مهندس بريطاني منتقدا الـ «بي. بي. سي».. افتقدتم البصيرة والحكمة في تغطية أحداث البحرين

مهندس بريطاني منتقدا الـ «بي. بي. سي».. افتقدتم البصيرة والحكمة في تغطية أحداث البحرين
مهندس بريطاني منتقدا الـ «بي. بي. سي».. افتقدتم البصيرة والحكمة في تغطية أحداث البحرين

بعث مغترب بريطاني يعيش في البحرين منذ عام 1981 ودرس في كامبردج ويتحدث اللغة العربية ،إلى هيئة الإذاعة البريطانية ''بي. بي. سي''، رسالة بشأن تغطيتها لمجريات الأحداث في البحرين خلال الفترة الماضية. والرسالة تعرب بشكل جيد عن مشاعر عديد من المحليين والمغتربين الذين يعيشون في البحرين. وهي طويلة ولكنها تستحق القراءة لفهم ما يحدث حقاً هناك.

وقال المهندس نيجل. دي، إنه عاش مع الشيعة والسنة على حد سواء. ''الاقتصادية'' ترجمت نص الرسالة وتعرضها على قرائها للاستفادة من انطباعات المهندس نيجل، الذي روى وعلق على كثير من الأحداث التي شهدتها البحرين أخيرا بقلم محايد، حيث انتقدت طبقا لرأي شخصي تغطية ''بي. بي. سي'' لهذه الأحداث. فيما يلي الرسالة أرسلت إلى ''بي. بي. سي'' من قبل المهندس البريطاني:

السادة «بي بي سي» المحترمون،

الأحداث تتحرك هنا بسرعة، لذا اعذروني على كتابتي وطريقة تعبيري.

آمل أن تكونوا منفتحين حقا لسماع وجهات نظر بديلة.

غالبا ما نسمع ''بي. بي. سي'' تهنئ نفسها لكونها قناة متفوقة للأخبار المحايدة، ولكننا نحن المقيمين البريطانيين بصفة خاصة، إضافة إلى عديد من البحرينيين، بدأنا نشك في ذلك.

جميع أصدقائي من عدة ثقافات هنا يحملون الرأي نفسه: التغطية الحالية لـ ''بي. بي. سي'' في البحرين مروعة. ويقول أحد أصدقائي إنكم لا تعرفون السنة من الشيعة. أيا كان، يبدو أن هناك شيئاً خاطئاً أو غريباً بشأن مراسليكم المنحازين بصورة واضحة لطرف واحد، في حين يتم اختطاف الاحتجاجات السلمية ولكن فاتتكم هذه النقطة (من بين أمور أخرى). أتمنى أن تسمعوني للآخر.

نقاط سريعة

إنكم تركزون على جانب واحد من الوضع، مما يفقدكم التوازن.

يعتقد كثير منا هنا أنكم غير قادرين على تمييز الأكاذيب من المبالغات والحقائق، إنكم لا تقومون بالأبحاث والعناية الواجبة، حيث تنشرون الشائعات وتشوهون الحقائق.

مثال: لم يتم استخدام دبابات في إخلاء ميدان اللؤلؤة، فقط ناقلة جند مدرعة تسير ببطء. وكانت الطائرات العمودية فوق ميدان اللؤلؤة تصوّر، لم يكن هناك غارة جوية ولا هجوم''.
أرجوكم كونوا دقيقين وميزوا بين الأغلبية العظمى الذين تصرفوا بشكل جيد وبين مثيري الشغب.

وكما هو الحال في معظم الاضطرابات حيث يتم استخدام المولوتوف والطلقات العشوائية، يتوقع مثيرو الشغب هؤلاء أن يُعاملوا بشكل مختلف عما يمكن أن يحدث في المملكة المتحدة وأوروبا أيضاً.

هل تتجاهلون الأقلية الكبيرة من المسلمين السنة، الذين لديهم حقوق أيضاً، أم تخلطون، بما يناسب الوضع، بينهم وبين العائلة المالكة وتلغون وجودهم كأقلية، باستخدام أرقام مشوهة؟ إضافة إلى أن هذا أمر مزعج، فهو ليس ديمقراطياً أيضاً.

