الخوف فطري أم مكتسب؟
الخوف شعور طبيعي يمر به كل الناس باختلاف كل ظرف ومكان ولكن ماالذي يجعل الإنسان يخشى شيئا أكثر من شيء آخر؟
ففي الواقع نجد أن الأطفال أكثر الناس شجاعة فعلا وأدبا فهم لا يخشون لمس الأشياء الساخنة ولا يخشون الإعراب عن مشاعرهم لمن يكرهونهم بكل أريحية إلى أن يعلمهم الكبار أن ذلك ساخن يلسع وأن اللسان له مضار أخرى قد تؤدي بالإنسان إلى التهلكة.
وهكذا نكتسب الخوف شيئا فشيئا ونضيف كل يوم خوف جديد إلى قائمة مخاوفنا إما أن يكون خوف ناتج عن تجربة أو خوف مكتسب من تجارب الغير ونجمع في جعبتنا حصيلة كبيرة من ذلك الخوف دون أن نعي أو نعرف أو حتى نتأكد من صحة تلك المخاوف فلكل تجربة وضعها الخاص .
والتعميم شيء خطير يضر بالإنسان ويجعل لديه فوبيا من الخوف نفسه فهو مستعد للخوف من كل شئ سواء كان هذا الشيء فيه مدعاة للخوف أم لا ، حتى أن هذه الفوبيا في أحيان كثيرة تضيع على الإنسان فرصا جميلة كان يمكن له أن يستغلها في العمل المفيد أو اللهو أو التمتع بما خلق الله من آيات جميلة تنتشر في كل مكان ، وتأييداً لما أقول فقد قرأت ذات يوم قصة عرض فيها الكاتب حكاية كانت تتناقل عن غابة مسكونة بالأشباح وظل بطل القصة مثل البقية خائف ومتردد إلى أن حزم يوما أمره ودخل إلى الغابة ووجدها من أجمل ما خلق الله وندم على كل لحظة ضيعها بعيدا عن تلك الغابة.
شيء آخر أيضا نجد أن الناس كثيراً ما يقعون ضحايا لأساليب التخويف والترهيب وإصدار الحكايات المخيفة عن شيء ما حتى يبتعد عنه الآخرين وهنا يصبح التخويف أسلوب فعال لكل من يريد أن يحمي نفسه ولا يعتبر الأمر رغبة في التخويف بل يعده مجرد نصيحة ، و لكن هل نعرف جميعا ممن تؤخذ النصيحة وتعتمد للعمل بها ؟؟ّ!!!
ويوحي لنا هذا الأمر أن من المعقول فهم أسباب الخوف الناتج عن التجربة الشخصية لكن من غير المعقول اعتماد كل مخاوف الآخرين وتدوينها في سجل المحظور فالفروق الفردية يجب أن تراعى فهناك من يخاف من الأسد لكن هناك أيضا صياد الأسد ولو تبادلنا كلنا نفس المخاوف لما استمرت الحياة ولما كانت.
وهنا نستطيع أيضا إدراك أن مواجهة ما قد يكون خوف هي أفضل طريقة لتقيم ذلك الخوف وما إذ كان يشكل خطرا على الإنسان أم أنه مجرد تهويل من تهاويل البشر.