جيريتس.. والاختبار الصعب

ما يحدث حاليا داخل أروقة البيت الهلالي بخصوص بقاء أو ذهاب إيريك جيريتس، يحدث في الدوريات الأوروبية المتقدمة، ولا جدال من الناحية الاحترافية تحديدا إذا عرف السبب، وهو رغبة جيريتس في عدم الاستمرار التي فسرها من وجهة نظر خاصة بعدم مقدرته على التأقلم المعيشي، وهذا شيء طبيعي، ولكن غير الطبيعي أن يكون هناك مدربان يشرفان على الفريق، حتى وإن كان أحدهما بصورة غير مباشرة، كان من الأجدى أن يكون هناك تحديد مسبق من جيريتس بموعد ذهابه، وألا يكون مصيره مرتبط بكلمة "ربما" التي لا تجدي، سواء من ناحية المتابعين أو حتى اللاعبين، وحالة الشتات الذهني التي من الممكن أن تتسبب الإدارة فيها.
حتى ما يتعلق بالمدرب البديل من الناحية الاحترافية، ليس من المناسب إعلان اسمه وهناك مدرب يقوم بعمل تعده الإدارة استراتيجية مهمة، وهي البطولة الآسيوية متى ما كان المدرب لديه الرغبة في البقاء حتى نوفمبر.
لا شك أن هناك ثقة بالإدارة وعملها، وأنها قادرة على قراءة الأحداث واتخاذ القرارات المناسبة، بالتأكيد بعد دراستها واختيار الأنسب، وهي لا تريد أن تكرر سيناريو كوزمين أولاريو مرة أخرى، وأيضا لا يمكن إخفاء العمل الكبير من قبل جيريتس، والنقلة النوعية بطريقة العمل الاحترافي والإضافات المتميزة التي ستكون ذات مردود كبير على مستقبل الفريق متى ما كان اختيار المدرب البديل صاحب فكر تدريبي ومنهجية تتوافق مع العمل السابق والاستمرارية بالنهج نفسه، عندئذ لن يكون للأسماء أي أهمية متى ما كان النظام لا يختلف والخطط المعلنة لن تتغير.
الملاحظ هنا بعد العودة إلى البدايات أن الرئيس كان لديه الرغبة في استمرارية جيريتس ومعرفته بموضوع عدم تأقلم المدرب، وأن الوقت كفيل بحل هذه الإشكالية.
ومن ناحية أخرى، كان الخوف من عدم تهيئة المناخ المناسب من أجل البطولة الآسيوية المستعصية هاجسا مخيفا، يجعل القرار يحتاج إلى كثير من الحيطة وأيضا التضحية من قبل الإدارة، ولكن من الطبيعي الاعتراف بأن الإدارة لن تستطيع إجبار المدرب على البقاء إذا ما كان السبب ليس من الأمور التي يمكن حلها ماديا أو خلاف يمكن التوصل إلى إيجاد طرق لتنفيذه.
وفي النهاية، لم يكن هناك قرار أفضل من الذي قامت باتخاذه الإدارة مع مدربها، ومحاولة الطرفين الخروج بأكثر قدر من الاحترافية، وقبل ذلك لغة الاحترام هي الطاغية في تصريحاتهم، وهذا هو الأهم من أجل أن تكون الصورة لدى اللاعبين والجماهير في مسارها الصحيح، وألا يكون هناك أي مجال لهواة التصيد وقلب الحقائق للعمل على رسم مستقبل مظلم، والصحيح أن الهلال استفاد من مرحلة جيريتس، وسيستفيد من المدرب المقبل لسبب واحد وهو احترافية إدارته، ووعي جمهوره وقياسهم للأمور بعين الدراسة والواقعية وليس بعين العاطفة.

باختصار
- لن تكون مرحلة جيريتس إلا بداية من أجل مراحل أكثر فائدة واحترافية، والمستفيد الأول هو الهلال.
- العمل على استمرار المحترفين واحد من أهم القرارات التي تحسب للإدارة وليس ضد الإدارة.
- التعامل مع إيريك جيريتس على أنه هو المدرب، وتهيئة الجو العام له على هذا الأساس حتى تكون البطولة الآسيوية هي هدية الوداع.
خاتمة
الناس أحيانا لا يكرهون الآخرين لعيوبهم !!! بل لمزاياهم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي