جولة الملك .. خطوة استباقية لترميم التضامن العربي
يبدأ خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، اليوم، جولة عربية تشمل كلاً من: مصر وسورية ولبنان والأردن، وذلك في إطار حرص المملكة على تعزيز أواصر العلاقات العربية، وتعزيز كفاءة النظام السياسي العربي في ظل تعقيدات أمنية واقتصادية تمر بها المنطقة، وسحب سياسية كثيفة تفرض نفسها في منطقة الشرق الأوسط، خاصة أن الساعين إلى خلط الأوراق دول إقليمية عدة، وهذه السحب بدأت تلقي بظلالها على شكل تصريحات سياسية وخلافات في وجهات النظر واستعدادات عسكرية، وتحالفات في السر والعلن، وتوقعات بنشوب حرب ستؤثر في منظومة الأمن السياسي والاقتصاد العربي بمجمله.
وعليه، تأتي جولة خادم الحرمين الشريفين وسط أجواء مشوبة بالحذر والترقب الكبير الذي تعيشه المنطقة، الذي تتضح بوادره في الخلافات السياسية بين أقطاب القوى السياسية في لبنان، وهي مؤشر رئيس على حجم الضغوط الدولية والإقليمية واحتمالية انفجارها، ما يؤكد أن الجولة تأتي في إطار الزيارات والمشاورات التاريخية في لحظات ملتهبة تتطلب مزيداً من التواصل العربي الفاعل.
في مايلي مزيد من التفاصيل:
يبدأ خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -اليوم الأربعاء- جولة عربية تشمل كلا من مصر وسورية ولبنان والأردن، وذلك في إطار حرص المملكة على تعزيز أواصر العلاقات العربية، وتعزيز كفاءة النظام السياسي العربي في ظل تعقيدات أمنية واقتصادية تمر بها المنطقة، وسحب سياسية كثيفة تفرض نفسها في منطقة الشرق الأوسط، خاصة أن الساعين إلى خلط الأوراق دول إقليمية عدة، وهذه السحب بدأت تلقي بظلالها على شكل تصريحات سياسية وخلافات في وجهات النظر واستعدادات عسكرية، وتحالفات في السر والعلن، وتحذيرات من نشوب حرب لكنها حرب ستؤثر في منظومة الأمن السياسي والاقتصاد العربي بمجمله.
وعليه تأتي جولة خادم الحرمين الشريفين وسط أجواء مشوبة بالحذر والترقب الكبير الذي تعيشه المنطقة والذي تتضح بوادره في الخلافات السياسية بين أقطاب القوى السياسية في لبنان وهي مؤشر رئيس على حجم الضغوط الدولية والإقليمية واحتمالية انفجارها، ما يؤكد أن الجولة تأتي في إطار الزيارات والمشاورات التاريخية في لحظات ملتهبة تتطلب مزيدا من التواصل العربي الفاعل.
#2#
جامعة الدول العربية أكدت ممثلة في نائب الأمين العام أحمد بن حلي في تصريحات صحافية أن جولة خادم الحرمين الشريفين تكتسب أهمية خاصة واستثنائية في هذه الظروف، مشيرا إلى أن لخادم الحرمين الشريفين وللمملكة العربية السعودية مكانتها الفاعلة في النظام السياسي العربي، وقال بن حلي إن الجولة خطوة مهمة وفي الاتجاه الصحيح كونها تهدف إلى تعزيز التضامن العربي والمصلحة العربية بشكل جماعي.
#3#
وأضاف بن حلي أن جامعة الدول العربية ترحب باللقاءات الأخوية على مستوى القادة والمسؤولين العرب كون هذه اللقاءات تهدف في المحصلة إلى مناقشة قضايا عربية ملحة ومصيرية وتصب في مصلحة العمل العربي المشترك.
#4#
وقال نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية أيضا، إن خادم الحرمين الشريفين معروف بحنكته وحكمته وبعد نظره وهو دائما له جهود مقدرة، معربا عن أمله في أن تكون هذه الجولة والزيارات واللقاءات مع القادة العرب ناجحة وأن تؤتي ثمارها وتكون لها نتائج إيجابية لإزالة أي غيوم تشوب سماء العلاقات العربية - العربية.
من جهته، أكد وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط في تصريحات صحافية أن لقاء خادم الحرمين الشريفين بالرئيس المصري حسني مبارك في شرم الشيخ سيبحث مجمل القضايا العربية، وعلى رأسها الوضع اللبناني، مشيرا إلى أن ثمة وجود تنسيق مصري سعودي مستمر في هذا الموضوع الذي اعتبره أبو الغيط مهما جدا، مؤكدا في الوقت ذاته أن الوضع اللبناني وتطوراته الأخيرة يحظى بأهمية كبيرة لدى مصر والسعودية من منطلق اهتمامهما بلبنان، وتزامنت تصريحات أبو الغيط تلك والتهديدات التي أطلقها وزير الدفاع الإسرائيلي أيهود باراك إلى لبنان التي توعد فيها بضرب كامل البنى التحتية اللبنانية والمؤسسات الحكومية إذا أطلق حزب الله الصواريخ على مدن إسرائيلية.
وجاءت تصريحات أيهود باراك تلك في مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية نشرت بداية الأسبوع الجاري أشار فيها إلى أن إسرائيل هذه المرة لن تلاحق مقاتلي حزب الله في أحراش لبنان وفي مخابئهم ولكن في حال أطلق حزب الله الصواريخ على أي منطقة في إسرائيل وتحديدا تل أبيب سنعتبر كل لبنان ساحة حرب وسنضرب أي هدف للدولة اللبنانية.
#5#
وعلى صعيد تقييم الموقف الإقليمي كشف مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في لبنان في تقرير له نشر بداية تموز (يوليو) الجاري أن كل المؤشرات تفيد أن هناك استعدادات عملية ستؤدي إلى نشوب حرب إقليمية هذا الصيف، وقال في تقديره الاستراتيجي إن المنطقة تشهد الآونة الأخيرة تزايداً في استعراض القوة فعلى الجانب الإسرائيلي استمرت سلسلة المناورات العسكرية المسماة "نقطة تحول"، والتي تتدرب خلالها "إسرائيل" على مواجهة حرب شاملة على كافة الجبهات: إيران، وسورية ولبنان، وغزة، بالتزامن مع سقوط الصواريخ على الجبهة الداخلية، وهجمات استشهادية انطلاقاً من الضفة الغربية.
إضافة إلى حفر الخنادق في الجولان والتدريبات العسكرية فيه، وتزايد النشاط الاستخباري الإسرائيلي في المنطقة، والمناورات الجوية بعيدة المدى، وزيادة ترسانة الأسلحة الخارقة للتحصينات والمستوردة من أمريكا.
ولفت التقرير إلى أنه إلى جانب التهديدات الإسرائيلية المتكررة لكل من إيران وسورية ولبنان وغزة بالحرب، ترافقت تلك التصريحات مع اتهامات مختلفة لهذه الأطراف على لسان السياسيين والعسكريين الإسرائيليين بهدف إيجاد الذرائع، كان آخرها اتهام سورية بتزويد حزب الله بصواريخ سكود، والإخلال بـ"التوازن الدقيق" للقوى في المنطقة.
والحرب أولها كلام كما يقال، فإن حزب الله بدأ من الناحية العملية التخطيط للمواجهة وربما يكون لذلك صلة بالضغوط الدولية على إيران حيث يواصل الحزب ترميم قدراته العسكرية والصاروخية، لمواجهة أي عدوان إسرائيلي محتمل.
وفي هذا السياق، جاء تأكيد الأمين العام للحزب حسن نصر الله أن المقاومة اليوم باتت أقوى مما كانت عليه قبل عدوان تموز (يوليو) 2006، مع التهديد بضرب البنى التحتية الإسرائيلية في حال أقدمت "إسرائيل" على ضرب البنى التحتية في لبنان، وتشديده على معادلة "الضاحية مقابل تل أبيب"، والتي هدد بموجبها بالرد على أي قصف تتعرض له الضاحية الجنوبية لبيروت بقصف مبانٍ في تل أبيب.
تدهور الأوضاع في لبنان واتجاهها قدما نحو الصدام الداخلي والحرب الخارجية باتت موضع اهتمام العديد من المحللين والخبراء في الشؤون السياسية والأمنية، فقد أكد المحلل السياسي الأمريكي دانييل سي كورنزير الخبير في مركز العلاقات الخارجية الأمريكية في واشنطن، في دراسة استراتيجية حملت عنوان "حرب لبنان الثالثة" أن هناك مؤشرات إنذار مبكرة وواضحة يمكن التقاطها وتحليلها وكلها ترجح اندلاع حرب لبنان الثالثة والنقاط تتمثل في الآتي: تزايد انتقادات حزب الله اللبناني ضد إسرائيل - تزايد انتقادات الإسرائيليين ضد حزب الله - تزايد استعدادات حزب الله اللبناني لاحتمالات مواجهة إسرائيل - تزايد استعدادات إسرائيل لجهة احتمالات المواجهة مع حزب الله اللبناني.
وتجدر الإشارة إلى أن الحديث عن احتمالية نشوب حرب لبنان الثالثة برز أيضاً على خلفية الورقة البحثية التي أعدها ديفيد شينكر خبير اللوبي الإسرائيلي المختص بشؤون سورية ولبنان، ونشرها معهد أورشليم للسياسة العامة الذي يشرف عليه الخبير دوري غولد الليكودي النزعة والوثيق الصلة بزعيم حزب الليكود ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أبرز فيها شينكر الموضوع نفسه في الموقع الإلكتروني الخاص بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، الأسباب التي ستؤدي إلى نشوب مثل هذه الحرب.
وأكدت الورقة البحثية أن عدم إتاحة السعودية ورفضها استخدام أراضيها من قبل الطيران الإسرائيلي لضرب المنشآت النووية الإيرانية رغم الخلاف السعودي - الإيراني في وجهات النظر وعدم انضباط السلوك الإيراني والتدخل في الشأن العربي والخليجي، ونظرا لمنع الحكومة التركية على أثر الاعتداء الإسرائيلي على قافلة الحرية الطيران الإسرائيلي من استخدام الأجواء التركية، فإن هذه التعقيدات أسهمت إلى حد كبير في أن يكون لبنان المسرح الأمثل للحرب الثالثة القادمة، خاصة أن أمريكا ما زالت تعاني أمنيا في العراق وأفغانستان وأنها ليست مؤهلة للدخول في صراع مع إيران.
حالة التوجس والترقب الأمني والسياسي التي تعصف بالمنطقة كانت محط اهتمام الدول العربية وكانت سببا رئيسا في التحرك السياسي السعودي العاجل فقد جاءت زيارة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري إلى سورية في 18/7/2010 ولقاؤه الرئيس بشار الأسد في إطار التشاورات المشتركة ما دعت الرئيس السوري للتصريح لوسائل الإعلام أنه لا حرب إسرائيلية ولا بديلة ولكنه أشار إلى احتمالات حدوث فتنه سياسية، وأشارت وسائل الإعلام إلى أن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري طلب تأجيل مغادرته سورية لعقد خلوة مسائية مع الرئيس السوري بشار الأسد.
خلوة الأحد وبحسب مراقبين تناولت نقاطا رئيسة مهمة تمثلت في تأكيد الرئيس بشار الأسد على عدم جاهزية الولايات المتحدة الأمريكية لمثل هذه الحرب وبالتالي فإن حربا إسرائيلية على لبنان تعد مغامرة غير محسوبة، مضيفا أن انتفاء وجود عمل عسكري ضد إيران لا يعني وجودها في لبنان، وكشف اللقاء عن وجود دور سعودي فاعل يعمل على درء حدوث فتنة سياسية في لبنان تعتمد المحكمة الدولية غطاء لها، حيث أشار الرئيس السوري إلى أن إسرائيل تسعى جاهدة لتحقيق هذه الفتنة، وتفجير الوضع الأمني والسياسي في لبنان.
وأكدت مصادر صحافية أن زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى لبنان تصادفت وزيارة يقوم بها أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إلى بيروت لافتتاح مشاريع واستثمارات قطرية هناك، فيما أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم عقب لقائه معاوني الأمين العام لحزب الله حسين خليل والمعاون السياسي للرئيس نبيه بري علي حسن خليل في دمشق، مؤكدا أن سورية طلبت من قيادة الحزب التروي والهدوء في هذه المرحلة.