لا تنحني لأحد ..
يقول الشاعر السوري محمد الماغوط , لا تنحني لأحد مهما كان الأمر ضروريا
فقد لا تواتيك الفرصة لتنتصب مرة أخرى .
لبعض الظروف مع الناس حكايات عجيبة فهي إما تقيم لهم مشانقهم أو ترخي حبالها
بعد ما تشتد , حتى كأنها خيوط حرير تداعب أحلامهم ..
تغير الفكر والمشاعر والتصورات كلها أنواط لظروف الفترة وقوتها أو رخائها
فكم سمعنا عمن تغير مسار حياته لدرجة العجب لظروف ألمت به .
فسرعان ما يبنى في أذهانا سؤال مخيف كيف الثبات على مبادئنا إذن .
تمر أوقات قد تكون وهما تكسر في ضلوعنا ما لا تناله يد الطبيب بعلاج , فننحني حتى لا نكسر شيئا آخر نذوي به إلى نهاياتنا ..
إنها لحظات تشابه عواء الذئاب في ليلة بهيمة لا تصاحبها الخيوط البيضاء .
لحظات الانحناء الداخلية متحررة من مذلة الرؤية بالعين فقط
إنها القرار الذي يجتمع له القلب والعقل فلا يتفقان , وينفضان ليتركا الجسد مطرقا فينحني .
حين تحس بوخز تسرب آمالك بعد فترة هدنة مع الواقع , تبدأ تتلمس الحياة بدخلك
فإذا هي حية تسعى , فتقوم فجأة كأنك سبأت أحلامك لتتوه بها .
وأنت فرح بهذا التيه , لا تلوي على شيء سوى أن لا تعد تشعر بالوخز ينقر في جوفك .
حين تقرأ ما وراء ألسن الناس وأعينهم وتلابيبهم , سترى حقيقة مزيفة
هذه التركيبة الغريبة في الطبع البشري هي من تصنع من الطين بيتا وتصنع منه قبرا .
وحين تبدأ تعد خطاك على سحب أوتارهم فأنت كمن أحكمت غزلها ثم نقضته
ثم عادت لتفكر في إحكامه , لأنها تريد نقضه , إنها سلسلة من البلهاء لا تنتهي
لأنها أصلا لا بدايات لها سوى الظنون , والرجم بالغيب , والتحاسد , والكبر .
فلا تخف من الكمال لأنك لن تصل إليه أبدا , أما أخطاءك فهي السبيل الوحيد للوصل للقمة , في حالة ما إذا أدركت أنها أخطاء .
إن أعظم شعور بعد كل هذا هو أن تأوي إلى فراشك ولا تمسك بيدك حبوب النوم
لأن ضميرك معافى .