«طبيب يداوي والطبيب مريض» .. 25 % من الأطباء يرغبون في الانتحار!

''طبيب يداوي والطبيب مريض'' .. بيت شعري نتذكره عندما نستمع إلى نتائج دراسة أسترالية حديثة تكشف عن ميل الأطباء أكثر للانتحار من بين المهن الأخرى.
وبينت الدراسة أن نسبة الأطباء الذين تزداد لديهم الرغبة في الانتحار تبلغ نحو 25 في المائة، لكنها أعلى بما يزيد على الضعف بين الطبيبات ممن يمارسن هذه المهنة.
وأشرف على هذه الدراسة معهد ''بيوند بلو'' الذي أسسته الحكومة الأسترالية لبحث أسباب الاكتئاب ووضع استراتيجيات للتعامل معه..
وقال مايكل بايجنت من ''بيوند بلو'' الذي يتخذ من ملبورن مقرا له، إن النتائج التي خلص إليها تؤكد الفكرة القائلة إن الأطباء لا يهتمون بحالتهم الصحية.
وخلص البروفيسور بايجنت إلى أن الأطباء غالبا ما تتملكهم روح المنافسة، ولذلك فإنهم يترددون في الاعتراف بضعفهم.
وقال ''هم يعتقدون ذلك لأنهم يشخصون حالات أشخاص آخرين .. ويمكنهم تشخيصها بدقة في أنفسهم .. يشعر الأطباء أن مجرد شعورهم بالاكتئاب يعد دلالة ضعف .. لكن عندما يتعلق الأمر بمرضاهم فهم يرونه كمرض مثل أي مرض آخر''.
وتقول الجمعية الأمريكية للأطباء إن عدد الأطباء المنتحرين في أمريكا سنويا يتراوح بين 300 و400 طبيب وهو رقم تراه كبيرا وخطيرا ومشكلة مزمنة.
وأشارت الدكتورة اريكا فرانك التي أعدت بحثا عن انتحار الأطباء إلى ارتفاع معدلات الانتحار بين الأطباء مقارنة بالمهن الأخرى، وذلك لأن أغلب محاولاتهم ناجحة فهم يعرفون تماما كيف يعمل الجسم البشري وما الكميات المناسبة لحدوث الوفاة وعزت الدكتورة السبب إلى الاكتئاب كعامل رئيس.
وأظهرت إحصاءات سايبقة في ألمانيا تزايد عدد الأطباء الذين يعانون من أمراض نفسية ومشاكل الإدمان جراء وطأة ضغوط العمل التي يتعرضون لها بشكل يومي.
وتوقع الخبراء أن تصبح نسبة 10 إلى 15 في المائة من الأطباء في ألمانيا مدمنة الكحول أو العقاقير.
فقد كشف استطلاع للرأي شمل 900 طبيبة أن غالبية الطبيبات يعانين من ضغوط العمل المتمثلة في ساعات العمل الإضافية وكثرة المناوبات الليلية. وأشارت الأرقام الإحصائية إلى أن نسبة الطبيبات اللائي يقدمن على الانتحار تفوق خمس مرات نسبة حالات الانتحار بين العاملات في وظائف أخرى، بينما تتضاعف النسبة بين الأطباء الرجال بمقدار ثلاث مرات. وكان تقرير لمجلة ''دير شبيجل'' الألمانية قد أورد أن عدد الأطباء الذين ينتحرون سنويا في ألمانيا يصل إلى 200 طبيب.
وشرح البروفسور شتيفان آرينز، وهو اختصاصي في الأمراض النفسية الجسدية، في تصريح أدلى به لصحيفة ''بيلد'' الشعبية الألمانية الواسعة الانتشار في موقعها الالكتروني، ظاهرة تزايد عدد الأطباء الذين يعانون من أمراض ناجمة عن ضغوط العمل، وقال ''الكثير من مرضاي أطباء، واليوم هناك مريض من بين تسعة مرضى يعمل طبيبا، ومن أكثر الأطباء الذين أعالجهم أطباء وأطباء التخدير''. وتابع أن كثيرين من الأطباء يخجلون من الذهاب إلى طبيب آخر لتلقي العلاج.