مجتمع المعرفة .. من جامعة
من الواضح أن نقطة تميز دول العالم المتقدم عن المجتمعات الأخرى تتركز حول مجتمعهم المبني على المعرفة، وهذا المجتمع المعرفي نشأ تحديدا من الجامعات المتميزة في تلك الدول المتقدمة، فاعتماد تلك الجامعات على توليد المعارف الجديدة ومشاركتها مع المجتمع كان سببا رئيسا لتطور وازدهار مجتمعهم وتحويله إلى مجتمع المعرفة، والذي يدفع الجامعات لهذه الرؤية هو الحس الوطني والدعم المعنوي والمادي (سواء من المسؤولين أو رجال الأعمال أو حتى المجتمع بشكل عام). المجتمع المعرفي هو مجتمع لديه القدرة على توليد المعرفة واستخدامها في بناء ثروة المجتمع لزيادة دخله والمساهمة في نموه وتقدمه، حيث يتم استخدام هذه المعارف لتوظيفها على النحو الأمثل، كي تظهر على شكل منتج محسوس يستفيد منه المجتمع، ويكون لهذا المنتج عوائد مادية ومعنوية لصالح هذه الدول التي كانت بالأمس من دول العالم الثالث. بطبيعة الحال المعرفة هي مصدر بناء الحضارات الإنسانية على مر العصور، والعلوم المعرفية ميّزت عدة دول على غيرها، فبفضل المعرفة استطاعت دول أن تتفوق على الدول الأخرى، واستطاعت أن تكسب لقب الدول المتقدمة بعد أن تميزت عن المجتمعات الأخرى بمقدار تميز نشاطاتها المعرفية التي تكمن في تحويل العلوم والمعارف من نظريات إلى تطبيقات يستفيد منها المجتمع كافة (كصناعة الآلات والأجهزة والمنتجات التجارية)، والنشاطات المعرفية هي مركز التميز الباطني في أي مجتمع معرفي، ويعتمد تميز المجتمع المعرفي في دولة عن غيرها على مدى تفعيل وتطوير النشاطات المعرفية، وأساس هذه النشاطات توليد المعرفة من خلال الأبحاث العلمية، ثم نشرها بالتعليم والتدريب، وبعد ذلك توظيفها والاستفادة منها في رفع مستوى المعيشة وفي الارتقاء بالمجتمع نحو مجتمع المعرفة. جامعة الملك سعود تحمل على عاتقها مسؤولية وطنية كبيرة وهي المساهمة في بناء هذا المجتمع المعرفي، لأن مصدر المعرفة هي الجامعات المميزة والرائدة في مجالها، وعلى هذا النحو أطلقت الجامعة (برنامج مجتمع المعرفة) ليكون للجامعة دور فعّال في تحويل المجتمع السعودي إلى مجتمع يقوم على المعرفة، وبالتالي تحقيق التنمية المستدامة ليسير بخطى ثابتة نحو تبوئه مكانة عالمية تليق به في عالم اليوم. برنامج مجتمع المعرفة في جامعة الملك سعود يتطلع إلى الإسهام في بناء مجتمع يتصف بحس معرفي عال، مجتمع يتميز بطاقات معرفية فاعلة، مجتمع يتمتع بشراكات معرفية مع بعضه بعضا، مجتمع يسلك طريقا تطويريا حكيما ومُستمرا، ومن خطط هذا البرنامج توعية أبناء الوطن بمجتمع المعرفة وتحفيز الحس المعرفي لديهم ليكون لهم دور فعّال في التحول لمجتمع المعرفة. وتتطلع الجامعة نحو المساهمة في تحويل المجتمع السعودي إلى مجتمع معرفي عبر تحقيق متطلبات مجتمع المعرفة، وذلك عن طريق جمع الطاقات المعرفية محليا ودوليا من أجل دعم النشاطات المعرفية وتفعيل أنشطة توليد المعرفة ونشرها والاستفادة منها ماديا ومعنويا. الأخيرة : بناء مجتمع المعرفة باختصار يحتاج إلى تعليم عالٍ متطور، ويحتاج إلى فتح جميع نوافذ العلوم والمعارف، ويحتاج إلى شراكة مجتمعية تسهم في الإبداع والابتكار.
جامعة الملك سعود