية الآسيوي وهذا هو المهم والأهم.

مداد بإيجاز:
- توقعت أن نهائي كأس الأبطال سيكون بين الاتحاد والأهلي.. فمن ينتصر في أول "ديربي" نهائي في العقد الجديد؟
- معظم الصفقات النصراوية ستتبخر، لأنها ستصطدم بحرارة "جولاي" المقبل الذي حددته إدارة النصر موعدا لجدولة ديون العام الماضي!
- يبدو أن المدربين العالميين أيقنوا أن بيئة الكرة السعودية على مستوى المنتخبات أو الأندية طاردة لا جاذبة، فتوالت الاعتذارات وفسخ العقود وتقديم الاستقالات!
- الأندية تتحرك في كل اتجاه استعدادا للموسم المقبل، وإدارة النصر غارقة في الأحاديث الفضائية والتصريحات الصحافية!
- استعدادات الأندية للموسم القادم لن تكون بالشكل المطلوب، لأنها ستتزامن مع شهر رمضان، ومعسكر المنتخب الأول.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي