طرق الجزيرة العربية رحلة إلى قلب جزيرة العرب منذ العصر الحجري إلى فجر العصر الحديث

طرق الجزيرة العربية رحلة إلى قلب جزيرة العرب منذ العصر الحجري إلى فجر العصر الحديث

يعد معرض (طرق الجزيرة العربية آثار وتاريخ في المملكة السعودية) الذي يقام في متحف اللوفر هنا رحلة إلى قلب جزيرة العرب يستعرض خلالها مختلف الثقافات التي سكنت أراضي السعودية من عصور ما قبل التاريخ مرورا بحقب تاريخية إلى فجر العصر الحديث.

وتشتمل القطع الأثرية التي تم اختيارها في المعرض على تغطية الفترة التاريخية التي تمتد من فترة العصر الحجري الحديث (الهولوسين) وحتى عصر النهضة السعودية وتمر هذه الفترة الطويلة جدا بالعصور الحجرية ثم فترة الرق بالقرن السابع قبل الميلاد.

كما تمر بفترة الممالك العربية المبكرة في الإلف الخامس قبل الميلاد ثم الممالك العربية المتأخرة بالإلف الثاني والأول قبل الميلاد والعهد النبوي الشريف والدولتين الاموية والعباسية ومن ثم العصر العثماني وأخيرا فترة توحيد المملكة وما تلاها من تطور مزدهر.

وينظر إلى المعرض باعتباره سلسلة من نقاط على طول الطرق أو مسارات اجتياز شبه الجزيرة بما في ذلك العديد من الواحات الرئيسية التي كانت في الزمان القديم ممالك قديمة قوية.

كما يصور المعرض مسارات الحجاج الذين سافروا على هذه الطرق في بداية القرن السابع الميلادي حيث تتلاقى على المواقع الإسلامية من خلال مجموعة مختارة من أكثر من 300 عمل معظمها لم يعرض خارج السعودية.

كما يعرض أدوات الملوك من فضيات المائدة ومجوهرات ثمينة وجدت في المقابر حيث كانت المنطقة تعد موقف على طول الطرق التجارية التي تربط موانئ المحيط الهندي او أراضي منطقة القرن الإفريقي إلى مصر وبلاد ما بين النهرين والبحر المتوسط في وقت مبكر من الألفية الأولى قبل الميلاد.

ويسلط المعرض الضوء على دور الجزيرة العربية باعتبارها مهد الإسلام عن طريق عرض طرق الحجاج والتجارة وأثارها ومنها استراحة القوافل والأعمدة الحجرية الجنائزية وبوابة الكعبة التي تعبر عن المجتمع المكي.
ومن معروضات المعرض تماثيل ونقوش ومخطوطات وصور للعديد من المواقع الأثرية في السعودية منها موقع الحجر (مدائن صالح) الذي يقع أسفل مرتفعات السفوح الشرقية ويمتد إلى أكثر من 1500 هكتار حيث اعتبر الأنباط الذين أقاموا في مدائن صالح في القرن الأول قبل الميلاد المدائن محطة مهمة على درب القوافل الرابط بين جنوب الجزيرة العربية والبحر المتوسط.

وخصص جزء من المعرض لواحة تيماء في نهاية الإلف الثالث قبل الميلاد وهي أقيمت على مفترق الطرق الرابطة بين الخليج العربي والبحر الأحمر وبين جنوب شبه الجزيرة العربية وضفاف البحر المتوسط وما يميز تاريخها إقامة آخر ملوك بابل نابونيد فيها في القرن السادس قبل الميلاد.

وحول الإقبال على المعرض قالت المسئولة الإعلامية في متحف اللوفر صوفي غرانج في تصريح لوكالة الإنباء الكويتية (كونا) إن الإقبال على المعرض فاق المتوقع حيث كان كبيرا جدا للتعرف على تاريخ وآثار تعرض لأول مرة.

وأضافت انه بعد الاسبوع الاول من افتتاح المعرض كان عدد الزوار 5957 زائرا منهم 3101 زائر دفعوا تذاكر دخول أي بنسبة 52 في المئة. ومن جانبه اعرب مدير معهد اللوفر هنري لوريتي عن فخره لاستضافة هذا المعرض الذي قال انه يكشف تاريخ المملكة العربية السعودية القديم والحديث.

واضاف ان المعرض يكشف عن الثقافات الغنية لشعوب متنوعة واحدة تلو الاخرى ودورها في مفترق طرق قلب الحضارات العظيمة في الماضي والحاضر ومهد الإسلام.

من ناحيته اكد رئيس اللجنة السعودية للسياحة والاثار الامير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز ان المملكة العربية السعودية التي هي مهد الاسلام وارض الهوية العربية عملت كما هو الحال دائما كجسر بين الحضارات في العديد من القارات حيث كانت ممرا للطرق التجارية القديمة.

واضاف ان المعرض يتيح الفرصة الاولى خارج السعودية لرؤية اكثر من 300 من الكنوز الاثرية الاثمن في المملكة فهي ثمرة الاستكشافات الأثرية واعمال التنقيب نفذت في جميع المناطق على مدى السنوات الأربعين الماضية.

وكان وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الذي افتتح المعرض الشهر الماضي مع نظيره الفرنسي برنار كوشنير قد اكد ان المعرض يجسد موسوعة حضارية انسانية تمتد لفترة تاريخية طويلة للجزيرة العربية بدءا من العصر الحجري القديم وحتى عصر النهضة بالسعودية في رحلة تستعرض فترة الممالك العربية المبكرة والوسيطة والمتاخرة وفترة العهد النبى والدولتين الاموية والعباسية ومن ثمة العصر العثماني.

واضاف ان المعرض يجسد ايضا فترة توحيد السعودية وما تلاها من نهضة شاملة في كافة مجالات الحياة في بلد شرفه الله ليكون مهد لديانة الاسلام وموطنا للحرمين الشريفين.

ويحتوي المعرض الذي ياتي في اطار اتفاقية التعاون الثقافي بين المتحف الوطني الفرنسي والهيئة العامة للسياحة والآثار في السعودية الموقعة عام 2004 نحو 320 قطعة من الممالك العربية القديمة وعصر الاسلام.

الأكثر قراءة