دراسة: %28 من النساء والفتيات في المملكة بدينات
حذرت دراسة جديدة من المخاطر الصحية التي تهدد النساء في السعودية، بسبب زيادة الوزن والسمنة المفرطة، مشددة على أهمية التصدي لذلك بوسائل عديدة، أهمها تشجيع إنشاء نواد رياضية حكومية للنساء والحد من الإعلانات التجارية عن الوجبات السريعة. وكشفت مشاعل عيضة السفياني المحاضرة في كلية العلوم الطبية التطبيقية في جامعة الطائف في محاضرة نظمها مساء أمس القسم النسائي في مكتبة الملك عبد العزيز العامة تحت رعاية حرم خادم الحرمين الشريفين الأميرة حصة الشعلان، وأدارتها الدكتورة فاتن عز الدين حلمي، أن أكثر من 28 في المائة من النساء والفتيات في المملكة يعانين زيادة الوزن والسمنة، وهو الأمر الذي يعد مؤشراً على المخاطر الصحية التي تهدد المرأة السعودية, وعرضت السفياني في ورقتها التي أعدتها من خلال دراسة 408 طالبات في المدارس الثانوية من مختلف أنحاء مدينة الرياض عدداً من المحاور شملت تعريف السمنة, بأنها زيادة الوزن بأكثر من 30 في المائة من الوزن المثالي نتيجة تراكم الدهون في الجسم, بسبب زيادة في حجم الخلايا الدهنية أو عددها, مشيرة إلى التغيرات الفسيولوجية والنفسية في مرحلة المراهقة وتأثيرها في الاحتياجات الغذائية والعادات بما يؤدي إلى زيادة الوزن والإصابة بالسمنة.
وعددت السفياني العوامل المؤدية إلى زيادة الوزن إلى حد السمنة لدى الفتيات في مرحلة المراهقة, ومنها العوامل الوراثية والمرضية، وأبرزها حدوث خلل في عملية التمثيل الغذائي, أو الهرمونات, وضمور الغدة الدرقية ونقص هرمونات النمو, وركزت المحاضرة في كلية العلوم الطبية في جامعة الطائف على العوامل البيئية والسلوكية والاجتماعية المؤدية إلى السمنة، وفي مقدمتها قلة النشاط الجسدي للفتيات وعدم ممارسة الرياضة, في ظل توافر الوسائل التي تساعد الخمول مثل وجود الخادمات لأداء الأعمال المنزلية واستخدام السيارة في جميع التنقلات وحالة الفراغ التي تعانيها طالبات المدارس والجامعات في فترة الإجازة. وتوقفت السفياني عند العوامل الغذائية التي تزيد من فرص الإصابة بالسمنة, مثل إدمان تناول الوجبات السريعة ذات السعرات الحرارية المرتفعة والمشبعة بالدهون, إضافة إلى تأثير بعض الأدوية والتي تؤدي إلى زيادة الوزن مثل الكورتيزون والأنسولين والأقراص الخافضة للسكر وأدوية علاج الاكتئاب, مشيرة إلى أن عدم إرضاع الأمهات طبيعياً لمواليدهن يزيد فرص إصابة الأمهات بالسمنة.
وتطرقت السفياني إلى العوامل الاقتصادية المؤدية لزيادة الوزن, باعتبارها أحد الأمراض الناجمة عن الرفاهية والتطور التكنولوجي, ووفرة الأطعمة وتعدد أنواعها وسهولة الحصول عليها. وحذرت السفياني من خطورة العوامل النفسية المؤدية إلى السمنة, مؤكدة أن الاضطرابات النفسية تكون في كثير من الأحيان من مسببات السمنة, فالفشل في تحقيق الطموحات أو المعاملة السيئة للأبناء من قبل الأسرة, قد يدفع المراهقين والمراهقات إلى الإقبال على الطعام كوسيلة للهروب من هذه المشكلات وتحقيق قدر من الإشباع النفسي.
