الأمن مسؤولية مشتركة.. وعلى كل منصف أن يشيد بتطور «الحسبة»
أكد الأمير جلوي بن عبد العزيز بن مساعد نائب أمير المنطقة الشرقية، أن الأمن الفكري لا يتحقق إلا بتطبيق شرع الله تعالى في الأرض وهو مسألة مهمة للمجتمع والدول وهي قضية المحكوم، كما أنها قضية الحاكم، مؤكدا أن القيادة في المملكة تحارب ظاهرة الإرهاب فكريا وأمنيا ما جعلها محل إشادة الأمم والهيئات الإقليمية والدولية.
وقال الأمير جلوي خلال الاجتماع الخامس لمديري عموم الفروع والإدارات العامة في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعنوان "تعزيز الأمن الفكري .. الوسائل والمنطلقات" الذي انطلق أمس في الخبر، إن الأعمال الإرهابية تستدعي الوقوف بحزم أمام مرتكبيها كون الأمن والاستقرار مسؤولية مشتركة بين كافة شرائح المجتمع، مشيرا إلى أن هيئة الأمر بالمعروف تشهد نقلة نوعية وتطورا ملحوظا يجب على الجميع وكل منصف أن يشيد بها.
من جهته، أوضح عبد العزيز الحمين الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أن الهدف من الاجتماع التشاور والتحاور حول أهداف هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المكر وسبل تحقيقها، مبينا أن الدين يؤكد أن الأمن لا يتجزأ، ومنظومة متناغمة متكاملة، والحاجة إلى الأمن بكافة صوره وأشكاله من أهم الحاجات الفطرية للإنسان السوي.
وأضاف الحمين: أن الشريعة الإسلامية حرصت على تحصيل المصالح وتكميلها، وتعطيل المفاسد وتقليلها، فما أمرت الشريعة بشيء أو أباحته إلاّ وفيه مصلحة محققة أو راجحة على مفسدة مرجوحة، ولا نهت عن شيء أو منعته إلاّ وفيه مفسدة محققة أو راجحة على مصلحة مرجوحة.
#2#
مضيفا أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وسيلة للتحقيق الترابط في حياة الأمة المسلمة بين الفكر والسلوك، وهو في الوقت نفسه ثمرة من ثمار الأمن العقدي والفكري، والأمن الفكري قائم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فكلاهما أس للآخر ومصدر من مصادر استقراره وقيامه على الوجه المطلوب.
وأوضح الحمين أن الأمن الفكري هو الذي يحمي المجتمعات ويحفظها من الوقوع في الفوضى، واتباع الشهوات، أو الانسلاخ الأخلاقي المنافي للفطر السوية وللشرع الحكيم.
فجميع أنواع الأمن مرهونة بالأمن الفكري، حيث يعيش الإنسان سامي الخواطر، رفيع الاهتمامات، طاهر الرغبات، عزيز الإرادات، مأمون الجانب، نافعا لدينه، فيكون رحمة وأمناً وسلاما على نفسه ومجتمعه وأمته.
وأكد الحمين أن دور الهيئة متوازن مع وزارة الداخلية في محاربة الأفكار الضالة، مشيرا إلى مشاركة رجال الهيئة في لجان المناصحة وتقديم الندوات والمحاضرات التي تبين انهيار هذا الفكر.
من جانبه، أوضح محمد المرشود مدير عام فرع الرئاسة في المنطقة الشرقية، أن هذا الاجتماع منتظم في سلسلة أعمال الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في محاربة الأفكار الضالة أيا كانت، والوقوف ضدها بكل حزم وإيضاح الحق الذي قال الله عنه ( فماذا بعد الحق إلا الضلال)، مشيراً إلى أن هذه البلاد تعيش نعمة أمن واستقرار في ظل حكومتنا الرشيدة وقادتها الموفقين الذين لا يألون جهداً في تطبيق شرع الله تعالى.
واردف قائلا: "إن أكبر دلالة على أهمية الأمن ما جاء في كتاب الله سبحانه وتعالى «فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف»، ونتيجة لذلك فإن الأمن هو مواجهة الخوف، وهو ما يهدد المجتمع اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وفكريا.
#3#
وبشكل عام فإن مفهوم الأمن هو الوصول إلى أعلى درجات الاطمئنان والشعور بالسلام .
ولما كان الأمن الوطني في مفهومه الشامل يعني تأمين الدولة والمجتمع والحفاظ على مصادر القوة السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية، وإيجاد الاستراتيجيات والخطط الشاملة التي تكفل تحقيق ذلك، فإنه يبرز هنا البعد الفكري والمعنوي للأمن الوطني الذي يهدف إلى حفظ العقيدة الصحيحة والفكر السليم والقيم الأصيلة.
وأضاف: إن هذا البعد يمثل عنصراً مهماً للأمن الوطني لأنه مرتبط بهوية الأمة واستقرار قيمها التي تدعو إلى أمن الأفراد وأمن الوطن والترابط والتواصل الاجتماعي، ومواجهة كل ما يهدد تلك الهوية وتبني أفكار هدامة تنعكس سلبياً على جميع مناحي الحياة لأن الهوية تمثل ثوابت الأمة من قيم ومعتقدات، وهذا ما يحرص الأعداء على مهاجمته لتحقيق أهدافهم والترويج لأفكارهم الهدامة وخاصة بين شريحة الشباب والتشويش على أفكاره ودعوته للتطرف.
وأبان مدير فرع الشرقية، أن الأمن الفكري يتعدى ذلك ليكون من الضروريات الأمنية لحماية المكتسبات، والوقوف بحزم ضد كل من يؤدي إلى الإخلال بالأمن والذي ينعكس على الجوانب الأمنية الأخرى خاصة الجنائية والاقتصادية، مشيراً إلى أن مسؤولية الأمن في هذا البلد الكريم مسؤولية مشتركة بين الجميع، وقال إن الحاكم والمحكوم، الكبير والصغير، الذكر والأنثى، والمواطن هو صمام الأمان الأول ورجل الأمن هو العين الساهرة لحماية هذا البلد والدور مشترك بين الجميع.
وأضاف: ولذا فقد وجب أن نستشعر هذا الموضوع، وأن نحافظ جميعا على هذه النعم الكثيرة في هذا البلد المبارك.