يبدو أنكم تجاهلتهم الهجمات ضد المغتربين الآسيويين وسوء معاملتهم وتعرضهم للشتم والرفض من قبل موظفي مستشفى السلمانية (مستشفى غريبة هذه الأيام) أو ربما أن هذا لا بأس به لدى ''بي بي سي''؟ لاحظنا أن كارولين هاولي تأخذ تأكيدات من جانب واحد وشائعات وأقاويل غير مؤكدة .. الرجاء النظر أدناه.

أنتم تجمّعون كل الشيعة معاً وتصورون المشكلات هنا على أنها انقسام بين السنة والشيعة.

#2#

وهذا ليس ما كان يقوله معظم الشيعة في ميدان اللؤلؤة للزوار الذين أرادوا سماع وجهة نظرهم: من الواضح أن الطائفية ليست هي الموضوع الذي أرادوا إثارته.

بالمناسبة، الشاحنات التي تضم مجموعات صغيرة تهتف ''ليسقط حمد'' (مثل حشد المستشفى) والترديد دون وعي شعار مصر ''الشعب يريد إسقاط النظام'' لم يحظ بدعم الجماهير، بل قوبل بالصمت. لا تخلطوا بين الأشخاص الذين يطالبون وما يطالبون به وإلا كان لدينا هيئة خلط بريطانية.

لقد ناقشت الأنظمة الديمقراطية والملكية الدستورية مع محتجين شيعة مثقفين ومتحضرين ومؤيدين للديمقراطية في ميدان اللؤلؤة في عدة مناسبات، وقد قالوا لي إنهم لا يرغبون في الخلط بينهم وبين (لنقل كلامهم بدقة) المتدينين. فكثير من الشيعة كانوا يرتدون شعارات تقول: ''لست سنياً ولا شيعياً، أنا بحريني''. هل رأت كارولين هاولي أياً من هذا؟ فمعظم البحرينيين لا يريدون الفوضى أو الانتقال الفوضوي. ومع ذلك، فإن اختيار ''بي. بي. سي'' الأشخاص الذين تجري معهم مقابلات ويعبرون عن نيتهم مواصلة التخريب والفوضى أمر مروع، خاصة أنه من المفترض أو الواضح أن على القادة المسؤولين الجلوس إلى طاولة المفاوضات في أقرب وقت ممكن.

الشيعة أنفسهم منقسمون، وهذا أحد الأسباب الرئيسة لعدم بدء المحادثات بعد شهر واحد من سحب الأمن.

هل يعرف مراسلوكم عدد جمعيات المعارضة المشاركة وعدد أولئك المستعدين للمحادثات، ولكن منعهم آخرون ممن لهم أجندة مختلفة؟ هذه الأجندة ليست بنّاءة، ولكن السياسة قذرة.

لو كانت الديمقراطية، وليس النفاق والازدواجية، في أذهان جميع الأطراف المعنية، كان من الممكن تحقيق خطوات هائلة حتى الآن، في ضوء ما عرضه ولي العهد، لكن ''بي. بي. سي'' أشارت إليه بشكل خاطف فقط. إن إلغاء المحادثات أو الاستمرار في تأجيلها يتوافق مع أهداف أشخاص آخرين. هل يعرف مراسلوكم ذلك؟

لشهر واحد، ودون توجيه السلاح إلى رأس أي شخص، لم يتم البدء بأية مفاوضات ثنائية. اعذرونا لأننا نظن أن بعض الأطراف كانت تريد إثارة الأزمة، وليس المحادثات. كان يتم تغيير مرامي الأهداف باستمرار. من المؤكد أن الأزمة لا تصب في مصلحة الملك. لا تشوهوا سمعة الأشخاص الذين لا يستحقون ذلك، وتحققوا من أسباب هذا التأخير. لا شك أن الصحافة الأفضل تعني الحفر بشكل أعمق؟

اسألوا لماذا تم إرسال الأطفال ليواجهوا القوات المسلحة في شباط (فبراير) الماضي (هل تتقدم منهم بغضب واهتياج)، بينما شجعهم منظموهم، والتقط المصورون صورهم دون تقديم الإسعافات الأولية لهم. وهذا مثال ليس على التحريض على الفتنة فحسب، وإنما على التلاعب القاسي بهم كذلك.

