الأمير سلمان يفتتح معرض «الدارة» .. 100 مخطوطة أصلية ونادرة تحكي تاريخ المملكة

الأمير سلمان يفتتح معرض «الدارة» .. 100 مخطوطة أصلية ونادرة تحكي تاريخ المملكة
الأمير سلمان يفتتح معرض «الدارة» .. 100 مخطوطة أصلية ونادرة تحكي تاريخ المملكة
الأمير سلمان يفتتح معرض «الدارة» .. 100 مخطوطة أصلية ونادرة تحكي تاريخ المملكة

رعى الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز البارحة الأولى، حفل افتتاح معرض تراث المملكة العربية السعودية المخطوط الذي تنظمه دارة الملك عبد العزيز ويستمر لمدة شهر ونصف. وتعرض خلاله الدارة ـ بدعم من شركة أرامكو ـ مائة مخطوطة أصلية ونادرة منتخبة من المخطوطات السعودية في مختلف العلوم والمعارف، منها مخطوطات في العلوم الشرعية، واللغوية، والأدبية ومخطوطات في علوم التاريخ والفلك والجغرافيا وغيرها.
وفي كلمته خلال الحفل أدان الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الأحداث المتتابعة التي يدبرها أعداء الإسلام للنيل من المسلمين، لاستعداء غير المسلمين على المسلمين بأي صورة أحدثوها، وبأي وسيلة ابتدعوها.
وأكد الشيخ عبد العزيز أن هدف ذلك وغايته هو إضعاف شأن الأمة المسلمة وإحداث الفوضى بين صفوفها وتدمير كيانها وتسلق الأعداء عليها. وقال إن ما حدث في جمهورية مصر العربية من هذه الأحداث الخطيرة التي شجبها العالم كله ـــ والمملكة العربية السعودية أول شاجب لهذا الحدث ومستنكر له ـــ لا يخدم الإسلام وليس له صلة به، وإنما يستعدي على الإسلام. وجاء في كلمة المفتي العام للمملكة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على محمد بن عبد الله أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وعلى صحابته أجمعين، وعلى التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.
صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض رئيس دارة الملك عبد العزيز، أيها الإخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
إن مما تفتخر به الأمة هذا التراث العظيم الذي خلفه لنا علماء أجلاء فضلاء في جوانب العلوم الشرعية بالأخص تفسير، وفقه، وحديث، ولغة، وغير ذلك تمثل في عدد من المخطوطات النفيسة التي كتبها علماء هذه الأمة في هذا البلد المبارك، ثم لنعلم أن العصور السابقة ما عصر من العصور إلا وللعلماء نشاط في التأليف والكتابة في خدمة الكتاب والسنة وعلومهما.

#2#

#3#

وفي عهد الإمامين الإمام محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبد الوهاب، رحمهما الله، صار للعلم في هذا البلد حركة ونشاط عظيمان بكل ما فيه من المؤلفات الكثيرة، ولا سيما ما يتعلق بالعقيدة ومحاربتها للخرافات، وكذلك الأحكام والفقه.
