غضبة مغربية
أغضب المسلسل الكرتوني الرمضاني ''بوقتادة وبونبيل'' الذي تبثه قناة الوطن الكويتية المغاربة، حينما ألمح إلى أن المغربيات يمارسن السحر على الخليجيين. الكوميديا التي طرحتها القناة تحولت إلى قضية حاضرة في الإنترنت وفي الإعلام. ووصل الأمر إلى احتجاج رسمي، واعتذار من القناة الكويتية لم يلق الرضا الكافي حتى الآن.
من يوم لآخر، تتعزز حاجة كتاب الدراما الخليجية إلى استحضار الحس القانوني قبل تقديم أي عمل. والتعميم أحيانا يوقع الكاتب في فخ المساءلات والملاحقات القانونية.
ومن الضروري دوما أن تتخلص الدراما الخليجية من النظرة إلى الآخر بنوع من الدونية. وهو أمر سبق أن تحدثت عنه في مقالة تحت عنوان ''خطاب العنصرية'' (14/8/2010). وهو خطاب قد لا يكون مقصودا بحد ذاته، لكن ورطة هذا الخطاب أنه مغر وقد يكون مثيرا للضحك، لكنه يجرح الطرف الآخر. تماما مثلما ننجرح عندما نشاهد صورة مشوهة لنا في فيلم أجنبي.
لعل من إيجابيات كثرة الفضائيات الخليجية، أن صوتنا في العالم العربي من مشرقه إلى مغربه صار مسموعا، لكن علينا أن نتوخى أن هذا الصوت المسموع يفرض علينا أن نكون ملتزمين باشتراطات الخطاب الذي لا يكون فيه جور على أي من الأشقاء، حتى لو كان هذا الجور في شكل نكتة يتم تعميمها كما حصل في الحلقة الكرتونية. أو حتى كما يحصل في بعض التلميحات التي تتقافز أحيانا من خلال مسلسل (هوامير الصحراء).