التصعيد إلى منى سجل رقما قياسيا.. والحجاج في مخيماتهم من العاشرة صباحاً

التصعيد إلى منى سجل رقما قياسيا.. والحجاج في مخيماتهم من العاشرة صباحاً

أكد الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، أن مرحلة تصعيد الحجاج إلى مشعر منى، سجلت نجاحاً في هذا العام، واصفاً الأمر بأنها سجلت رقما قياسيا، وذلك بعد أن تواجدت النسبة العظمى من الحجاج في مقارهم ومخيماتهم في مشعر منى قبل الساعة العاشرة صباحاً من يوم أمس، معللا ذلك بأنه توفيق من الله سبحانه وتعالى ثم بتوجيهات القيادة الرشيدة من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني وزير الداخلية، وهي كذلك نتيجة القرار الحكيم الذي قضى بمنع المركبات التي تقل أقل من 25 راكبا من دخول المشاعر المقدسة، إذ إن القرار يسر السبل والطرق وجعل الحركة انسيابية، وهي التي شاهدها كل من راقب الطلوع إلى مشعر منى في يوم التروية.
وقال أمير مكة لـ''الاقتصادية'' في رده على قدرة العقوبات على ردع المتجاوزين للأنظمة من خلال نقلهم للحجاج ومحاولة تسريبهم للمشاعر دون الحصول على التصاريح: ''نحن لا نعتمد اعتمادا كليا على العقوبات، وإنما نعتمد على الوعي ونشر الثقافة، وهذه تأخذ وقتا طويلا، وأن حملة الحج عبادة وسلوك حضاري لم تبدأ إلا منذ عامين، وأن الجهود المبذولة كبيرة جدا''، مرجئاً سبب عدم تحقيق الحملة للنجاح الكامل حتى الآن، إلى قلة الوعي عند بعض الحجيج سواءً من الداخل إلى الخارج، وهو ما لا يتم في يوم أو يومين أو سنة أو سنتين.
ولم يخف الفيصل في حديثه لـ''الاقتصادية''، أن هنالك نقلة نوعية، وأن الأمر بحد ذاته يعد نجاحا، مبيناً أن صعوبة الوضع يجب ألا تقود إلى الإحباط للآمال والجهود، خاصة أنها الدافع لتحقيق الأمل المنشود في المستقبل القريب.
وتابع خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد في مقر الإمارة في مشعر منى مغرب أمس: ''نحلم أنا وأنتم باليوم الذي يأتي ولا نرى في المشاعر أي حالات افتراش ونصب خيام غير مصرح بها''، مشيراً إلى أنه في هذا العام يوجد اختلاف كبير عن العام الماضي، وأن العام الماضي كان أفضل من الذي قبله، مشدداً على أنهم ماضون بنفس العزم والجهد وبنفس الإصرار حتى يتحقق الأمل بأن تكون المشاعر المقدسة دون افتراش ومن دون خيام عشوائية ومن دون حجاج بلا تصريح''.
وكشف الفيصل، أن هنالك دراسات لمساكن منى، وأنها قيد الدراسة، بحيث لا يمكن الكشف عن ملامحها حتى يتم الانتهاء منها، وأن هناك أيضاً دراسة أخرى يجري العمل عليها من أجل ربط مكة المكرمة بالمشاعر المقدسة من خلال منظومة النقل العام المرتكزة على خدمة القطارات، مستدركاً أن مشروعات الحرم المكي الشريف والتوسعات له تحظى بعناية شخصية من لدن خادم الحرمين الشريفين، الذي يشرف على تلك المشاريع شخصياً.
وأوضح أمير مكة، أن المشاعر المقدسة استقبلت خلال موسم حج العام الحالي خمس خدمات جديدة، متمثلة في مشروع قطار المشاعر المقدسة، ودخول الطابق الخامس والأخير في جسر الجمرات إلى الخدمة، واكتمال المرحلة الثالثة من مشروع الحركة الترددية، وإنجاز مشاريع السيول، إضافة إلى دخول خدمة الإسعاف الطائر من قبل هيئة الهلال الأحمر السعودي الذي دخل فعلياً إلى الخدمة يوم أمس وسجل النتائج الإيجابية، وكذلك مشاريع تصريف السيول التي سجلت النجاح خلال الأيام المطيرة السابقة في كل من مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، واصفاً تلك المشاريع بالقادرة على تيسير سبل الحركة والنقل بانسيابية في الأيام المقبلة.
وأشار الفيصل، إلى أن ثمة خططا نجحت هذا العام والعام الماضي فيما يتعلق بحركة التفويج للحجاج غير النظاميين، حيث وجهوا إلى مناطق محددة تم من خلالها السيطرة عليهم وتفويجهم دون أن يحدثوا أي حالات إرباك للخطط، مؤكداً أن هذا الأمر ليس حلاً جذرياً، بل أن الحل يتمثل في ألا يكون هناك أي حاج غير نظامي أو مفترش ومخالف للأنظمة، واعداً بالوصول إلى الحل لوجود الإصرار على النجاح.
وتابع الأمير خالد الفيصل: ''الأمور في المشاعر المقدسة تسير من حسن إلى أحسن، ونرجو من الله تعالى التوفيق والسداد لنقدم ما نستطيع من خدمات لراحة ضيوف الرحمن في هذه الأيام المباركة''، مردفاً: ''إن من البشرى التي حظيت بها المملكة هذا اليوم توقيع إنجاز المرحلتين الأولى والثانية من مطار الملك عبد العزيز، وهو الأمر الذي سيشكل إضافة كبيرة للمواطن وللحاج والمعتمر وزائر مكة، فهنيئاً للوطن وهنيئاً للمواطنين''.
وأبان أمير مكة، أن صالة الحجاج في مطار الملك عبد العزيز الدولي بمطار جدة قد أنجزت الأعمال التطويرية فيها، حيث إنها دخلت إلى الخدمة بكامل طاقتها خلال موسم حج العام الحالي، مشيراً إلى أن الأسلوب والطريقة بها قد تغيرت في تلك الصالة، وباتت لا تقل إتقاناً وإدارة وسهولة عن أي مطار دولي آخر بالعالم، لافتاً إلى أن إنجاز مشروع مطار جدة سيستقبل 30 مليون مسافر سنوياً، وسيكون إضافة كبيرة إلى صالة الحجاج، خاصة أن الدراسات التي قدمت للمشروع تدل على حجم ونوعية المطار الذي سيكون من أحدث المطارات في العالم.
وحول توعية الحجاج في بلدانهم، أفاد أمير مكة، بأن هناك دولا نجحت في توعية حجاجها، ووضعت لهم برامج توعوية كاملة قبيل قدومهم، يتم التوضيح من خلاله كيفية أداء النسك والأنظمة المعمول بها في السعودية، مبدياً أسفه عن وجود بعض الدول التي لم تأخذ بتلك المبادرات، مؤكداً أن المملكة على اتصال مع الدول التي لم تنفذ البرامج التوعوية من خلال وزارتي الحج والإعلام لتنفيذ تلك البرامج، التي من شأنها تثقيف الناس عن الحج والمناسك والأنظمة في المملكة.

الأكثر قراءة