قلعة طينية على الطريقة القديمة تجذب الزوار في بريدة
رغم أنه لم يمض على انتهاء تجهيز قلعة الراضي الطينية وسط بريدة سوى أقل من ثمانية أشهر، إلا أن الزوار يعتقدون أن لها جذوراً ضاربة في الماضي.
وأقيمت قلعة بنيت بالكامل من الطين يجملها سور عملاق أيضا من الطين تمت زخرفته على طريقة البناء النجدي، كما أقيم مجلس كبير على أطراف القلعة تم تجميله بالنقوش القديمة والجلسات التي تعرف في المباني الطينية قبل نحو 60 عاما.
ويعد المجلس الذي سقف بالكامل بأخشاب الأثل وسعف النخيل أحد المميزات الكبيرة في القلعة ويتسع المجلس الأكثر من 150 شخصا، وتم تجميل القلعة بالنخيل وممرات الماء كما هي المزارع في السابق وتتحرك المياه بممرات تم تجهيزها بتقنية حيث تمر من جميع جنبات القلعة العملاقة التي أقيمت على مساحة عشرة آلاف متر، وفي أحد أطراف القلعة أقيم بيت شعر حوله بعض الشجيرات البرية التي تم استزراعها في الموقع، وتحتوي القلعة على جلسات مائية على شكل سفن يمر أسفلها الماء.
وتعد القلعة مزارا لزوار منطقة القصيم، حيث وقف على الموقع سفراء ووزراء ووفود سياحية ويصف السفراء الذين زاروا الموقع القلعة بأنها تختصر التاريخ النجدي في مواقع متعددة خصوصا أن المكان جمع البناء التقليدي بالتنفيذ المميز.
#2#
#3#
ويشير علي بن سليمان الراضي مؤسس القلعة إلى أنه قبل أن يطلق مؤسسة خاصة لبناء الطين قرر إقامة قلعة عملاقة تتم بفنون البناء القديمة، وتم جلب مهندسين وبنائين للطين من المملكة ومن خارجها، حيث تم إنشاء القلعة بمواصفات البناء النجدي القديم الذي نحاكي ما كان عليه آباؤنا وأجدادنا، وقال: «جميع القطع التي استخدمت في البناء هي من القطع المحلية سواء الأخشاب التي تزين الأبواب والنوافذ أو الأسقف والجدران».
وأضاف الراضي: إن الهدف من إقامة القلعة أنه بالإمكان الجمع بين التاريخ وكذلك الجمال في البناء والتصميم، مشيرا إلى أنه أطلق شركة متخصصة في البناء بالطين ستكون لديها إقامة مواقع طينية وكذلك منازل من الطين بالكامل، مبينا أنهم استعملوا بعض التقنيات في الطين بحيث يحافظ على قوته وتماسكه في الأمطار وكذلك في العوامل الجوية، كما أن هناك تجارب كبيرة في هذا المجال لدول متقدمة كإسبانيا التي تشتهر بالقلاع والحصون الطينية والحجرية، إذ نقلنا بعض التجارب هناك ونجحت بالفعل في المحافظة على الطين.
على الجانب الآخر زار الأمير متعب بن فهد الفيصل القلعة أمس الأول، وشاهد طرق البناء، مبديا إعجابه بطريقة البناء متوقعا أن يتم انتشار مثل هذا البناء في المنازل والاستراحات وكذلك المزارع حيث إنها تجمع بين جمال البناء وإتقانه وكذلك عبق الماضي والتاريخ.