يماني: هيئة الاستثمار تمول مبادرة مجلس تنافسية الاتصالات وتقنية المعلومات لإحلال «البرودباند» في 13 منطقة
قال الدكتور أحمد اليماني رئيس قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في الهيئة العامة للاستثمار, إنه تبين من خلال الدراسات والأبحاث النوعية والتفصيلية التي تمحورت حول أهمية البرودباند, أو ما يعرف بـالإنترنت ذي النطاق العريض, أنه يدعم نمو الناتج المحلي الإجمالي في الدول المتقدمة لما له من أثر كبير في توفير وتوسيع الفرص الاقتصادية ودعم الابتكار والتجارة الإلكترونية وتخفيض التكاليف التجارية، وتوفير فرص العمل وتشجيع وتنمية الاستثمارات, مبينا أن الدول العشر الأولى في تصنيف المنتدى الاقتصادي الدولي عالميا هي ذاتها الدول العشر الأولى في مستويات البرودباند, مشددا على أن التحول الاقتصادي الكبير الذي شهدته دول مثل كوريا الجنوبية وسنغافورة خلال العقود الأخيرة قام بشكل أساسي على خدمة البرودباند.
جاء ذلك في معرض تصريحه بعد إطلاق مجلس تنافسية قطاع الاتصالات, الذي ترعاه هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات ويموله مركز التنافسية الوطني في الهيئة العامة للاستثمار ''مؤشر انتشار البرودباند'' في المملكة أخيرا بهدف تحفيز نشر الخدمة في أنحاء المملكة من خلال إيجاد وتعزيز المنافسة الإيجابية والفاعلة بين المناطق الإدارية في المملكة.
وأضاف الدكتور اليماني أننا في المملكة المترامية الأطراف, وفي إطار جهود حكومة خادم الحرمين الشريفين لتحسين البيئة الاستثمارية وحفز الاستثمارات والارتقاء بمستوى معيشة المواطن, في أمسِّ الحاجة إلى زيادة معدلات نمو البرودباند في المناطق الإدارية الـ 13 كافة, كما أكد أهمية زيادة معدلات انتشار البرودباند في المناطق كافة لكونه الخيار الأمثل لإيجاد حل جذري لكثير من المشكلات الاقتصادية, حيث يسهم في خلق وظائف قائمة على صناعة المعرفة وعلى التفاعل بين شرائح المجتمع الواحد وبين المجتمعات المختلفة, مبينا أن خدمة البرودباند اليوم أشبه بخدمة الخطوط السريعة منتصف القرن الماضي، واستطرد اليماني قائلا: إن مستقبل التعليم والرعاية الصحية والأعمال يكمن في أنظمة التواجد عن بُعد التي تتطلب وجود خدمات البرودباند عالي الجودة وتسهل تقديم الحلول التفاعلية كافة مختصرة الكثير من التكاليف والوقت والجهد.
وشدد رئيس قطاع تقنية المعلومات في الهيئة العامة للاستثمار على أن خدمة البرودباند ليست مطلبا أساسيا لسهولة أداء الأعمال فقط, إنما أيضا لرفاهية المواطن وتسهيل تقديم الخدمات الحكومية والحياتية, موضحا أن هذه الخدمة قدمت فوائد مماثلة في البلدان النامية والأسواق الناشئة، مبينا أنه في ظل المعوقات التي رصدتها المبادرة أدركت الجهات المختصة أن التأخر في نشر خدمة البرودباند يعد مؤثراً سلبياً في نمو الاقتصاد الوطني، كما أنه يعوق الانفتاح الاقتصادي على النظم التجارية لكون مستوى انتشار خدمة النطاق العريض يعد من أساسيات بناء الاقتصاد الرقمي.
وبين اليماني أن المبادرة تحدد التقدم في مستوى نمو انتشار البرودباند في كل من المناطق الـ 13 الرئيسة في المملكة من خلال إجراء مسح لمزودي خدمات البرودباند في المملكة، موضحا أن الاتحاد الدولي للاتصالات ITU ذكر أن ما نسبته 10 في المائة من سكان السعودية يمثلون مستخدمي البرودباند, وهي نسبة منخفضة أمام المعدل العالمي لاستخدام البرودباند الذي وصل إلى 16 في المائة نهاية العام الماضي 2009, الأمر الذي دفع مركز التنافسية الوطني التابع للهيئة العامة للاستثمار لتمويل هذه المبادرة, مشددا على أن نجاح تجارب مماثلة في بلدان كثيرة شجع الهيئة على تبنيها في المملكة.
من جانبه, قال الدكتور بدر البدر مدير برنامج المدن الذكية في آسيا وإفريقيا في شركة سيسكو سيتسمز، إن هذه المبادرة أثبتت عالميا فاعليتها في التوعية بفوائد استخدامات الإنترنت عالي السرعة وأهميته في تمكين أفراد المجتمع من الوصول إلى الخدمات الإلكترونية، مثل الخدمات التعليمية والطبية وخدمات الحكومة الإلكترونية. فعندما طبّقت هذه المبادرة في دول أمريكا اللاتينية مثلا أدت إلى عدد من النتائج الإيجابية، فمثلا في تشيلي كان الهدف الوصول في عام 2010 إلى مليون اشتراك برودباند جديد وتم تحقيق 1.5 مليون اشتراك قبل الموعد بعامين, وتعد تشيلي الآن أكثر بلدان جنوب أمريكا في نسبة انتشار البرودباند. أيضا تم تطبيق مبادرة مشابهة في الأرجنتين, حيث كان الهدف تحقيق أربعة ملايين اشتراك عام 2010 تم تحقيق أكثر من مليوني اشتراك عام 2008، وتحتل الأرجنتين المركز الثاني في نسبة الاشتراك في خدمة البرودباند بين دول أمريكا الجنوبية.