إنهاء مشكلة ارتفاع منسوب المياه الأرضية في 40 من أحياء الرياض

إنهاء مشكلة ارتفاع منسوب المياه الأرضية في 40 من أحياء الرياض
إنهاء مشكلة ارتفاع منسوب المياه الأرضية في 40 من أحياء الرياض

أنهت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، تنفيذ أكثر من 292 كيلومترا ضمن مشروعها لعلاج مشكلة ارتفاع منسوب المياه الأرضية في مدينة الرياض، غطت حتى الآن 27 حيا متفرقا في مختلف أجزاء المدينة، كانت تعاني جميعها آثار ارتفاع مستويات المياه الأرضية.

وفي الوقت ذاته، تعمل الهيئة حاليا على تنفيذ مشاريع جديدة لخفض منسوب المياه الأرضية في 13 حيا آخر، بطول يصل إلى 76 كيلومترا، في حين ستشرع في تنفيذ مشاريع إضافية في ثلاثة أحياء بأطوال تصل إلى 27 كيلومترا، تم ترسية عقودها أخيرا.

وقد أثمرت هذه المشاريع عن تجاوز الأحياء التي خضعت لعمليات المعالجة، للآثار الناجمة عن ارتفاع مستويات المياه الأرضية في جوفها؛ لتعود هذه المستويات إلى الدرجات الآمنة.

#2#

كما اشتملت مشاريع خطوط صرف المياه الأرضية على عديد من مصائد السيول، في الوقت الذي جرى فيه إنشاء خطوط رئيسة لصرف مياه السيول في المناطق البعيدة عن شبكات السيول الرئيسة؛ تمهيدا لربطها بشبكات المياه الأرضية.

ونشأت مشكلة ارتفاع منسوب المياه الأرضية في عدد من الأحياء، قبل عقود عدة، وذلك بالتزامن مع النمو السكاني والعمراني السريع الذي واكبه ارتفاع في معدلات استهلاك الفرد للمياه، التي نتج منها زيادة كبيرة في كميات المياه المجلوبة إلى المدينة، حيث وصلت هذه المياه إلى سطح الأرض في بعض أجزاء المدينة مسببة مشكلات هندسية وبيئية وصحية عديدة.

وشكلت هذه المشكلة أحد القضايا الحرجة بيئيا واقتصاديا، التي عانتها مدينة الرياض، نظرا إلى ظهور هذه المياه على السطح في كثير من الأحياء، محدثة أضرارا بيئية وصحية، إلى جانب تأثيرها في أساسات المباني والطرق والأرصفة وشبكات المرافق العامة تحت الأرض.

وانطلقت الهيئة في وضعها للبرنامج العلاجي، من إعداد دراسات عن الأسباب الفعلية للمشكلة، وتحديد مصادرها، وتقييم الوضع الراهن للأحياء، واختيار الحلول والبدائل لإنهائها، وصولا إلى وضع برنامج علاج شامل لها.

وكشفت دارسات الهيئة، عن تحديد المصادر المسببة لهذه الظاهرة، وتتمثل في التسربات من شبكات مياه الشرب العامة والخاصة، والتسربات من خزانات الصرف الصحي، وفائض مياه الري، إلى جانب طبيعة التربة ذات الخصائص المختلفة في قطاعات مدينة الرياض، التي كانت عاملا مهما في تفاقم المشكلة، نتيجة لضعف الخصائص الهيدروليكية لطبقات التربة والصخور التي تحد من حركة المياه في الاتجاهين الأفقي والرأسي.

وكان من بين أبرز الآثار السلبية الناتجة من هذه المشكلة، تشكُّل المستنقعات وجريان المياه على سطح الأرض، وظهور الحشائش في الأراضي البيضاء في الكثير من الأحياء؛ ما شكل أوساطا ملائمة لنمو وانتشار الحشرات الضارة والناقلة للأمراض، فضلا عن أثر ذلك على البيئة ومظهر المدينة، كما أدى ارتفاع منسوب المياه الأرضية في المدينة، إلى حدوث تصدعات وتشققات في الكثير من المباني العامة والخاصة، وإلى تآكل بعض العناصر الإنشائية مثل الخرسانة وحديد التسليح، وحدوث هبوط في الأرضيات داخل بعض المباني، وطفح المياه داخل الأقبية، إلى جانب تشقق طبقات الأسفلت، وتهشم طبقات الرصف في الشوارع العامة، وتآكل شبكات المرافق العامة؛ ما أدى في المحصلة إلى التسبب في خسائر اقتصادية كبيرة إلى جانب الأضرار الصحية والبيئية.

ويأخذ برنامج الهيئة لعلاج المشكلة، أربعة اتجاهات رئيسة، هي:

التحكم في المصادر المغذية للمياه الأرضية، خفض منسوب المياه الأرضية إلى مستويات آمنة، الوقاية من الآثار الناجمة عن المشكلة والمراقبة المستمرة للمشكلة.

واستندت الهيئة في توزيعها إلى مشاريع خفض منسوب المياه الأرضية في الرياض، بعد تقسيم المدينة إلى ثلاث مناطق حسب تكوينها الجيولوجي، وخصائصها الجيوتقنية، ومن ثم تقسيم المناطق إلى أجزاء حسب طبوغرافيتها وأولويتها في توصيل الصرف الصحي.

كما وضعت معايير لتحديد المشاريع ذات الأولوية في التنفيذ، بما يراعي: مستوى المياه الأرضية في المنطقة، درجة الأضرار في المنطقة، التي صنفت إلى ثلاثة مستويات: (خفيفة، متوسطة وعالية)، وجود مصرف طبيعي أو نظام لتصريف السيول بالمنطقة بحيث يتم صرف المياه إليه، ووجود خطة للصرف الصحي في المنطقة.

ولتعزيز الجانب الوقائي بالتوازي مع البرنامج العلاجي، أصدرت الهيئة مجموعة من الكتب الإرشادية والقواعد لتصميم وتنفيذ أساسات المباني وخزانات المياه والصرف الصحي وبرك السباحة، وأبرزها: ''نحو مسكن أفضل''، ''قواعد تصميم وتشغيل أنظمة ضخ وصرف المياه الأرضية وتصميم وتنفيذ أساسات المباني والخزانات الأرضية للمياه وبرك السباحة'' و''قواعد تأسيس المباني على التربة الحساسة شرقي مدينة الرياض''.

كما قامت الهيئة بإعداد التصميمات وقوائم الشروط والمواصفات والكميات لنظم خفض المياه الأرضية لعديد من الجهات، منها: مستشفى الملك فيصل التخصصي، محطة التوليد الرابعة في الشركة الموحدة للكهرباء في المنطقة الوسطى، القاعدة الجوية في الرياض، مستشفى الرياض المركزي، المجمع السكني للشركة العربية للاستثمار، كما تقوم الهيئة بتوفير جميع المعلومات والخرائط والدراسات المتعلقة بمشكلة المياه في المدينة للراغبين فيها من الجهات العامة والخاصة.

وتجري الهيئة بصفة دائمة، عملية مراقبة لمنسوب المياه الأرضية في مختلف أحياء المدينة، لرصد أية تغيرات في منسوب المياه، وتحديد نوعيتها، وكمياتها، بما يشمل مياه السيول الموسمية التي تصرف عبر مخارج السيول الرئيسة التي تصب في وادي حنيفة.

وتسهم عملية المراقبة والرصد، في تقييم نتائج البرنامج العلاجي، وتطوير الخطط المستقبلية للبرنامج، والتحقق من فاعلية نظم صرف المياه الأرضية، وابتكار حلول جديدة وبديلة للمشكلة.

الأكثر قراءة