الفاصوليا المبرعمة مصدر عدوى بكتيريا «إي كولاي»
ترجح السلطات الصحية الألمانية أن تكون الفاصوليا المبرعمة القادمة من مزرعة مدينة بيننبوتل هي مصدر عدوى بكتيريا إي كولاي في ألمانيا، ولا سيما بعد إصابة عاملة ثالثة في هذه المزرعة في أيار (مايو) الماضي.
كما تبين وجود علاقة بين مصابين آخرين في مدينة كوكسهافن وهذه المزرعة المشبوهة بعد تناولهما منتجات من الفاصوليا المبرعمة من المزرعة نفسها. وتعتبر منطقة كوكسهافن من أكثر المناطق التي شهدت إصابات بهذه العدوى البكتيرية القاتلة.
في الوقت نفسه لم تؤكد التحاليل أو تنفي بشكل قاطع انحسار وجود البكتيريا في الفاصوليا حيث يجري العمل على إجراء اختبارات على أنواع أخرى من الخضراوات. الأطباء بدورهم عثروا على دلائل جديدة تثبت سبب المضاعفات الشديدة التي تسببها عدوى بكتيريا إي كولاي من أهمها تسببها في تكون أجسام مضادة تهاجم خلايا الجسم، إضافة إلى تكون مادة سامة تعرف باسم شيجاتوكسين المسببة للوفاة.
على الصعيد نفسه، أكدت وزارة الصحة الكويتية أنها تقوم ممثلة في إدارة الصحة العامة بمتابعة البيانات والنشرات الوبائية والإجراءات التي تصدرها منظمة الصحة العالمية في شأن انتشار عدوى بكتيريا (إي كولاي) في ألمانيا وبعض الدول الأوروبية. على الصعيد نفسه، وافق الاتحاد الأوروبي على تقديم تعويضات تصل إلى 307 ملايين دولار للمزارعين الذين يعانون الخسائر بسبب انتشار البكتيريا القاتلة ''إي كولاي''، التي أسفرت الإصابة بها عن موت 27 شخصاً حتى الآن، جميعهم، باستثناء واحد، في ألمانيا.
وكان مسؤولون أوروبيون في قطاع الزراعة قد اقترحوا في البداية تعويض المزارعين بمبلغ بقيمة 150 مليون يورو، غير أنه تم لاحقاً رفع قيمة التعويضات إلى 210 ملايين يورو.
وكانت إسبانيا قد طالبت في وقت سابق بتعويضات تصل إلى 400 مليون يورو، جراء ''التهام خضراواتها'' الطازجة بأنها السبب في الإصابة بالبكتيريا القاتلة، غير أن وزير الزراعة الألماني في ولاية ساكسونيا السفلى، برّأ المنتجات الإسبانية، ولكن بعد أن دمر المزارعون منتجاتهم، فطالبوا بهذه التعويضات، إلى جانب مطالبتهم ألمانيا بالاعتذار.
وعلى صعيد الوفيات، أكدت السلطات الصحية الألمانية أمس، وفاة اثنين آخرين، ما يرفع عدد ضحايا بكتيريا ''إي كولاي'' إلى 27 حالة وفاة.
وكانت السلطات ذاتها قد أكدت في وقت سابق مقتل اثنين آخرين، ما رفع عدد الضحايا إلى 25، وذلك حتى البارحة الأولى، حسبما أعلنت السلطات الصحية الألمانية. وجميع حالات الوفاة بالبكتيريا وقعت في ألمانيا، باستثناء حالة واحدة سجلت في السويد، وهي لسويدي كان عائداً من ألمانيا وقت وقوع الإصابات.
أما عدد الحالات المرضية حتى الآن فقد بلغ نحو 2648 حالة، وكلها في ألمانيا، حسبما أعلن معهد روبرت كوخ، الهيئة الصحية الأعلى في ألمانيا. غير أن هناك إصابات عديدة في عدة دول أوروبية أخرى، لكنها لم تسفر عن وفيات.
هذا وما زال سبب الإصابة بالبكتيريا مجهولاً حتى الآن، إذ لم يتمكن المختصون من تعقب البكتيريا ومعرفة سبب انتشارها، رغم أن وزارة الزراعة في ولاية ساكسونيا السفلى في ألمانيا، كانت قد أمرت بإغلاق مصنع للمنتجات الزراعية الطازجة، حيث تتم تنمية بذور خضار، لكن وبعد إجراء فحوص على أكثر من 20 عينة، لم يتم العثور على أي شيء.
ويقول بعض الاختصاصيين إن البكتيريا ربما تكون قد انتقلت بالماء، الأمر الذي يجعل من الصعب تعقبها، أو أنها ربما تكون في عدة بذور فقط، وتم حصدها الآن، الأمر الذي يجعل من الصعب تعقبها.