برنامج على «آي فون» يفحص دقات قلب المريض ويرسلها للمختبر

برنامج على «آي فون» يفحص دقات قلب المريض ويرسلها للمختبر

يطلق الأسبوع المقبل برنامج يحمل على هاتف "آي فون" يمكن أن يجعل سماعة الطبيب من آثار الماضي، ويقوم برنامج "آي ستيثوسكوب" بفحص وتسجيل دقات قلب المريض.
الفكرة الأولى التي تفرض نفسها عن عدم انتظام دقات القلب هي الاتصال بطبيب وأخذ موعد ثم الذهاب إلى العيادة، وانتظار الدور، وتركيب أجهزة لقياس دقات القلب، ليكتشف الطبيب إذا ما كانت هناك مشكلة وما ماهيتها.
ولكن وجد التقدم التكنولوجي وخصوصاً في عالم الاتصالات طريقة أسهل وأسرع، وهي برنامج "آي ستيثوسكوب" الذي يتم تحميله على هاتف شركة "أبل" الشهير.
ويتيح البرنامج للمريض التقاط دقات قلبه، عبر وضع المايكروفون المزروع داخل الهاتف على جهة القلب.
وهناك خيار في البرنامج، يسمح للمريض بإرسال هذه الدقات إلى المختبر مباشرة عبر البريد الإلكتروني، ليجري فحصها وتحديد إذا ما كانت طبيعية أم لا. والتحدي الجديد أمام البرنامج هو تطوير آلية تتخذ مبدئيا قرار الذهاب إلى الطبيب من عدمه، بالتمييز بين الدقات الطبيعية والحالات المرضية.
ولا تزيد تكلفة التطبيق أو البرنامج عن دولار واحد، وفي بعض الدول يمكن تنزيله مجانا، واستخدامه أيضا على هواتف ذكية أخرى، فضلا عن الكمبيوتر اللوحي الجديد "آي باد".
وكشفت تجارب أن البرنامج الجديد لا يعمل بكفاءة كاملة على النسخة المطورة من هاتف "أبل" "آي فون 4".
ويأمل الجميع توظيف قدرات الهاتف الجوال في الميدان الطبي. وقالت صحيفة "جارديان" البريطانية إن "الهواتف الحديثة تتمتع بقدرات عالية، فهي مليئة بالمجسات ومزودة بلاقطات صوتية حساسة ولها شاشات واضحة .. ولذا فإن بمقدورها إنقاذ المرضى".
ويلتقط الهاتف الذكي المزود بهذا التطبيق دقات قلب المريض عبر لاقطته الحساسة، ويمكن للطبيب الاستماع فيما بعد إلى تسجيل دقات القلب لمدة الـ 8 ثوان الأخيرة من التسجيل وكذلك مشاهدة مخطط لدقات القلب الصوتية على شاشة الهاتف.
ويأتي هذا التطبيق الجديد ضمن نحو ستة آلاف تطبيق طبي وصحي توجد في مخزن تطبيقات شركة "أبل". ويزداد باطراد عدد الأطباء الذين يستخدمون هواتف "آي فون". وفي عام 2009 كان ثلثا الأطباء و42 في المائة من عموم السكان في بريطانيا يستخدمون الهواتف الذكية التي تحولت في الواقع إلى كمبيوترات محمولة صغيرة توظف للاستخدام الشخصي والمهني. ويتوقع أن تزداد نسبة الأطباء الحاملين لهواتف ذكية إلى 80 في المائة في غضون السنتين المقبلتين.
وفيما يأمل الجيل الجديد من الأطباء، خصوصا الذين تعاملوا مع التكنولوجيا الحديثة منذ أيام دراستهم الجامعية، في توظيف تكنولوجيا الهواتف الذكية في الميدان المهني لهم، فإن كثيرا من الضوابط والمنوعات تعوق توظيف التطبيقات الجديدة في هذا الميدان. ويقول أحد المساهمين في هذا الابتكار إنه من السهل جدا تطوير تكنولوجيا جديدة .. أكثر من السماح باستخدامها. وأضاف أن بمقدوره تطوير تطبيق للهاتف الجوال يتيح له عملية التصوير بالأشعة فوق الصوتية وتطبيق آخر لقياس تركيز الأكسجين في الدم، إلا أن القوانين تقيده في ذلك! فليس من المسموح تحويل الهاتف إلى جهاز طبي.
ويقول الخبراء البريطانيون إنه يجب الالتزام بأهم المعايير في الأجهزة الطبية، وهي أمنها وسلامتها، وجودة عملها وأدائها في الميدان الصحي، ولذلك فإن هذا الموضوع معقد ويتطلب إحاطة ودراية تامة. وتعكف مؤسسات طبية بريطانية وأوروبية حاليا على وضع ضوابط أوروبية حول استخدام الأجهزة الطبية، تتماشى مع التقدم التكنولوجي للأجهزة الجوالة.

الأكثر قراءة