- هل يعرف مراسلوكم، أو يهتمون بشأن العرب البحرينيين مقابل البحرينيين من أصل إيراني؟ وبخلاف ذلك، فإنهم سوف ''يفوتون خدعة ما'' دون أدنى شك، إنه أمر مهم في أي جدل حول الديمقراطية والولاء للدولة في هذه البلاد. وتعرف كلينتون وهيج أن بعض الشيعة يتلقون الدعم من الإيرانيين، وكيف يؤثر ذلك في الأمن القومي، ويمكن أن يزعزع استقرار البحرين تحديداً.

- إضافة إلى السياسة، لا تركز ''بي. بي. سي'' على الشلل الواضح في بلد صغير الذي ولده إغلاق ميدان اللؤلؤة، وفي الآونة الأخيرة عديد من الطرق الجانبية، والطرق السريعة. هل لا بأس بالأمر من جانبكم أن البلاد بأكملها تعاني من عقاب جماعي، بينما لا تستطيع أحزاب معينة أن تنسق أعمالها معاً؟ إن المحور الرمزي الشعري في قصيدة كارولين.. ''المعركة من أجل التغيير الديمقراطي'' سببت إزعاجاً كبيراً للحياة اليومية العادية والنشاط الاقتصادي. وسببت التحويلات عن ميدان اللؤلؤة في البداية ازدحاماً مرورياً، ثم أصبح لدينا كثير من حواجز الطرق عبر أطول طريق سريع لدينا باستخدام حمولات من الرمل، والحواجز الأسمنتية، وحواجز الطرق. وعليك أن تتخيل حدوث ذلك في لندن ـــ ولكن ليس لدينا المئات من الطرق البديلة لمساعدتنا.. وعليك أن تتذكر أن ميدان اللؤلؤة أُغلق لشهر واحد.

- إن تأكيد كارولين هاولي أثناء وصف بيان الحكومة أنها ''أخلت'' المستشفى والميدان لم يساعد إلى حد كبير، وربما أنها محرضة. وهي محظوظة لاستخدامهم اللغة الإنجليزية، حتى لو لم تكن بحسب معايير الكمبيوتر الشخصي. ومن الأفضل التخلي عن توقعات الترجمات المبهمة تماماً في بلد عربي، والتقدم إلى أبعد من نطاق الصحافة رخيصة البعد.

- هناك نواقص في جميع الأنظمة السياسية، حتى في الديمقراطية البريطانية، التي تمت إعادة النظر فيها حديثاً بشكل قلق. وأخرجت الصين قرابة مليار شخص من الفقر في غضون 30 عاماً من دون الديمقراطية. وفي غضون ذلك، إذا حاولت تقديم ''الأمور المرعبة'' في الحياة اليومية للشيعة في النظام الحالي فسوف يكون من الصعب عليك أن تضع برنامجاً متكاملاً. والبحرين ليست مثل مصر، أو ليبيا، أو تونس، أو سورية. والبحرين دولة عربية تقدمية نسبياً على طريق المستقبل الديمقراطي فعلياً. ومنذ ما حصل في تونس هل تتوقع وسائلكم الإعلامية المتعطشة إلى الأحداث الساخنة نتائج فورية؟

- الرجاء أن تضعوا جانباً حديث الحانات الفارغ حول الانقسام الطائفي السني ـــ الشيعي. وحاولوا اكتشاف الانقسام بين البحرينيين الحقيقيين وأولئك الذين يدعون إلى إقامة جمهورية إسلامية. وناقشوا ماذا يستتبع ذلك من حيث الحقوق المدنية، وكيف يمكن وصف قيمها بأنها ديمقراطية على الإطلاق. ومن شأن ذلك أن يكون مساعداً بالفعل، ومرشداً بالنسبة إلى كثيرين.

الكاتب

أنا مهندس بريطاني درست في كامبردج، وأعيش هنا منذ عام 1981 ـــ أطول فترة من المواطن البحريني العادي، وعملت، وعشت مع الشيعة والسنة على حد سواء. وأنا أتحدث العربية، وأدرك تعقيد الثقافة المحلية، وبعض الاختلافات المعقدة بين الشيعة.

حيث يكون هنالك صراع، أو خلاف، فإن من المؤكد أنكم لا تدعمون ذلك في الغالب بالدليل المؤيد. غير أن هذا هو الوضع، إذ إن تحليلاً دقيقاً لتغطية التلفزيون المحلي يمكن أن يثبت لمراسليكم أن بعض المواد التي تكررونها مخادع. فهل يمكننا أن نحصل على أفضل من تدقيق غير مستقل، أو اللجوء إلى تعبير: تقول المصادر؟ لن يتوجه بعض البحث المحلي، أو التاريخ، وجهة خاطئة. ولا يقدم سوى فرانك غاردنر، من جانبكم، فهماً معقولاً.

لا بد من كبح جماح مثل هذا الجيشان على جزيرة صغيرة. ويعرف كل شخص عاقل هذا الأمر. ولذلك دعونا نكون متحضرين: تحدوا الحكومة، ولكن لا تتحدوا سلام واستقرار الجميع. إنهم فئة قليلة من المتظاهرين المعادين للمجتمع، لا تأبه ببقيتنا؛ ولذلك يقتلون. ويقتل كذلك أبرياء في بعض الأحيان من خلال المطاردات العنيفة، أو من جانب المحتجين. غير أن البديل المحتمل للسيطرة القوية هو الانهيار الكامل للقانون والنظام، حيث يقتل بذلك مزيد من الأبرياء. وشاهدنا بالفعل عصابات وهي تركل جثة رجل شرطة.

ألا يمكن لـ ''بي. بي. سي'' أن تكون أشد حذراً من أن تزيد اشتعال وضع مشحون بالعواطف بالفعل؟ وإننا نشعر بالقرف من استخدامكم الرخيص لكلمات مثل ''الانقضاض''، و''السحق''، واستخدام ''القوة القاتلة''، و''الهجمات'' من جانب قوى الأمن ''التي تسيطر عليها العائلة الحاكمة السنية''. (سوف يكون عملهم الفعلي مختلفاً قليلاً لو كان تحت سيطرة سكان المريخ). أم أن ''بي. بي. سي'' يمكن أن تفضل عدم الوجود الأمني؟ من المؤكد أن كثيراً من البلدان الأوروبية لن يستمر في تأييد هذا التشويه إلى ما لا نهاية.

كان من الواضح من التغطية التلفزيونية المحلية التي ننظر إليها بشك، أن آلافاً من المتجمعين في ميدان اللؤلؤة انصاعوا، وتحركوا، بشيء من التردد، بعيداً عن قوات الأمن التي لم تهاجم، ولم تطلق النار على أحد خلال العملية المسيطر عليها. وظهرت المغادرة البطيئة من خلال أشرطة الفيديو التي التقطتها طائرات الهيلوكبتر، حيث حملت تفسيراً ذا صدقية للأحداث، كما انسجم ذلك مع ما سمعناه من على بعد مسافة كيلومتر.

لا ينسجم مثل هذا الدليل مع الأوصاف التي أوردتها ''بي. بي. سي''، حيث إنكم اكتفيتم بالمبالغة في التوسع في الأخبار اللاحقة التي أوردها فقط العدد القليل نسبياً من أولئك الذين ظلوا في الميدان، وأرادوا القتال، وذلك في تغطيتكم للحدث بأكمله.

جاء استخدام القوة لاحقاً ضد عدد من المتشددين الذين استخدموا القنابل البترولية، التي ـــ حسب وصفكم ـــ لا يمكنها معادلة ''قوة الجيش''. فهل عدم معادلة قوة الجيش يبرر استخدام مثل هذه القنابل في تظاهرات سلمية؟

لم تذكر ''بي. بي. سي'' أبداً أن الشرطة نفسها تعرضت لإطلاق النار، وأن أفراد شرطة قتلوا دهساً، وأنه تم استخدام أسطوانات الغاز، مع أنه تم تصوير ذلك من قبل جهات ذات صدقية. فهل كانت هنالك بالفعل أي محاولة للحصول على وجهة نظر قوات الأمن عن الأحداث التي شهدناها لاحقاً على التلفزيون المحلي؟ فلماذا تستثنون مثل هذا المدخل الممكن في حين تقبلون بالشائعات في أماكن أخرى؟ إن حذفكم النشيط لمثل هذه الجوانب يبدو أشبه بانحياز يتصف بالخزي. إننا لا نقدر ذلك، وكنا نتوقع أفضل منه من جانب ''بي. بي. سي''.

لقد قمتم من خلال طريقتكم المنحازة، وفشلكم في عزل القلة من مسببي المشكلات، وعدم انتقاد تحديهم لمتطلبات القانون والنظام المعقولة، وقيامهم بمحاربة السلطات من خلال استخدام العنف في المدن، بدعم هذه المجموعة. وإنكم تدخلون لإبراز هذه المجموعة على الساحة العالمية، كما أنكم تمتدحون اتجاههم الديمقراطي، وتدرجون الانتقادات للعائلة الحاكمة، ولآلية الأمن الوحيدة الموجودة التي تتعرض لضغوط غير مسبوقة.
قد تكون لديكم رغبة في ''بي. بي. سي'' لتغذية المشاهدين المتعطشين للصدمات، ولكننا نحن من نتحمل عواقب هذا التصرف المشين.

أخيراً، قلتم إن مستشفى السلمانية الحكومي مطوق بقوات الجيش، حيث يمكنكم تقديم برنامج مدهش في المكان. غير أنني قدت سيارتي للتو إلى المستشفى الذي يقع بالقرب من مكتبي، وذلك لتحري الأمر، فلم أشاهد سوى دبابة واحدة، وبعض عربات الشرطة، كما كان هنالك بعض أفراد الجيش خارج المدخل، حيث كانوا يعملون على تنظيم حركة مرور الناس، بحيث تدخل الحالات التي تحتاج بالفعل للعلاج إلى المستشفى. وإننا قلقون إزاء ما يمكن أن يقدم من الخدمات بعد اختفاء كميات من الإمدادات على نحو مفاجئ ضمن حالة تخريب محتملة. فلماذا توحون بأن ذلك هو غلطة قوات الجيش؟

من المحزن أنه بعد إدخال المصابين أصبح عدد من موظفي المستشفى من الشيعة يتصرفون بتشدد يتناقض مع مبادئ مهنتهم. فهل رأى مراسلوكم التغطية التي أظهرت كيف يمكن لسيارة أن تحصل على موقف أمام مستشفى في الوقت الذي يتظاهر أمامه أكثر من خمسة آلاف محتج؟ الحقيقة أنهم استولوا على أكبر مستشفياتنا الحكومية، ومنعوا، في وقت ما، غيرهم من الدخول إليه من خلال سيارات إسعاف غير مستعملة، (وليس بواسطة الدبابات).

تم كذلك نصب 14 خيمة غير ضرورية خارج المكان بصورة فوضوية في ذلك الموقع. وتحول المستشفى الذي، كنت أنا وأسرتي نلجأ إليه للعلاج، إلى مستشفى للشيعة فقط.

وهنالك تغطية تلفزيونية محلية لصور عدد من المصابين الباكستانيين من السنّة الذين جلبوا في سيارات الإسعاف، وهم مقيدو الأيدي. ولم يكن بالإمكان استقبالهم في المستشفى، فجرى تحويلهم، بعد إساءة معاملتهم، إلى مستشفى خاص. ولا بد من الملاحظة أن سيارات الإسعاف كانت تستخدم في الأسابيع الأخيرة لتأمين الامدادات للمعتصمين في الميدان. أفلا يشكل ذلك حالة غريبة؟ وهل يمكن أن تكون هنالك تساؤلات حول الأمر؟
لو كنت أعمل في ''بي. بي. سي''، لكانت معلوماتي الواردة أعلاه مستقاة من ''مصدر موثوق لديها''. غير أنني أرسل لكم هذه المعلومات دون مقابل، وذلك بعد ساعات من العمل قضيتها خلف لوحة مفاتيح جهازي في محاولة لنقل مشاعر مشتركة بين كثيرين من المطلعين، ومن ذوي الاتصالات القوية، من المغتربين البريطانيين، والبحرينيين، على حد سواء.

إننا نشعر بأن تغطيتكم المنحازة كانت تفتقر إلى البصيرة والحكمة، وأنها ليست في مصلحة ''بي. بي. سي''. وإننا نأمل أن تتقيد تغطيتكم الصحافية بالمعايير التي ما زال الملايين يتوقعونها.

ولكم التقدير نيجيل دي.

الأكثر قراءة