وإن العناية بهذه المخطوطات أمر مهم، وإنه من الخطأ أن يتصور البعض أن هذه المخطوطات التي لآبائه وأسلافه تبقى عنده حبيسة لا ينتفع بها أحد، ولا يستفيد منها أحد، وهذا في الحقيقة جناية عليها وإهدار لمكانتها ووجودها في هذه الدارة، هذه التقنية الحديثة والنظام الجيد يكفل لها الاستمرار، وانتفاع الأجيال المتعاقبة، ليستفيدوا منها ما دامت الحاجة إلى ذلك. إن اجتماع هذه المخطوطات في مكان واحد هو خير عظيم، ولقد أصدرت اللجنة الدائمة للإفتاء فتوى بجواز نقل المكتبات الخاصة في بعض المساجد أو الأماكن، التي لا ينتفع بها، وأن نقلها إلى هذه الدارة أمر مهم للمحافظة عليها والعناية بها والاهتمام بها، هذا أمر لا يشك فيه أحد فإني لأرجو من أي مواطن في هذا البلد عنده مخطوطات قديمة أن يهتم بتسليمها للدارة، لكي تحافظ عليها، وتصلح ما فيها من خلل وتعطيه صورة منها ليبقى الأصل محفوظا معتنى به عند الاحتياج إليه وإني لأشكر الله على هذه النعمة العظيمة، والدارة إذ تقوم اليوم بهذا المعرض الأول لتعرض فيه 3000 مخطوطة لهو شرف عظيم وخطوة مباركة، ونرجو المزيد من جلب الكتب لهذا البلد الذي قد انتقلت إلى هنا وهناك، وأن تحرص الدارة على جمعها في أي مكان لتوحد وجودها في هذا المكان المبارك، والشكر بعد ذلك لله- جل وعلا- ثم لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز الذي اعتنى بهذه الدارة فمنذ تسلمه لمجلس إدارتها، وهي تخطو خطوات سريعة، لأنه معتني بها ومحافظ عليها، فجزاه الله عما قدم خيرا، ونشكر أيضا لأمين هذه الدارة ووكيله والإخوان المساعدين معه نشكر لهم جهودهم ونشاطهم. أيها الإخوة: نحن في هذه الأيام نعيش أحداثا جسيمة وأخطارا عظيمة، ونعيش أيضا تقلبات سريعة، نعيش في هذه الأيام هموما عظيمة هم المسلمين وشأن المسلمين، هذه الأحداث المتتابعة التي يدبرها أعداء الإسلام للنيل من المسلمين، ولاستعداء غير المسلمين على المسلمين بأي صورة أحدثوها، وبأي وسيلة فعلوها لكن الغاية منها هو إضعاف شأن الأمة المسلمة، وإحداث الفوضى بين صفوفها وتدمير كيانها وتسلق الأعداء عليها، ما حدث في جمهورية مصر العربية من هذه الأحداث الخطيرة التي شجبها العالم كله، والمملكة العربية السعودية أول شاجب لهذا الحدث ومستنكر له، لأنه لا يخدم الإسلام، وليس له صلة به، وإنما يستعدي على الإسلام ويبرز أن غير المسلمين مهضومون، وأن المسلمين ذوو ظلم وعدوان إلى غير ذلك، فهي في الحقيقة أحداث جسيمة تؤلم قلب المسلم، نرجو من الله أن يوفق المسلمين لفهم دينهم، وفهم واقعهم، وألا ينساقوا وراء أي دعاية مغرضة، وأي أغراض سيئة، ليكونوا ثابتين على دينهم مهتمين بأمور دينهم مدركين أن عدوهم لا يريد خيرا لهم.
من جهته أكد الدكتور فهد السماري الأمين العام لدارة الملك عبد العزيز في كلمة الدارة، على العناية التي لقيتها المخطوطات منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى، حيث كانت الدرعية بمثابة عاصمة الجزيرة العربية للثقافة والعلم حتى عهد الدولة الحديث والعناية المهمة التي خصّت بها المخطوطات والوثائق التاريخية، والكتب بصفة عامة في عهد المؤسس ـ طيب الله ثراه ـ وكان لها الأثر الكبير في انتعاش حركة التأليف. وعد الدكتور فهد السماري هذا المعرض نتيجة حراك ثقافي قامت به الدارة لإنقاذ المخطوطات باهتمام ودعم من أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز، ووفاءً للعلماء والماضي العلمي العريق. ووجه شكره وتقديره للأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز على رعايته المعرض، ضمن ما تلقاه الدارة من أمير الرياض من دعم واهتمام حتى أصبحت رائدة في خدمة التاريخ الوطني. كما وجه شكره لكل من الدكتور خالد العنقري وزير التعليم العالي على تعاون الوزارة في إنشاء مركز متميز للتاريخ الرقمي سيخدم المخطوطات التي ستكون أحد عناصره المهمة، وشركة أرامكو السعودية على تعاونها المثمر مع الدارة لإنجاح المعرض بدعمها وحضورها الكبير العلمي والاقتصادي بوصفها شركة عملاقة تعي دورها الاجتماعي والثقافي. وأضاف:"هذا هو المعرض الأول الذي تنظمه دارة الملك عبد العزيز منذ تأسيسها عن المخطوطات بصفتها أحد الأوعية المعلوماتية التاريخية المهمة من حيث ما تحويه من علوم وأخبار وأحداث، إضافة إلى ما تعكسه عن عصرها من الملامح العلمية والسمات الفكرية، ويعد هذا المعرض أحد الأنشطة العلمية المهمة التي تقدمها دارة الملك عبد العزيز بتوجيه واهتمام ورعاية من الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة الدارة الذي يعود له الفضل في إقامة هذا المنشط الثقافي والتاريخي وإنجازه على أرض الواقع. وما رعاية الأمير سلمان ـ حفظه الله ـ افتتاح المعرض إلا دليل آخر على اهتمامه بكل ما من شأنه خدمة حركة البحث العلمي واستظهار الإرث الفكري للتاريخ السعودي".
