دلائل تاريخية وجينية على عروبة الخليج «1 من 2»
عجبت والله من المحاولات المستميتة والعنجهية التي يمارسها المسؤولون الإيرانيون في تزوير الحقائق التاريخية، وليس أدَلَّ على ذلك من فرضهم اسم الخليج الفارسي على منطقة تشهد الأحماض النووية على عروبتها، لذا أردت أن أوضح للقارئ الكريم بعض الحقائق التاريخية حول عروبة الخليج العربي.
فمن مراجعات دقيقة لتسمية المواقع سواء في اليابسة أو البحر فإنها تسمى إما حسب طبيعة الموقع وشكله (البحر الأحمر، المحيط الهادي، البحر الأسود... إلخ) أو بحسب الساكنين في الموقع أو المدن التي يقع فيها. لذا، فالخليج العربي هو من أكثر الخلجان التي تعددت أسماؤها. فقبل ثلاثة آلاف سنة كان اسمه بحر أرض الإله، ثم أصبح اسمه «بحر الشروق الكبير» حتى الألف الثاني قبل الميلاد، وسمي في الألف قبل الميلاد «بحر الكلدان»، وسمّاه الآشوريون والبابليون «البحر الجنوبي» (يقابل الشمالي وهو البحر الأبيض المتوسط)، ولعل من أول من أطلق اسم بحر فارس هو نيارخوس قائد أسطول الإسكندر الأكبر عام 325 ق.م؛ لأنه سار بمحاذاة الساحل الفارسي، ولم يدرك أنَّ هناك ساحلاً آخر.. أما الرومان فهم أول ما سموه الخليج العربي (ساينوس أرابيكوس) تحديداً على لسان سترابون الإغريقي (58 قبل الميلاد ـــ 23 ميلادية) وبليني بعد أن تعرف على الساحل الغربي (العربي)، وهم أيضاً يستشهدون بأقوال مؤرخين إغريق آخرين يعود تاريخهم إلى قبل القرن الثالث قبل الميلاد ومنهم إيراتوستينس الإغريقي، ما يؤكد أن هذه التسمية كانت سائدة قبل الميلاد بعدة قرون. ولو لاحظنا هذه التسميات فسنجدها جميعها بلا استثناء تسميات عربية الأصل، حيث إنها جميعها نسبت إلى أرض شبه الجزيرة العربية، من حيث العبادة في الأولى وشروق الشمس في الثانية، وكذلك بالنسبة للقوم الذين سكنوا الخليج العربي تحديداً ضمن موقعه الجغرافي الحالي، عندما اعتبر المؤرّخون الخليج العربي يقع جنوب بلاد الرافدين.
أما العرب فقد سموه حسب موقع الميناء الذي تمخر به السفن فسموه «خليج البصرة» أو «خليج عمان» أو «خليج البحرين» أو «خليج القطيف، كما سماه بعض العرب في أثناء الخلافة العباسية «خليج العراق، لكن تسمية الخليج العربي بقيت مستعملة. حيث يقول الدكتور عماد الحفيظ: «إن تسمية الخليج العربي ظلت معروفة منذ قبل الإسلام واستمرت إلى ما بعد الإسلام لدى سكان شبه الجزيرة العربية وما جاورها، أما العثمانيون فسموه خليج البصرة» (بصرة كورتري)؛ لأن تعاملهم محدود بهذه المنطقة. وهنالك خريطة فرنسية قديمة للرحالة لوكانور تشير إلى تسمية الخليج بالعربي Sein Arabique، تعود إلى سنة 1667، وما تجدر الإشارة إليه، أنه بتحليل الحمض النووي لعينات بشرية قديمة تبين أن أصل غالبية مناطق الخليج (شرقاً وغرباً) هم من الجزيرة العربية وليس فيهم أصول آرية.