إدارة لخطوط الأنابيب النفطية في جدة
كتبت في عدد سابق في هذه الصحيفة مقالا بعنوان ''خطوط أرامكو تؤرق أحياء جدة''، وتحدثت عن مخاطر خطوط أنابيب شركة أرامكو النفطية والتي تخترق أحياء جنوب مدينة جدة مرورا بالورش الصناعية، وما يمكن أن تسببه هذه الأنابيب من مخاطر على المدينة في حال التسرب لا قدر الله، وقد ناشدت حينها المسؤولين في شركة أرامكو سرعة النظر في نقل هذه الخطوط واستبدالها بخطوط من محطة الشعيبة التي تدرس ''أرامكو'' إنشاءها لتزويد محطة توزيع شمال جده وتكون بديلا آمنا.
لقد حدث التسرب الأيام الماضية وتحديدا أيام عيد الأضحى، ولكن هذه المرة من الخطوط النفطية التابعة لتحلية المياه والتي تنقل زيت الوقود من مصفاة شركة أرامكو في جنوب جدة إلى محطة التحلية على الساحل الغربي، وقد قدرت الكميات المتسربة بـ ١١ ألف لتر من زيت الوقود، كما نُشر في الصحف.
تمر خطوط أنابيب تحلية المياه النفطية في جدة عبر مسارات موازية لخطوط أنابيب أرامكو وتشاركها المشاكل نفسها من حيث الخطر على الأحياء السكنية، وعندما حدث التسرب الأخير استنفرت ''أرامكو'' كل طاقاتها؛ خوفا من أن يكون التسرب في إحدى أنابيبها ودعت إلى اجتماعات تنسيقية مع المسؤولين في تحلية المياه؛ بحكم أنهم أحد العملاء لزيت الوقود.
لا يبدو أن ما ذكرت باقتراح نقل خطوط أرامكو وحدها كافيا؛ إذ لا بد من النظر من قبل الجهات العليا في الدولة في جميع الخطوط النفطية التابعة لجميع الجهات، سواء تحلية المياه أو شركة أرامكو أو الكهرباء أو غيرهم والتي تمر عبر أحياء مدينة جدة السكنية.
لذلك فإنني أقترح إنشاء إدارة للخطوط النفطية في مدينة جدة تكون تابعة لوزارة البترول أو لشركة أرامكو بحكم الاختصاص، وتقوم هذه الإدارة بما يلي:
١ ) الإشراف المباشر على جميع الخطوط النفطية داخل المدينة من حيث التشغيل والصيانة.
٢) القيام بأعمال الدوريات اليومية على جميع مسارات خطوط الأنابيب النفطية داخل المدينة.
٣) تأسيس مركز للتحكم بتشغيل وصيانة جميع الخطوط النفطية داخل المدينة.
٤) التنسيق مباشرة بينها وبين إدارة الدفاع المدني والهيئة العليا للأمن الصناعي في حال الحرائق أو التسرب - لا قدر الله - لتوفير الوقت والجهد وقوات الطوارئ.
٥) التنسيق مع جميع الجهات التي تمتلك خطوطا نفطية داخل المدينة بصفة دورية للتشاور والمشاركة في أعمال الحرائق الوهمية Fire Drill لتقييم وتطوير الأداء.
٦) عمل sectionslizing تقسيم وتصنيف لجميع الخطوط النفطية على مستوى المدينة حسب شدة المخاطر في كل منطقة وتزويدها بأنظمة leak detection أنظمة كشف التسرب والتي تفتقدها معظم الخطوط النفطية داخل مدينة جدة.