وقال الأمين العام للدارة : "تسعى الدارة من خلال هذا المعرض إلى لفت الانتباه إلى المخطوطات كونها مصدرا تاريخيا نقيا وأصيلا، وإتاحته للحركة العلمية والبحثية، وتقديمها كنموذج للمصدر الأولي الذي يعتمد العقل أكثر من النقل في مسألة البحث والدرس، ورفع مستوى الاهتمام بها، وإبراز التراث الفكري السعودي المخطوط للباحثين والباحثات والمهتمين ومختلف الفئات العلمية والاجتماعية في المجتمع كمسار يعكس الجوانب الأخرى المصاحبة للتاريخ الوطني".
من جانبه، أشاد المهندس علي النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية ورئيس مجلس إدارة شركة أرامكو السعودية ــ الشركة الداعمة للمعرض ـ في الكلمة التي ألقاها بالدور الرائد للأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز من أجل الحفاظ على التراث الوطني. وأشار إلى أن التراث ثروة ثقافية وفكرية وعلمية يجب العناية به، خاصة أن المملكة تمتلك رصيداً منه أثرى العلم في الجزيرة العربية ويتوجب حفظه بصفته أيضاً ثروة وطنية تسهم في دعم حركة البحث العلمي وتنمية الشعور باللحمة الوطنية. واستدل بما يلقاه هذا التراث الكبير في معرض تراث المملكة العربية السعودية المخطوط الذي تنظمه الدارة ويفتتحه أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز. كما أشاد بدور دارة الملك عبد العزيز في هذا الجانب حتى أضحت من المؤسسات الفكرية والثقافية المميزة، محلياً وعالمياً. وأكد أن مشاركة شركة أرامكو السعودية للمعرض إنما هي تماشياً مع رؤية وتوجيهات الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ـ رحمه الله ـ بأن تضطلع الشركة بدور تنموي وفكري واجتماعي إضافة إلى دورها البترولي. وذكر وزير البترول والثروة المعدنية ورئيس مجلس إدارة شركة أرامكو السعودية في كلمته، عدداً من المشاريع والأنشطة والبرامج العلمية الميدانية التي قامت بها الشركة لخدمة الآثار والتراث في المملكة، ومنها تطوير مركز الملك عبد العزيز الثقافي والعلمي.
عقب ذلك شاهد أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز والحضور فيلماً تعريفياً عن المخطوطات ودور دارة الملك عبد العزيز في الحفاظ عليها من خلال الخدمات المقدمة لعمليات التنظيف والتعقيم والترميم والتجليد. وبعد انتهاء الفيلم الذي أنتجته الدارة، أعلن الدكتور فهد السماري عن إهداء اللواء متقاعد علي بن ناصر البشر نسخة أصلية من مخطوط (عنوان المجد في تاريخ نجد) بخط يد المؤلف المؤرخ عثمان بن بشر ـ رحمه الله ـ. وأثنى السماري على هذه المبادرة من أحد أحفاد المؤرخ الكبير ابن بشر التي أتت تجاوباً مع أهداف معرض تراث المملكة المخطوط. وقام اللواء متقاعد علي البشر بتقديم نسخة المخطوط للأمير سلمان بن عبد العزيز الذي وجه بإيداعها في الدارة.
