الفلكي الزعاق لـ "الاقتصادية" : السعودية تشهد كسوفا كليا للشمس عام 2028

الفلكي الزعاق لـ "الاقتصادية" : السعودية تشهد كسوفا كليا للشمس عام 2028
الفلكي الزعاق لـ "الاقتصادية" : السعودية تشهد كسوفا كليا للشمس عام 2028

من المتوقع أن تشهد السعودية كسوفا كليا للشمس عام 2028، حيث يمكن مشاهدته من منطقة مكة المكرمة، وأن هذا الحدث لا يمكن رؤيته مرة أخرى في المملكة إلا بعد 360 عاما، هنا أوضح لـ ''الاقتصادية'' الدكتور خالد بن صالح الزعاق عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك المشرف على القبة الفلكية والمرصد الفلكي في مجمع الأمير سلطان التعليمي في بريدة أنه من المتوقع أن تشهد السعودية كسوفا كاملا للشمس عام 2028، لافتا إلى أن هذا الحدث لن يتأتى حدوثه مرة أخرى في المملكة إلا بعد 360 عاما.

ودعا الفلكي الدكتور الزعاق إلى ضرورة الاستعداد لهذا الحدث ورصده، مفصحا عن أن الغرب وخاصة الأوروبيين يعدون العدة لرصد هذا الكسوف الكامل الذي سيشاهد بمشيئة الله تعالى من منطقة مكة المكرمة، مطالبا الجهات المختصة وذات العلاقة إلى النظر في أهمية رصد مثل هذه الأحداث، حيث إن كسوف الشمس أو خسوف القمر يعد حدثا علميا لا بد من الاستفادة منه، خاصة أن حوادث الكسوف والخسوف لا تتكرر كثيرا، وهي من آيات الله عز وجل في الكون ودعوة للتدبر فيها، وأنها من مخلوقاته سبحانه وتعالى.

وأعرب الدكتور الزعاق عن شكره وتقديره لأمانة الرياض وواحة الأمير سلمان للعلوم في السبق الذي تحققه في مثل هذا الحدث، مبديا استغرابه من غياب وزارة التربية والتعليم عن تظاهرة الكسوف والخسوف، واستتارات الشمس والقمر والكواكب وأهمية ذلك في نفوس الطلاب، مشيرا إلى أن ظاهرة الخسوف والكسوف من آيات الخالق عز وجل للتخويف والتذكير وليست غضب من الله أو أن هناك إله آخر قد ابتلع الشمس، إلا أنها خفت مع ظهور العلم، والنبي صلى الله عليه وسلم أبطل فرية ما قاله الصحابة ''ما كسفت الشمس إلا لموت إبراهيم عليه السلام''، والربط هذا ربط شركي لفظي، والنبي صلى الله عليه وسلم قد رد على هذه الفرية ''الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا تنكسف لموت أحد ولا لحياته''.

وكانت واحة الأمير سلمان للعلوم بالتعاون مع أمانة الرياض قد رصدت صباح أمس فلكيا الكسوف الجزئي للشمس في خيمة الأمانة الواقعة في شارع صلاح الدين الأيوبي ''الستين سابقا'' جوار بلدية الملز، حيث تشير الحسابات الفلكية إلى حدوث كسوف جزئي للشمس أمس الثلاثاء الرابع من كانون الثاني (يناير) 2011 الموافق 29/1/1432هـ، حيث تمكن سكان الرياض وجميع مناطق المملكة ومحافظاتها من مشاهدة الكسوف في الفترة من الساعة 10:38 صباحا وحتى الساعة 1:24 مساء، إذ حجب القمر نحو 24.3 في المائة من قُرص الشمس وانقطعت نسبة أشعتها عن مناطق مختلفة على سطح الأرض.

وبلغ كسوف الشمس ذروته عند الساعة الثانية عشرة ودقيقتين ظهراً، وشمل الكسوف الجزئي للشمس القارة الأوروبية وشمال إفريقيا ومنطقة غرب آسيا وشبه الجزيرة العربية.