وتناولت السفياني في متن الورقة محورا خاصا بالقياسات الأنثروبوترية المستخدمة لقياس السمنة, مثل مؤشر كتلة الجسم وقياس سمك الجلد ومنتصف محيط أعلى الذراع, قبل أن تعرض لمضاعفات السمنة, والتي تهدد الصحة وتشمل المضاعفات الجسدية, مثل أمراض القلب والذبحة القلبية والجلطة والسكتة الدماغية, وارتفاع ضغط الدم والكوليسترول, ومرض السكري وبعض الأورام السرطانية, وآلام المفاصل وتزايد فرص الإصابة بالعقم ومضاعفات نفسية، منها الاكتئاب واضطرابات النوم والإجهاد والعزلة الاجتماعية.
ولفتت السفياني إلى أهمية دور ممرضة الصحة المدرسية في زيادة وعي الطالبات بمخاطر السمنة وتعريفهن بكيفية تجنب العوامل المسببة لها, وعرضت مشاعل السفياني نتائج الدراسة, مؤكدة أن قياسات مؤشر كتلة الجسم كشفت عن زيادة في وزن 23 في المائة من طالبات المدارس الثانوية في الرياض, مقابل 10.3 في المائة يعانين السمنة, في حين يشير قياس سمك الجلد إلى أن 19 في المائة لديهن زيادة في الوزن, 7.6 في المائة مصابات بالسمنة.
وفيما يتعلق بالعوامل التي تؤدي إلى زيادة الوزن, أظهرت الدراسة أن 70.6 في المائة من الطالبات أكدت أن تناول الأطعمة الدهنية, ومنها الوجبات السريعة والحلويات هي السبب وراء الإصابة بالسمنة, في حين اتفقت 38 في المائة من الطالبات على أن ممارسة السلوكيات الغذائية غير الصحية والنوم, لساعات طويلة من أهم الأسباب المؤدية إلى السمنة, وأشارت 18 في المائة من الطالبات إلى أن الجلوس على الكمبيوتر هو السبب في زيادة الوزن. وكشفت نتائج الدراسة التي عرضتها الأستاذة السفياني, أن ما يزيد على 76 في المائة من الطالبات لا يمتلكن المعرفة الكاملة عن السمنة و70 في المائة لا يعرفن بدقة المضاعفات والمخاطر الصحية الناجمة عنها, وأن أكثر من 85 في المائة من الطالبات غير محيطات بالمعرفة الكلية تجاه زيادة الوزن. وخلصت السفياني إلى نتيجة مفادها أن 23.5 في المائة من طالبات المدارس السعودية أوزانهن زائدة عن الوزن المثالي و10.3 في المائة يعانين البدانة والسمنة المفرطة, قبل أن تعرض مجموعة من التوصيات لعلاج هذه الظاهرة, ومنها تنفيذ برامج مدرسية خاصة بالتغذية وممارسة الرياضة البدنية للطالبات, وتشجيع ممرضات الصحة المدرسية على متابعة وتقييم العادات الغذائية وقياسات زيادة الوزن سنوياً لجميع الطالبات، وتنفيذ برامج التثقيف الصحي في مدارس البنات والعمل على تصحيح العادات الخاطئة وتغيير نمط الحياة, وشملت التوصيات توجيهات للأسرة بإرشاد الأبناء إلى العادات السلوكية الصحية في تناول الأطعمة وضرورة ممارسة الأنشطة البدنية بانتظام, وتعليمهم وكيفية تحديد العناصر الغذائية الصحية, وفرض قيود على الأغذية المسببة للسمنة.
وتضمنت التوصيات تشجيع صانعي السياسات الحكومية وأصحاب القرار لدعم أسلوب الحياة الصحية للأطفال والمراهقين عبر وسائل الإعلام, والعمل على خفض الإعلانات التجارية عن الوجبات السريعة والأطعمة عالية السعرات الحرارية وتشجيع فكرة إنشاء نواد رياضية حكومية للفتيات لمزاولة النشاط الرياضي.