العاطفة تتغلب على الواقعية في حفل توديع الشباب الصيني نظراءهم السعوديين
تغلبت الدموع العاطفية على الواقعية في حفل التوديع الذي أقامه الشباب الصيني للشباب السعودي قبل مغادرتهم البارحة شنغهاي عائدين إلى المملكة بعد أن اختتموا فعاليات منتدى الشباب السعودي ـ الصيني الذي امتد نحو عشرة أيام زاروا خلالها ثلاث مدن صينية هي بكين وشيان وشنغهاي، إذ لم يتمالك الكثير من أعضاء الوفدين أنفسهم خلال مراسم التوديع بعد أن بلغت العلاقات والصداقات بينهم مستوى متقدماً.
وقد دشن حفل التوديع الذي شارك فيه الأمير محمد بن فيصل بن عبد الله آل سعود والسفير الدكتور يوسف بن طراد السعدون ورئيس اتحاد عموم الشباب الصيني، بكلمات ارتجالية لكل المشاركين بدأتها سمر فطاني، وهي المشرف على أعمال المنتدى من الجانب السعودي بكلمة تحدثت من خلالها عن كل رد من الجانب السعودي والصيني وأهم السمات التي تميز بها خلال الرحلة، وكيف أسهم كل واحد منهم في صنع النجاح لهذا اللقاء الذي اعتبر الأول من نوعه على المستوى العالمي. ثم تحدث الرئيس العام لعموم الاتحاد الصيني في كلمة ارتجالية عن مدى نجاح هذه التجربة ومدى الاستفادة التي نالت كل طرف، مشيرا إلى أن مثل تلك العلاقات هي السبيل الأمثل لتعزيز التعاون بين المملكة والصين ولتعميق الفهم بين الشعبين السعودي والصيني. وأضاف «لقد لمسنا منكم حرصا وحبا للاطلاع على الثقافة الصينية كما تعرفنا على الكثير من جوانب الثقافة السعودية والإسلامية، وهذا في حد ذاته مكسب للجميع والحرص على استمراره، إن المسلمين في الصين هم خامس أكبر جالية في الصين، ولديهم حقوقهم ومساجدهم التي تلقى كل احترام من جميع أطياف الشعب والقوميات الصينية.
وتابع رئيس اتحاد عموم الطلاب في الصين، «أن النتائج والمخرجات التي حققها شبابنا في لقائهم هذا تشعرنا بالفخر ونتمنى أن تستمر وأن تسهم في تعميق روابط التعاون بين المملكة والصين.
#2#
تلا ذلك كلمة للدكتور يوسف السعدون شكر فيها كل الجهود التي بذلها الجانب الصيني لإنجاح اللقاء، مبينا أن تلك الجهود شجعت الجانب السعودي على الاستمرار في هذا الاتجاه ونقل التجربة إلى دول أخرى، كما أنها شجعت على تبادل الزيارات بين الطرفين بشكل دوري وفي جميع مجالات التعاون الممكنة. بعد ذلك تبادل الجانبان الهدايا التذكارية.
أعقبت ذلك كلمات ارتجالية من الشباب السعودي والصيني، حيث قالت سارة المعينا، طالبة جامعية سعودية، وعضو في المنتدى إن الحوار الذي خاضوه على مدى أيام متعددة مع الشباب الصيني حقق لهم الكثير من النتائج الإيجابية يأتي في مقدمتها التعرف عن قرب على الأهداف والطرق التي يفكر بها الصينيون، كما أنه سمح للطلبة السعوديين بالتعريف ببلدهم بصورة أفضل وعلى حقيقتها.
وتابعت «إن مجرد التفكير أننا قد لا نلتقي مرة أخرى نظرا لتباعد المسافات جعلتني أنا ومجموعة من زميلاتي الصينيات نتعاهد على التواصل باستمرار وبأي شكل كان، وعلى العمل على تحقيق ما خرجت به لقاءاتنا من توصيات وتطبيقها على أرض الواقع».
من جانبه، قال راكان السعدون، طالب سعودي، إن التجربة كانت مثيرة ورائعة للغاية ولم تكن نتائجها متوقعه، لقد تلاقينا على مدى الأيام الماضية وتشاركنا الكثير من الأفكار مع زملائنا من الشباب الصيني في السبل التي يمكن من خلالها أن نحقق التقدم لبلدينا، كما تشاركنا الكثير من اللحظات الجميلة خلال زياراتنا لعديد من الأماكن في الصين.
وأضاف «منحونا الثقة بأنه يمكننا فعلا فتح حوارات بناءة ومثمرة مع الشباب من حول العالم، وأن المسألة ليست مجرد لقاءات عابرة ورسمية تنتهي بانتهاء الحدث».
صفق الحضور لمشاعر الطلبة السعوديين، إلا أن الدموع وحدها كانت وسيلة الطلبة الصينيين للتعبير عن مشاعرهم تجاه هذا اللقاء والمنتدى الذي عرفهم أكثر بمن هم السعوديون.