حقوق الإنسان: إدارة توزيع المياه في مكة غير سليمة

حقوق الإنسان: إدارة توزيع المياه في مكة غير سليمة

كشف لـ"الاقتصادية" سليمان الزايدي، عضو مجلس الشورى، والمشرف العام على مكتب الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في مكة المكرمة، عن أن الإدارة العامة لتحلية المياه في العاصمة المقدسة، تفتقد الخطة الواضحة في قسم الإدارة والتوزيع للمياه على المواطنين وعلى مساكن الحجاج في مكة المكرمة، مؤكداً وجود المغالاة من قبل السائقين لحاويات المياه عند البيع على المواطنين.
وقال الزايدي: "لدينا فريق عمل في الجمعية مكون من خمسة أشخاص نزل إلى الميدان لرصد السلبيات، واتضح للفريق أن هناك مشكلة فعلية في توزيع المياه من خلال أشياب المياه، حيث اتضح للفريق عدم وضع خطة واضحة لتوزيع الماء على مساكن المواطنين والحجاج، وهو الأمر الذي يدل على سوء التخطيط من قبل إدارة التوزيع"، مبيناً أن المياه متوافرة، وليست قليلة، ولكن هناك سوء في الإدارة.
وأبان الزايدي أن نقص المياه التي تحتوي عليها ناقلات المياه عن الحجم الذي هي مصرح لها بحمله يدل على أن سوء الإدارة موجود فعلياً، خاصة أن الأشياب ليس فيها عدادات مياه تستطيع من خلالها الكشف عن حمولة وايتات المياه التي تعمل على نقل المياه إلى المساكن، مشيراً إلى أن على الشركة التي تقوم بتوزيع المياه أن تعمل على التأكد من حمولة الوايتات، وأن تسهم في الكشف عن التلاعب الذي يحدث من السائقين، داعياً إلى وجود عدادات في الأشياب تكشف عن حجم الحمولة، وتكشف أيضاً عن وجود التلاعب في ناقلات المياه.
وشدد الزايدي على أن المياه متوافرة بشكل كاف في مكة المكرمة، خاصة خلال الموسم، ولكنه وصف الإدارة القائمة على عملية التوزيع بالضعيفة وغير القادرة على التوزيع بالشكل الصحيح، مبيناً أن فريق العمل أسهم في إخلاء بعض الدور التي قام بزيارتها، ووجد أن سكانها من الحجاج وهي مخالفة للاشتراطات الفنية.
وتابع الزايدي: "بعض تلك الدور السكنية التي أخليت الآن، اتضح للفريق خلال زيارتها أنها مخالفة للاشتراطات الفنية، حيث إن ملاكها قاموا بزيادة عدد الأدوار المتكررة لها بشكل يخالف التصاريح الممنوحة لهم من الجهات الرسمية"، لافتاً إلى أن فريق العمل أبلغ أن تلك الدور التي تم رصدها قد أخليت من ساكنيها.
وأشار الزايدي إلى أن اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان التي ستتابع جميع الخدمات التي ستقدم الخدمات لضيوف الرحمن خلال موسم الحج، هي لجنة ليست تنفيذية، ولكنها ستتابع وترصد جميع السلبيات التي تحدث، وسيتم بالتالي الرفع بها للجهات المعنية، مستدركاً أن هناك تجاوبا فعليا من قبل الجهات التنفيذية، وهو الأمر الذي وصفه بأنه سيسهم في الارتقاء بمستوى الخدمات، وسيمنع وجود السلبيات، خاصة في ظل وجود الاهتمام الكبير والحرص من قبل حكومة المملكة التي تسخر جميع طاقاتها وإمكاناتها لتقديم كل ما من شأنه أن يرتقي بأعمال وخدمات الحج الموجهة لضيوف الرحمن.
وأوضح الزايدي، أن الفريق الذي باشر أعماله بزيارة لمستشفى النور في مكة المكرمة يوم أمس، لم يجد أي ستار يمنعهم من الكشف عن وجود السلبيات، وأنه وجد التجاوب من جميع الجهات المعنية بأعمال الحج، مستدركاً أن الجمعية في حال اكتشافها لأي سلبيات تحتاج إلى التدخل السريع تقوم بمخاطبة الجهات المعنية لأجل البحث عن الحلول الفورية، وأما في حال وجود سلبيات أخرى لا تحتاج إلى ذلك التدخل، فإن الجمعية تعمل في الوقت الحالي على إعداد تقريرها للرفع به إلى إدارتها الرئيسية لأجل مخاطبة المعنين بالأمر.
وأضاف الزايدي: "بالرغم من قلة عدد الفريق الذي سيتابع الخدمات المقدمة للحجاج ميدانياً، إلا أن الفريق لديه خطة وبرنامج عمل سيمكنه بقدر المستطاع من زيارة الجهات المعنية بأعمال الحج ومؤسسات الطوافة لمتابعة بعض النماذج المعمول بها، التي من خلالها سيقيم جودة الأعمال"، مبيناً أن الفريق سيبذل قصارى جهده للكشف عن جميع الملاحظات والسلبيات التي بدورها تتسبب في قصور الخدمات المقدمة للحجاج.
ودعا الزايدي أن على المديرية العامة لتحلية المياه في العاصمة المقدسة، أن يكون لديها خطة تنفيذية محكمة ولديها القدرة على مراقبتها، وأن تكون تلك الخطة معدة من قبل أيام الحج لتتمكن من توزيع المياه على مساكن المواطنين والحجاج على قدر من المساواة وبسهولة دون معاناة، وللحد من وجود السوق السوداء في أسعار المياه، حيث اتضح من خلال شكاوى المواطنين، وجود تلك المغالة الكبيرة من قبل السائقين خارج مناطق التوزيع الرسمية للمياه.

الأكثر قراءة