ضوء غريب يظهر في سماء ينبع
تابع الكثير من أهالي ينبع الضوء الغريب الذي يظهر في أوقات معينه في السماء ناحية
غرب المدينة، وليلة الخميس (2/2/1432 هـ) إحدى الليالي التي شوهد فيها هذا الضوء
الذي يلوح أحياناً ويختفي أحيانا أخرى، وتابع الكثير هذا الأمر بحيرة وترقب وتساؤل لم
يجد إجابة مقنعه، كل من شاهده أدلى بدلوه واجتهد محاولاً الوصول للحقيقة الضائعة،
التي تاهت وحلقت بعيداً ولم تجد لها مستقراً إلا في عقول القليلين، ولأن الكثرة تغلب
القلة في مواطن عده، فقد سادت آراء وتفسيرات غريبة وعجيبة جعلت الخوف والرعب
يدب في نفوس كثير من الأطفال بل وحتى بعض الكبار نساء ورجلاً، وهذا أمر طبيعي
إذ أن الجهل بالشيء يولد الخوف منه.
حين تعذر الوصول لنقطة التقاء مقنعه، التقطت الصور وزج بها في المواقع الالكترونية
عل الشبكة ألعنكبوتيه تُسعف المحتار بجواب شافي، لكن يبدوا إن الذي شاهد الصورة
طبيعيه والذي نقلت إليه عبر وسائل التقنية الحديثة، لم يهتدي إلا عدد قليل منهم لحقيقة
شعاع اقرب ما يكون من ناحية الشكل لمذنب عملاق غير انه يتوارى عن الأنظار لفترات
ثم يعاود الظهور في نفس المكان، وتلخص ما تم تناقله بين عامة الناس أنها ظاهرة
غريبة وقد يكون مذنب أو جسم غريب في السماء، والبعض اعتقد انه نجم ويتزامن مع
ظهوره بعض المتغيرات المناخية، وفي خضم هذه الآراء كل طرف يريد أن يقنع الآخر
بصواب رائيه وزيف غيره.
والحقيقة أن كل ما في الأمر هو ضوء صادر من الأرض تعكسه السحب، بحيث عندما
تمر أنواع معينه من السحب(البيضاء) عبر الشعاع المتجه إلى السماء ينعكس ضوء
يمكن مشاهدته بوضوح، بدليل أنه يختفي حين تتجاوز السحب هذا المكان ولا يمكن
مشاهدة أي اثر.
مثل هذا اللغط والتهويل الذي أُثير حول أمر بسيط يدل على أننا ننجر وراء الشائعات
دون تثبط ودون إعمال للعقل، ولو تأمل الشخص ما يحدث وحاول التفكير قليلاً بالوقت
والظرف الذي يشاهد فيه حدث كهذا، لاستنتج الحقيقة بنفسه واقتنع بها، دعونا نستخدم
عقولنا ونثق بها بدل تناقل الشائعات دون تمعن وتدبر، ونقبل ما يقبله العقل وندع ذلك
جانباً، وفي الوقت ذاته نحرص أن يكون مرجعنا الخبر الرسمي بعيداً عن الاجتهادات
الشخصية من هذا وذاك، وما نريد التأكيد عليه في هذا الصدد انه إلى جانب ما يثيره مثل
هذا التهويل من رعب وهلع في نفوس الأسر وخاصة الأطفال، فإنه أيضا يشغل الناس
ويشتت تفكيرهم ويجعلهم يصبون اهتمامهم بأمر لا حقيقة له.