ندوة مدن المعرفة توصي بالاهتمام بجودة التعليم وإنشاء مراكز الأبحاث وجذب الموهوبين
أوصت الندوة الرابعة لمدن المعرفة التي اختتمت أعمالها البارحة الأولى تحت شعار "خطوة في صناعة المستقبل" بضرورة الاهتمام بجودة التعليم ومخرجاته بما فيها مراكز الأبحاث والتدريب المهني لتتوافق مع تطلعات المدن المعرفية والتركيز على الميزات التي تملكها المدن.
كما أوصت بالعمل على إنشاء مؤسسات بحثية وجامعات من الطراز الأول تمثل مراكز جذب الموهوبين والمبدعين والمحافظة عليهم، وبناء قنوات تواصل بين المؤسسات العالمية والمحلية ذات الاهتمام المشترك باقتصاديات المعرفة، وتحقيق التكامل في السياسات الاجتماعية والاقتصادية ومشاركة القطاع الخاص والمجتمع المدني في التنمية.
#2#
وطالب المشاركون في الندوة التي نظمتها أمانة منطقة المدينة المنورة بالتعاون مع البنك الدولي وهيئة تطوير المدينة المنورة ومدينة المعرفة الاقتصادية بمشاركة المعهد العربي لإنماء المدن وجامعة الملك عبد العزيز بالعمل على تحقيق عناصر النجاح التي تساهم في هيكلة وبناء مدن المعرفة ومن أبرزها توفير البنى التحتية المتميزة بما فيها تقنيات المعلومات والاتصالات وإيجاد تنوع ثقافي وبناء شبكات من الكفاءات البشرية والشركات والمؤسسات والمدن من خلال التبادل الثقافي والاقتصادي مع مراكز نشر المعرفة في مختلف أنحاء العالم، والارتقاء بجودة التعليم ومخرجاته ودعم البحوث العلمية.
وأكدت التوصيات أنه وعلى الرغم من أن مدن المعرفة تمثل إحدى ركائز الاقتصاديات المعاصرة فإنها وحدها ليست الحل الشافي للتحديات الاقتصادية والاجتماعية الناشئة ، وذلك لأن الاقتصاديات المعتمدة على المعرفة تتجاوز تلك الفئة من المجتمع التي لا تستطيع التعامل مع التكنولوجيا الحديثة.
#3#
وتناولت التوصيات ضرورة أن تسهم مدن المعرفة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المناطق والمدن المجاورة، كما استعرضت مفهوم مدينة المعرفة وهي المدينة التي تشجع على رعاية المعرفة وتسخيرها بهدف تنويع القاعدة الاقتصادية المحلية للمدن وتطوير جانب التنمية الاقتصادية والاجتماعية لسكانها.
وكانت أولى جلسات الندوة بالأمس قد تناولت دور الجامعات ومراكز البحوث كعامل مساعد لمدن المعرفة حيث شارك فيها كل من باتريك دوبارل مؤلف ومقرر منظمة التعاون والتنمية بين البلدان حول التعليم العالي والمناطق، والدكتور فريد موافنزاده رئيس معهد ماسدار للعلوم والتكنولوجيا، والدكتور يوسف نيازي نائب عميد كلية العلوم في التصميم البيئي، ورأسها شاهد يوسف مرشد أول في البنك الدولي حيث تطرقت الجلسة لموضوع مدن المعرفة واحتياجها إلى كوادر ماهرة من خريجي الجامعات, إضافة إلى العمالة المتخصصة المدربة تدريباً جيداً في الجوانب التقنية والمهنية، وتناولت العلاقة بين الجامعات والمدن المعرفية.
#4#
وتطرق المتحدثون إلى أن أي مدينة للمعرفة يجب أن تحتضن على الأقل جامعة واحدة ذات جودة عالية, إلى جانب العديد من المعاهد التدريبية التقنية والمهنية، كما استعرضت الجلسة أهمية التركيز على البرامج التعليمية والتدريبية المخصصة في الصناعات والأنشطة المهنية، واستعرضت الجلسة كذلك دور مراكز الأبحاث في الجامعات والتميز الأكاديمي بما يضمن جذب الطلاب والمدرسين والباحثين لها, ودور المؤسسات التعليمية في جذب الشركات المحلية والأجنبية إلى مدن المعرفة.
تلا ذلك جلسة بعنوان "أهمية الاتصال في مدن المعرفة" قدمها الدكتور بدر البدر مدير عام شركة سيسكو السعودية، وغريغ هوروويت، والسيد روهيت شوكلا الرئيس التنفيذي لمعهد لارتا، وأحمد الساري مستشار وادي التقنية في الشرق الأوسط، برئاسة الدكتور ألفريد جاي ويتكينز منسق برنامج العلوم والتكنولوجيا في البنك الدولي، حيث تمحورت الجلسة على ضرورة ألا تقتصر مدن المعرفة على الصناعات الحيوية ذات المعرفة المتفاعلة المكثفة، بل يجب إيجاد بيئة من الاتصالات الخارجية التي تساهم في إيجاد بيئة ملائمة لممارسة الأعمال التجارية، وتطرقت الجلسة لآلية تحويل المجتمع الحضاري إلى مجتمع فعّال، كما تطرقت الجلسة لمساعدة رجال الأعمال في الحصول على المساعدة المالية والتسويقية والإدارية التي يحتاجون إليها ودور كل من القطاعين العام والخاص في هذا المجال.
أما الجلسة الأخيرة للندوة فكانت تحت عنوان "مدن المعرفة.. القدرة التنافسية كأداة أساسية في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز النمو الاقتصادي" تحدثت فيها كلٌ من السيدتين يجيتكنلار الرئيس التنفيذي للمنتدى الدولي لمدن المعرفة، والبروفيسور إف.جي.
#5#
كاريللو مدير مؤسسة الوورد كابيتال WCI، والبرروفيسورة برتيسيا ماك كارني عضوة هيئة تدريس جامعة تورونتو، والدكتور رياض الأحمد المنسق المقيم لأنشطة الأمم المتحدة, وممثل لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، برئاسة شاهد يوسف مرشد أول في البنك الدولي, حيث تطرقت الجلسة لعمل المدن ودورها في تعزيز نفسها من خلال جذب الأشخاص المتميزين والاحتفاظ بهم مع إبراز دور هذه المدن في جانب خلق الفرص الاقتصادية وتسويقها عالمياً، وتحويل هذه المدن لتصبح مراكز للثقافة والسياسة والأعمال التجارية، واستعرضت الجلسة دور مدن المعرفة في التغلب على التحديات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية وكيفية إسهام مدن المعرفة في تحسين القدرة التنافسية لبلدانها، مع استعراض آليات تقييم المدن وتصنيفها، وتناولت الجلسة مكانة المملكة العربية السعودية في الاقتصاد العالمي ومؤشرات الأعمال التجارية والقدرة التنافسية لها على مستوى العالم.
وكانت الندوة قد شهدت أمس الأول (الثلاثاء) ثلاث جلسات تمحورت الأولى حول مدن المعرفة.. ماذا ولماذا وكيف؟" أدارها فاروق إقبال المدير الإقليمي للبنك الدولي في السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي, وتحدث فيها الدكتور أحمد اليماني رئيس قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في الهيئة العامة للاستثمار، والدكتور شاهد يوسف مرشد أول في البنك الدولي، ويولاندا بيريز مديرة برنامج تنمية الأعمال لبرشلونة أكتيفيا، والدكتور عبد العزيز ناصر الدوسري مشرف الشؤون الفنية والهندسية في وادي الرياض للتقنية، وتناولت الجلسة مبادرة المملكة عن إنشاء مدينة المعرفة الاقتصادية واستعرضت وجهات النظر الدولية عن مدينة المعرفة والمفاهيم المعمول بها وكيفية تبني المدن المعرفية الكبرى في العالم.
أما الجلسة الثانية فكانت تحت عنوان "كيفية تنفيذ مدن المعرفة في المملكة العربية السعودية .. دراسة حالة مدينة المعرفة الاقتصادية" شارك فيها كلٌ من الدكتور سامي محسن باروم رئيس مجلس إدارة مدينة المعرفة الاقتصادية، والمهندس محمد مصطفي محمود الرئيس التنفيذي لمعهد القيادة والريادة، والدكتور بدر البدر مدير عام شركة سيسكو السعودية، ورأسها الدكتور ساطع الأرنؤوط إخصائي أول التنمية الحضرية في البنك الدولي، حيث تناولت دخول المملكة وريادتها في إنشاء مدن المعرفة، والتخطيط لإنشاء مدينة رئيسية للمعرفة، ورؤية دمج المدينة في النسيج الحضري للمدينة المنورة لتساهم في تحويل المدينة المنورة بأكملها لتصبح واحدة من مدن المعرفة، كما استعرضت الجلسة التجارب الدولية والبحوث الأكاديمية والاستراتيجيات الشاملة لمدينة المعرفة، وألقت الجلسة الضوء على الدور الذي يمكن أن يؤديه البنك الدولي لدعم وتوجيه خطط مدينة المعرفة، وطرحت العديد من الأفكار لتحسين تكامل المدينتين المدينة الاقتصادية والمدينة المنورة.
#6#
أما الجلسة الثالثة فعقدت تحت عنوان "أدوار كل من القطاعين العام والخاص في مجال تطوير مدن المعرفة" شارك فيها كلٌ من ديفيد كينغهام مستشار شركة أكسفورد للإبداع، والدكتور وسام ربادي عضو هيئة التدريس في جامعة الحسن في عمان، وكريس تان نائب الرئيس الأول لكوريدور أوتارا في ماليزيا، ورأسها ألفريد واتكينز منسق برنامج البنك الدولي للعلم والتقنية، حيث استعرضت الجلسة العلاقة بين تحقيق النجاح في الاقتصاد المحلي وربطه بالاقتصاد العالمي، كما تناولت الجلسة آليات تطوير البنية التحتية الصحيحة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات باعتبارها إحدى المقومات المهمة وأن السعودية في طريقها لتخطي هذه المسألة، واستعرضت احتياج مدن المعرفة لقنوات الاتصال والتواصل بين الشركات والمؤسسات المحلية والاقتصادين العالمي والإقليمي بما يمكنها من التواصل مع الأسواق العالمية.
يذكر أن الندوة الرابعة لمدن المعرفة هدفت لإلقاء الضوء على التحديات التي تواجه إنشاء مدن المعرفة، ومناقشة وتقييم بعض الأمثلة للاقتصاديات المعتمدة على المعرفة ودراسة إمكانية الاستفادة من النماذج الناجحة، وتبادل الخبرات والتجارب بين صناع القرار وكبار الخبراء المحليين والدوليين حول الرؤى ذات الصلة بتطوير وتصميم مدن المعرفة، وحظيت بمشاركة أكثر من 400 خبير وباحث ومهتم في مجالات المدن المعرفية من داخل المملكة وخارجها، وتحدث خلال جلساتها 25 خبيرا وأكاديميا من المملكة العربية السعودية ومن خارجها.