خطوات لإيقاف المد الإيراني

كم حزنت وأنا أشاهد في الصفحة الأولى من مجلة الاقتصادية ليوم الأحد الموافق 13-5-1432 هـ، صورة الشاب الأحوازي وعليه علامات التعذيب الوحشي من قبل قوات الأمن الإيرانية، وقبله بيوم شاهدنا تعليق أحد أئمة المساجد الأحوازيين على المشنقة، وكذلك قتل العشرات وجرح المئات من المتظاهرين (يوم الجمعة) الذين يطالبون بأبسط الحقوق الإنسانية.
من العجيب المتناقض ما صرح به وزير خارجية إيران علي أكبر صالحي في رسالته لأمين عام الأمم المتحدة يطلب منه وقف التدخل الخليجي في شؤون البحرين!، مع العلم أن هذا التدخل منع حصول مجازر لأبرياء وأوقف فايروس الطائفية الإيراني.
إن وقف الأطماع الإيرانية في دول الخليج، بل والعالم العربي يتطلب الشروع في عدد من الخطوات يمكن إجمالها في ما يلي:
1 ـ إقامة كونفدرالية خليجية، وأن تُجَسر تلك الوحدة بمنجزات اقتصادية وسياسية وأمنية يلمسها المواطن الخليجي.
2 ـ الهجوم هو خير وسيلة للدفاع، وإيران بلد متعدد الإثنيات والطوائف الدينية، لذا ينبغي على دول الخليج العربي تبني حقوق الأقليات، خصوصا الإخوة العرب في الأحواز والبلوش، والدفاع عن قضاياهم في جميع المحافل الدولية، والمطالبة باستفتاء دولي لتقرير مصير تلك المنطقة المحتلة.
3 ـ نظراً لأن المطامع الإيرانية هي فارسية ضد العرب، تتستر بغطاء طائفي، فينبغي ألا ندع فرصة للحكومة الإيرانية في استغلال القضايا العربية، كما حصل مع الفلسطينيين في غزة، وهاهم يغازلون الحكومة المصرية الانتقالية، لذا ينبغي السعي لإيجاد آلية فاعلة لتوعية العالم العربي ضد الأطماع الإيرانية، وفضح علاقاتها السرية بأمريكا وإسرائيل. وقد أجادت حكومة خادم الحرمين بدعوة رئيس وزراء الحكومة المصرية لزيارة المملكة، بل وعلى دول الخليج دعم تلك الحكومة بكل ما تحتاج لما يخدم مصالح الشعب المصري وتحقيق العدالة الاجتماعية.
4 ـ لا شك أن العراق كان سداً منيعاً في صد الغزو الإيراني لمنطقة الخليج، ولكن بعد الاحتلال المزدوج الأمريكي الإيراني للعراق، وتسليم زمام الحكم لفئات طائفية تحكم بتوجيهات إيرانية، ينبغي وقوف دول الخليج وكذلك الجامعة العربية لمنع التدخلات الإيرانية في شؤون العراق، وكذلك دعم القبائل العربية وشيوخها في جنوب العراق من الغزو الإيراني. وللمعلومية لقد أصبحت اللغة الفارسية دارجة في الجنوب وكذلك التومان الإيراني، والأهم من ذلك هو ظاهرة شراء الإيرانيين العقارات من أصحابها العراقيين العرب بأسعار مغرية.
5 ـ تطهير دول الخليج من العناصر الإيرانية، وعناصر حزب الله اللبناني التي تغلغلت في بعض دول الخليج وبنت شبكات استخباراتية، وإمبراطوريات اقتصادية تخدم النفوذ الإيراني، مثل ما حدث في الكويت والبحرين. وهنا أود أن أذكر بتصريحات حسين الله كرم (رئيس المجلس التنسيقي لحزب الله في لبنان، فهو أيضاً يعد المرجع الحركي للعميل الإيراني حسن نصر الله) والذي هدد بتنفيذ أعمال إرهابية ضد قوات درع الجزيرة. فهذه التصريحات لا بد أن تسبق بإجراءات احترازية من دول المنطقة تتمثل بتجفيف منابع الطائفية والولاءات الخارجية.
6 ـ وختاماً، قد يقول قائل لماذا لا نتحاور؟ الحوار يكون بنّاء وفاعلا إذا كانت هنالك نيات طيبة واحترام وتقدير بين الطرفين، لكن الواقع يثبت أن الجانب الإيراني الفارسي لا يحمل غير الازدراء لكل عربي أو بلوشي أو كردي، وإن دخل في حوار فإن هدفه مبني على سياسة الأخذ وعدم العطاء أو بعبارة أخرى (حق نأخذ ... حق ما نعطي).

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي