مرقا العلا خطر عسير صعوده !

مرقا العلا خطر عسير صعوده !

مرقا العلا خطر عسير صعوده !

سنزرع حديثا كألم المفصل حين ينفصم عن غضروفه فيتضاعف به الألم
حديث يصور بعض واقعنا الجميل المريح , والمشحون بالخداع ..
الخداع الذي يُخرج على خشبة المسرح دمى تصور ما يحلو لها من خيالات
وترقص على وقع عري أفكارها , كان هذا مشهدا قديما , يصنفونه على أنه من طبيعة تنوع الحياة وأناسيها ..

أما وقد غد المشهد مختلفا , خاو كرؤوس أصحابه إلا من تفاهة حركاتهم
ونزواتهم وسخف حديثهم وسطحيته تناول قضايا مجتمعاتهم ..

وليت ثم ليت أن الموضوع قد توقف عند هذا الحد , بل هم يظهرون وقد اعتلوا
أماكن لم تكن لهم , وليست من حقهم ..

بودي الخروج من حديث التعميم الذي أنسقه في عبارات تتآخى مع بديع اللغة
إلى حديث يتناسب مع سوقيتهم وقزم عقولهم , ونخاطبهم بنفس اللغة والأسلوب الذي
لا يتورعون من مخاطبتنا به ..

من ذلك هو ما رايته عرضا في إحدى القنوات التي تتفنن في صنع هؤلاء
وفي إلباسهم حلل البهاء , فيصبح المطبل , والمطبلة , أصحاب رأي وتأثير .

حين كانوا قديما في مهنتهم ما كان أحد يعترض لهم ولا يتناولهم بشيء من السوء
أما وقد تجاوزوا الحد إلى محاولة التأثير والحضور الذي يجعلهم ينالون أكبر من مناصبهم , ومقدراتهم الفكرية ..
فيؤثرون في نشء ضعيف يتلقى بسرعة كل ما يحشى في جوفه ووجدانه
ويقدمون لنا عروضا مفضوحة , مسيئة .

كذلك العرض الذي يأتون به زوجا وزوجة يمارسون حياتهم السطحية
في دلال فتاة تظهر نفسها كالطفلة البلهاء ورجل لا يقل عنها غباء .
يزرعون في عقول هذا الجيل المتأرجح أصلا بين أصالة لم يدرك عمقها
وبين حضارة يأخذ بأقل ما فيها من فائدة ..
قيم ليست من عاداته , وأفكار لا تتناسب مع بيئته وهويته .

كنا نسمي هؤلاء غجرا , وكانوا يأتون في المناسبات يقدمون عروضهم
تراقص المرأة الرجال أمام زوجها وهو يصفق لها ..
ثم يلتقطون أرزاقهم ويذهبون إلى مضاربهم ..

أما الآن فمصيبتنا بهؤلاء مصيبتين كذلك التشبيه الذي بدأت به الحديث

مصيبة غجر يتهم ومصيبة مخالطتهم لنا بنفس الثياب .

وما أصدق قول الأمير محمد الأحمد السديري في هؤلاء حين قال :

واشوف لي رجل يعدد جدوده
...... ولو إن ابوه وجده أضعف من الدود
وحتى الغراب اليوم يفخر بجوده
....... والفار بذراعه قطع كل بالود
والشرى والحرمل تباهت وروده
........ وقامت تشيل غصونه الماس وعقود

الأكثر قراءة