وألقى الدكتور خالد بن صالح الزعاق المشرف على القبة الفلكية والمرصد الفلكي في مجمع الأمير سلطان التعليمي في بريدة عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، محاضرة عن الكسوف، تلاها رصد الكسوف باستخدام التلسكوب والنظارات الشمسية المخصصة لذلك، وشارك في رصد الحدث مدارس الرياض، والذي يمثل ظاهرة كونية تدل على عظمة الخالق سبحانه وتعالى، حيث وفرت إدارة واحة الأمير سلمان النظارات الخاصة برصد الكسوف والتي سمحت للمشاهدين بمشاهدة الشمس أثناء الحدث دون حدوث أضرار صحية.

#2#

وأوضح الدكتور خالد بن عبد القادر طاهر المشرف العام على مشروع واحة الأمير سلمان للعلوم أن حرص الواحة على رصد هذا الحدث الكوني الفريد يعد من صميم أهداف الواحة والتي تعمل على تنمية الروح الإيمانية من خلال إدراك الظواهر الكونية والقوانين العلمية التي خلقها الله سبحانه وتعالى في الكون وتشجيع مبدأ التعلم بالمشاهدة والتجربة بما يساهم في إعادة روح الابتكار والإبداع لدى الناشئة، منوها ومشيدا بدعم الأمير الدكتور عبد العزيز بن محمد بن عياف وجهود أمانة الرياض في دعم الواحة وفعالياتها العلمية والترفيهية.

وتعد ظاهرة كسوف الشمس من الظواهر الفلكية المثيرة، حيث يحجب القمر قرص الشمس عندما يكون بين الشمس والأرض لذلك ينقطع نورها عن مناطق معينة عن سطح الأرض هي التي تشاهد الكسوف.

ويحدث الكسوف والخسوف لأن الشمس والقمر يبدوان للراصد الأرضي ظاهريا بحجم واحد بالرغم من أن قطر الشمس يكبر قطر القمر نحو 400 مرة وأن الذي يجعلنا نشاهدهما متساويين في الحجم ظاهريا أن الشمس تبعد نحو 400 مرة بعد القمر (متوسط بعد الشمس عن الأرض 150 مليون كيلو متر) فابتعادها الكبير واقتراب الصغير يجعلهما متساويين في الظاهر.

ويحدث الكسوف الشمسي والخسوف القمري في حالة وقوع الشمس والقمر على خط واحد مع الأرض ( في منطقة العقود نقطة تقاطع خط الاستواء السماوي مع دائرة البروج )، ويحدث هذا في طور المحاق والبدر ولكن لا يحدث في كل شهر والسبب هو لأن مستوى فلك القمر لا يتطابق مع مستوى فلك الأرض، وبالتالي فإن احتمال مرور القمر فوق الشمس أو تحتها أكبر من احتمال مروره أمامها.

وللكسوف والخسوف دورة معروفة منذ القدم يطلق دورة الساروس والتي تتكرر كل 6585.32 يوما، وتبلغ مدة دورة الساروس 18 سنة و11 يوما وثماني ساعات.

ويحذر المختصون من خطورة النظر إلى قرص الشمس أثناء الكسوف بالعين المجردة مباشرة، حيث يؤدي ذلك إلى دخول أشعة غير مرئية إلى شبكية العين مثل الأشعة فوق البنفسجية والأشعة تحت الحمراء التي تؤدي إلى تلف ــــ لا قدر الله ــــــ في شبكية العين، لذلك يستخدم الفلكيون عدسات مزودة بمرشحات خاصة تسمح بمرور أشعة بسيطة من الشمس دون دخول الأشعة غير المرئية بحيث يمكن رؤية كسوف الشمس دون تأثيرها على عين الإنسان. كذلك استخدام نظارات تحتوي على مرشح ضوئي مخصص لغرض رصد الكسوف.

الأكثر قراءة