بعد ذلك تشرف الواقفون مخطوطاتهم على الدارة من المشاركين في المعرض بتسلم إفادات الوقف من الأمير سلمان بن عبد العزيز، وهم: مكتبة دار الحديث الخيرية في مكة المكرمة، مكتبة محمد بن عبد المحسن الخيال، مكتبة عبد العزيز بن صالح آل مرشد، مكتبة علي بن حمد الصالحي، مكتبة إبراهيم بن صالح آل الشيخ، مكتبة عبد المحسن بن عثمان أبا بطين، مكتبة فهد المغيصيب، مكتبة عبد العزيز بن عبد الرحمن العجلان، مكتبة عبد المحسن بن محمد الزامل، مجموعة عبد الرحمن بن محمد الفارس، مجموعة المؤرخ عثمان بن بشر، مجموعة الدكتورة سلوى بنت محمد البهكلي، مجموعة سعد بن محمد بن ضرمان، مجموعة بدر بن محمد العوين، وكل من مكتبة فؤاد حمزة ومكتبة عمر بن محمد بهاء الدين الأميري اللتين تعذر على مندوبيهما حضور الحفل. بعدها قدم الأمير سلمان بن عبد العزيز درعاً تذكارية لشركة أرامكو السعودية تقديراً لدعمها هذا المعرض، وتسلمه وزير البترول والثروة المعدنية. عقب ذلك تشرف الأمين العام لدارة الملك عبد العزيز بإهداء النسخة الأولى من كتاب نوادر المخطوطات السعودية الذي طبعته الدارة باللغتين العربية والإنجليزية إلى الأمير سلمان بن عبد العزيز إيذاناً بتدشينه والذي يضم فهرسة لأكثر من ثلاثة آلاف مخطوطة مصنفة في الدارة. عقب ذلك افتتح الأمير سلمان بن عبد العزيز معرض تراث المملكة العربية السعودية المخطوط المقام في قاعة الملك عبد العزيز التذكارية في مقر الدارة، حيث قص شريط المعرض وتجول في أرجاء المعرض الذي يضم مائة مخطوطة أصلية نادرة منتخبة من مخطوطات أكثر من 60 مكتبة مشاركة بمناسبة المعرض يضمها مركز المخطوطات المحلية في الدارة. كما اطلع الأمير سلمان أثناء جولته على نماذج من الخدمات الفنية في مجال التعقيم والترميم التي تقدمها الدارة للمخطوطات قام بها موظف من مركز الترميم والمحافظة على المواد التاريخية التابع لدارة الملك عبد العزيز. كما شاهد عرضاً من محمد القويعي الباحث في التراث الشعبي عن الأدوات القديمة المستخدمة في صناعة المخطوطات. وصحب أمير الرياض في جولته على معروضات المعرض الدكتور السماري الذي قدم لأمير الرياض شرحاً وافياً عن المخطوطات المعروضة. بعد ذلك التقطت للمشاركين مع الأمير سلمان بن عبد العزيز صورة تذكارية وتوثيقية لمشاركتهم في المعرض وذلك في قاعة العرض. يذكر أن دارة الملك عبد العزيز تزامناً مع تنظيم المعرض، قامت بإصدار كتاب نوادر المخطوطات السعودية باللغتين العربية والإنجليزية تقدم من خلاله فهرسة للمخطوطات النادرة لديها، وكتيباً عن المعرض يستعرض دور الدارة في خدمة المخطوطات بالحفظ والترميم والتعقيم، كما أصدرت عدداً خاصاً من مجلة الدارة المحكمة عن المخطوطات، وعدداً خاصاً من نشرة التاريخية عن المعرض، كما سيتم عرض فيلم وثائقي خلال الحفل عن جهود الدارة في حفظ المخطوطات والمصادر التاريخية.

الأكثر قراءة