الشرقية: ليل رمضان يضخ أعلى سيولة لسد عجز لجان الجمعيات النسائية
اعتبرت الجمعيات النسائية الخيرية بالمنطقة الشرقية والبالغ عددها 15 جمعية شهر رمضان من أكثر المواسم التي يتضاعف فيها دخلها المالي لخدمة مشاريعها الخيرية وسد عجزها في ميزانية لجانها التي تخدم المحتاجين تحت مظلتها، وقد تصل قيمة إجمالي ما تدخله الجمعيات من مشروعها الرمضاني إلى مليون ريال.
وقال عدد من العاملات في الجمعيات الخيرية إن الليالي الرمضانية التي تنظمها تعد من أضخم المشاريع والأنشطة التي تطلقها وتقام ليوم واحد مسجلة أعلى نسبة لحضور النساء والأطفال مقارنة بالفعاليات الأخرى بمواسم مختلفة, ترافقها منافسة قوية بين الجمعيات في محتوى البرامج التي تتضمنها الليلة الرمضانية ويبلغ دخلها في أقل من ست ساعات ما يزيد على 200 ألف ريال والتي يعود ريعها لدعم أعمال اللجان الخيرية.
وأوضحت لـ "الاقتصادية" أمل الضويان المشرفة على الليلة الرمضانية لجمعية جود النسائية الخيرية بالدمام التي ستقام في الـ16 من رمضان الحالي, أن برنامجهم في هذه الليلة تنوع مابين الأسواق والنشاطات الشعبية، إضافة إلى المسابقات والمسرح الذي يدخل هذا العام ضمن قائمة البرامج المعدة لهذه الأمسية, مؤكدة أنهم يسعون من خلال هذه الفعالية التي تقام سنويا في شهر رمضان إلى سد العجز في بعض اللجان التي تندرج أعمالها تحت الجمعية, إضافة إلى إشعار الأهالي بقيمة المساهمة الخيرية والاطلاع على أعمال الجمعية والمردود المالي الذي غالبا ما يضاف لميزانية الجمعية التي تساند فيها أي عجز يطرأ على لجانها ليتم سداده من خلال هذا المشروع. وقالت إنهم استبعدوا في هذه الليلة الرمضانية التي تستمر قاربت الست ساعات المحاضرات بكل أنواعها, والاكتفاء بإدخال أنشطة متنوعة ما بين الثقافية والترفيهية للأطفال والنساء بكل شرائحهم العمرية, مشيرة إلى أن الإقبال يتزايد على حضور هذه المناسبة التي تعود على كافة الأطراف بالفائدة حيث تساهم الزائرة بحضورها إلى مقر الفعالية برفع دخل الجمعية من خلال الرسوم الرمزية لدخول المناسبة والاستفادة من الأركان والأسواق المتوافرة فيها, خاصة أن أغلب السيدات يستفدن من وجود الجهة التي تفسح لهن الفرصة لتبرع للأعمال الخيرية، مشيرة إلى أن الزيادة في الإقبال اضطرتهم إلى تغيير الموقع من مقر الجمعية إلى منتدى الزامل في حي الراكة بهدف التوسع. وكشفت الضويان عن قوة المنافسة بين الجمعيات في هذه الليالي الرمضانية التي تعتبر من أضخم الفعاليات التي تقدم وتضم عددا كبيرا من الفرق النسائية التي تعمل على تجهيزها لاستقبال الزائرات، حيث يبلغ عدد العاملات على هذه الليلة ما يفوق الـ 120 متطوعة.
وأشارت إلى وجود خطة بمكتب الإشراف وبين الجمعيات الخيرية بالمنطقة للتنسيق في مواعيد إقامة الليالي الرمضانية الخيرية حتى لا تكون هناك ازدواجية في موعد إقامة المناسبة منعا لتضارب الأهداف الخيرية للمشروع الذي يعد أهم وأضخم المشاريع السنوية للجمعية ويسعى إلى البعد عن جمع التبرعات التقليدي, مشيرة إلى محاولتهم لتجديد أفكار المشروع وتطويره لاستقطاب أكبر عدد من النساء من خلال التسويق له في المواقع النسائية وعبر الرسائل القصيرة للجوال.
واستبعدت الضويان أي توجه للجمعيات في مدينتي الدمام والخبر إلى الشراكة بينهم لإقامة هذه الليلة, التي تجتهد فيها كل جمعية, واصفة التنافس بين الجمعيات بالصحية التي قد تطور فكرة المشروع, وهناك تنسيق مسبق تلافيا للازدواجية بين الجمعيات بمدينتي الدمام والخبر, كما يتدخل الإشراف الاجتماعي بالمنطقة في ضبط مواعيد إقامتها.
من جانبها قالت لـ"الاقتصادية" منيرة الحربي مديرة جمعية جود الخيرية بالدمام إن هذا المشروع الخيري الوحيد الذي يقام في شهر رمضان من قبلهم دون إطلاق أي مشروع أو نشاط آخر لتركيز على إعداده, مشيرة إلى أن الليلة الرمضانية باتت عادة سنوية خاصة أن الإقبال على حضورها يتضاعف ويكون أكبر عن غيره من المشروعات الأخرى. وأوضحت الحربي أن رمضان الماضي سجل أكثر من ألف زائرة وتتوقع أن يتضاعف هذا العام, منوهة إلى أن ريع هذا المشروع يعود لجان الجمعية, وقد يستهدف هذا العام لجنة الأسر لمساندة الأسر المحتاجة, إضافة إلى إسهامه المصروفات السنوية للأسر خاصة ترميم المنازل ودفع إيجارات السكن في ظل تضاعف أسعار الإيجارات والأسواق.