تقويم الطلاب في المرحلة الابتدائية

تقويم الطلاب في المرحلة الابتدائية

يبذل المسؤولون في وزارة التربية والتعليم قصارى جهدهم بغية النهوض بمستوى التعليم بجميع جوانبه للوصول إلى أفضل ناتج تعليمي ممكن . وقد حظي تقويم الطالب بنصيب وافر من تلك الجهود ، وبما أنني معلم للصف الأول الابتدائي ، ولدي من رصيد الخبرة ما يشجعني على أن أدلي بدلوي في هذا المجال خصوصاً ما يتعلق بنظام المهارات المطبق في المرحلة الابتدائية الذي عايشته منذ تطبيقه عام 1420 وكيلاً ثم مديراً والآن معلماً فإنني أرغب أن أضع بين يدي المسؤولين ما خلُصتُ إليه من ملاحظات على هذا النظام ، خصوصاً أنه قد كثر منتقدوا نظام المهارات بل أن هناك من حكم بفشله ، وطالب بالعودة للنظام القديم ( نظام الدرجات ) محملين هذا النظام ضعف الناتج التعليمي .
والحقيقة أن هذا النظام مثل غيره من الأنظمة عمل بشري يعتريه النقص ، ولكن يمكن بالملاحظة والتقويم المستمرين تلافي ما فيه من عيوب ، بل وتحويل فشله نجاحاً بإذن الله . وفي ظني أن هناك عدد من جوانب القصور في هذا النظام يمكن بتعديلها تعديل ما أعوج منه ، وجعله من أفضل الأنظمة .
أولاً : الملاحظات على النظام بشكله الحالي :
1. أنه يتعارض مع سنة إلهية جعلها الله بين البشر وهي الفروق الفردية .
2. تصنيف المهارات إلى مهارات حد أدنى ومهارات عادية !
3. اشتراط إتقان الطالب لجميع مهارات الحد الأدنى للحصول على الرقم ( 1 ) والنجاح في المادة !!! وذلك يعني الحكم برسوبه وبقائه في صفه إن لم يتقن ولو مهارة واحدة من مهارات الحد الأدنى !!!
4. اختفاء المنطقة الرمادية ( مستوى الجيد ، والجيد جداً ) من نتائج الطلاب فكلهم قد حصل على ( 1 ) أو ( 4 ) ولا شيء آخر !! علماً بأن هاذين المستويين هما الأكثر في أي فصل دراسي .
5. النظام بشكله الحالي يقتل روح التفوق لدى الطالب المجتهد وأسرته ، ويكافئ الطالب المفرط حيث يساويهما في النتيجة النهائية فكلهم قد حصل على الرقم ( 1 ) في جميع المواد ، وانتقل للصف التالي دون أي تمييز بينهما ، فهما قد أتقنا ولكن نسبة الإتقان متفاوتة بشكل كبير .
6. أنه يجعل حفظ جميع السور المقررة مهارة واحدة !!
7. عدم إعطاء ولي الأمر صورة حقيقية عن مستوى ابنه .
ثانياً : رؤيتي لمعالجة هذا النظام :
1. ضرورة الإبقاء على نظام المهارات في الصفوف الثلاثة الأولى من المرحلة الابتدائية فقط ، فهو الأنسب في هذه المرحلة .
2. عدم تصنيف المهارات إلى مهارات حد أدنى وأخرى عادية ، فالطالب الذي أتقن المهارات الأهم سيتقن ـــ بلا شك ـــ المهارات الأقل أهمية .
3. اعتماد نظام حسابي ( النسبة المئوية ) للحكم بترفيع الطالب أو بقائه في صفة وفق التفصيل التالي
• يرفع الطالب ويحصل على تقدير ممتاز في المادة إذا أتقن 90% فما فوق من المهارات مع عدم اشتراط مهارات بعينها .
• يرفع الطالب ويحصل على تقدير ( جيد جداً ) في المادة إذا أتقن 80% إلى 89% من المهارات مع عدم اشتراط مهارات بعينها .
• يرفع الطالب ويحصل على تقدير ( جيد ) في المادة إذا أتقن 70% إلى 79% من المهارات مع عدم اشتراط مهارات بعينها .
• يرفع الطالب ويحصل على تقدير ( مقبول ) في المادة إذا أتقن 60% إلى 69% من المهارات مع عدم اشتراط مهارات بعينها .
• يبقى الطالب في صفه إذا أتقن أقل من 60% من مهارات إحدى المواد .
4. اعتبار حفظ كل سورة من سور القرآن المقررة مهارة مستقلة بذاتها فيكون نصها ( حفظ سورة الناس ) مثلاً بدلاً من النص الحالي الذي يجعل جميع السور المقررة تشترك بمهارة واحدة نصها ( حفظ السور المقررة ) .
5. حوسبت النظام بالكامل بحيث يقتصر دور المعلم على ملئ استمارة توضح المهارات التي أتقنها تلاميذه والتي لم يتمكنوا من إتقانها ، ويسلمها لمدخل البيانات ، ليتولى برنامج معارف بعد ذلك إعداد التقارير ، والحكم بترفيع الطالب أو عدم ترفيعه ، وإعطاء الطالب تقديره في كل مادة ، وتقديره العام ، وترتيبه بين زملائه على مستوى الفصل وعلى مستوى الصف .
6. يوضح التقرير لولي الأمر المهارة ــ أو المهارات التي لم يتقنها الطالب حتى ولو تم ترفيعه بهذه المادة .

ما النتائج المتوقعة لهذه التعديلات ؟
1. عودة روح المنافسة بين الطلاب التي قتلها النظام بشكله الحالي .
2. نتائج الطلاب تحكي مستواهم الحقيقي ، وتوضح ما يوجد بينهم من فروق فردية .
3. حصول إدارة المدرسة والمسؤولين عن التعليم على صورة حقيقية عن مستويات الطلاب .
4. عودة المنطقة الرمادية ( الجيد ، والجيد جداً ) في نتائج الطلاب فهي الأكثر من المستويات العليا والدنيا .
5. إعطاء ولي الأمر صورة واقعية حقيقية عن مستوى ابنه . بعكس النظام الحالي .
6. تخفيف العبء عن المعلم بحوسبة النتائج بالكامل وإلغاء السجلات الحالية .

الأكثر قراءة