أفضل أنواع الأدوية

(تمشياً مع مبدأ الشفافية الذي انتهجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ـ فيما بينه وبين أبنائه وبناته من شعب المملكة العربية السعودية، فإن الديوان الملكي يوضح أن خادم الحرمين الشريفين يعاني من وعكة صحية ألمت به في الظهر تتمثل بتعرضه لانزلاق غضروفي، وقد نصحه الأطباء بالراحة وذلك ضمن البرنامج العلاجي الذي وضع لمقامه الكريم. حفظ الله خادم الحرمين الشريفين وأمده بالصحة والعافية)، حفظ الله خادم الحرمين الشريفين, وأمده بالصحة والعافية وأسبغ عليه نعمه وحماه من كل شر وسوء.
لقد عودنا حفظه الله على البساطة والصراحة وعلى الصدق والوفاء, فما إن يتحدث في مكان أو تراه من خلال شاشة التلفاز إلا وتشعر أن من يتحدث إليك هو قلبه لا لسانه وأن كلماته لا تدع لك مجالا للشك فيها أو للظن, فهي كلمات مخلصة تخرج من قلب مفعم بالعطف والمودة لشعبه، كلمات من أب حنون عطوف على أبنائه، كلمات يخفق لها الوجدان وتلهج الألسنة بالدعاء لصاحبها أن يحفظه الله من كل سوء.
وها هو اليوم - حفظه الله - وهو في وعكه صحية يقدم لنا درساً آخر عن أفضل أنواع الأدوية في هذا الزمان ألا وهو دواء (الشفافية)، فالشفافية اليوم هي علاج حيوي مهم لكثير من الأمراض وها هو - حفظه الله - يجعل أولى كلمات بيان الديوان الملكي هي توضيح سبب الإعلان وهو (تمشياً مع مبدأ الشفافية) فالشفافية وإن كانت محرجة للبعض ولا يقبل بها آخرون إلا أنه - حفظه الله - يأبى أن يتنازل عن منهجه ومبادئه التي اعتاد عليها. هذه الشفافية التي كثيراً ما سمعناه يكررها في مناسبات متعددة, فتارة يقول لوزرائه (لا عذر لكم), وتارة يقول (المواطنون ينتظرون مضاعفة الجهود), فهمه الأول والأخير هو راحة هذا المواطن والسعي إلى توفير كافة الخدمات له وبأفضل وسيلة.
الشفافية هي مبدأ يسهم في إيجاد بيئة تكون فيها المعلومات المتعلقة بالأحداث والقرارات والظروف متاحة ومنظورة ومفهومة، وتقدم للمجتمع وأصحاب العلاقة في الوقت المناسب، ومن يرغب أن يكون مثل صاحب هذا المنهج يجب عليه أن ينأى بنفسه عن دوائر الشبهات بشكل عام, وما يتعلق بالجوانب المادية بشكل خاص، فكثيراً ما نسمع عن أشخاص يدعون أنهم ملتزمون بمبدأ الشفافية وقضايا الفساد تفوح رائحتها من داخل مؤسساتهم، فالشفافية تعني الصدق والأمانة والدقة والشمول للمعلومات التي تُقدَّم عن أعمال تلك الجهات للأطراف الذين لا تمكنهم ظروفهم من الاطلاع والإحاطة ومعرفة, ما يدور داخل تلك الجهات للتعرف على مدى أمانة وكفاءة الإدارة في إدارة المنظمات التي ترعى مصالحهم وتحافظ على حقوقهم.
من فوائد دواء الشفافية أن فيها مصداقية وانفتاحا ووضوحا وبعدا عن الضبابية والغموض والتضليل، وأن الشفافية لا تدع مجالاً للقيل والقال أو نشر الشائعات فهي تحسم الأمور مبكراً, وتضع النقاط على الحروف, وتقضي على أي تشويش يرغب فيه ضعاف النفوس، وعندما يصدر بيان يوضح أن المليك يعاني من وعكة صحية ولا يكتفي البيان بهذا الأمر, بل ويقدم تفصيلاً عن هذه الوعكة ويوضح أنها انزلاق غضروفي حتى لا يفتح المجال لتشخيص خاطئ أو تأويل لا صحة له.
إن إرساء مفهوم الشفافية ونشر هذا المنهج الحضاري يحتاج منا إلى أن ننشر ثقافة أساسها الوضوح والإفصاح وحرية التعبير والمساءلة، والتخلص من ثقافة الانغلاق والانكفاء على الذات, فتلك الثقافة تخدم الأهداف التنموية وتعزز الثقة بالتعامل بين أبناء الشعب وبين مختلف المؤسسات في الدولة .. ولهذا أصبحت الشفافية مثاراً لاهتمام الجميع ومطلباً لتقييم الأداء المؤسسي لدى كثير من الجهات. فمثل هذه الثقافة ستسهم بشكل كبير في مكافحة الفساد والحد من انتشاره.
حفظ الله خادم الحرمين الشريفين وألبسه ثوب الصحة والعافية ووقاه من كل شر.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي