صلاحيات واسعة للجنرال بتريوس لتعديل الخطط العكسرية في أفغانستان

صلاحيات واسعة للجنرال بتريوس لتعديل الخطط العكسرية في أفغانستان
صلاحيات واسعة للجنرال بتريوس لتعديل الخطط العكسرية في أفغانستان

أكد روبرت جيتس وزير الدفاع الأمريكي أن الجنرال ديفيد بتريوس الذي رشحه الرئيس باراك أوباما لتولي قيادة القوات الأمريكية في أفغانستان، سيتمتع بصلاحية تعديل الخطط الحربية والأساليب العسكرية المطبقة هناك، ما إن يصل إلى كابول.

وقال روبرت جيتس في مؤتمر صحافي أمس، ''لقد وضع الرئيس الاستراتيجية، لكن من وجهة نظري سيتمتع الجنرال بتريوس بالمرونة اللازمة للنظر في خطة الحملة والأسلوب والطريقة التي تجري بها الأمور عندما يصل إلى أفغانستان بافتراض أن مجلس الشيوخ سيقر تعيينه''.

وأضاف جيتس أن أوباما كان هو أول من اقترح بتريوس للمهمة. ووصف جيتس ترشيح بتريوس بأنه ''أفضل نتيجة ممكنة لموقف فظيع''.

#2#

وشدد جيتس على أنه ينبغي عدم تفسير قرار تغيير قائد القوات الأمريكية في أفغانستان على أنه علامة على أي تخفيف لالتزام الولايات المتحدة بمهمتها هناك.

وأضاف بعد يوم من قرار الرئيس باراك أوباما إعفاء الجنرال ستانلي مكريستال من القيادة وترشيحه الجنرال ديفيد بتريوس قائد القيادة المركزية للحلول محله ''ينبغي ألا يفسر أحد عدوا كان أم صديقا وخصوصا جنودنا هذا التغيير في الأفراد على أنه تخفيف لالتزام هذه الحكومة بالمهمة في أفغانستان''.

وتابع ''ما زلنا ملتزمين بتلك المهمة وبالاستراتيجية المدنية العسكرية الشاملة التي أمر بها الرئيس لتحقيق أهدافنا هناك''.

ويعد الجنرال الأمريكي ديفيد بتريوس، الذي يعتبر مهندس الاستراتيجية الناجحة في العراق، سينقل تجربته إلى أفغانستان ويتولى الجنرال بترايوس (57 عاما) منذ سنتين الإشراف على العمليات العسكرية في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.

وأوكلت إليه الأن قيادة القوات التابعة للحلف الأطلسي في أفغانستان إثر إقالة الجنرال ماكريستال بعد انتقادات لاذعة وجهها مع عدد من معاونيه إلى إدارة أوباما في مقابلة صحافية أجريت معه.

وبتريوس ابن مهاجر هولندي من مواليد السابع من تشرين الثاني (نوفمبر) 1952، وهو يعتبر ''جنديا مثقفا'' يصفه المعجبون به بأنه ''في غاية الذكاء''، فيما ينعته الآخرون بـ ''الغطرسة''، غير أن الكل يجمع على احترامه.

وأثبت هذا الجنرال جدارته على رأس قوات الائتلاف في العراق حيث وضع استراتيجية لمكافحة المتمردين أدت إلى تحسن الوضع الأمني وأتاحت الشروع في سحب القوات الأمريكية من هذا البلد وصولا إلى سحب كامل القوات القتالية بحلول نهاية آب (أغسطس) طبقا للجدول الذي أعلنه أوباما مطلع 2009.

وقبل تولي مهامه في العراق لخص بتريوس استراتيجيته قائلا ''ينبغي العيش وسط'' الشعوب.

وهي مبادئ يتوقع أن يطبقها في أفغانستان حيث لم تسمح حتى الآن استراتيجية تعزيز القوات التي أقرها أوباما في نهاية 2009 بناء على نصائح الجنرال ماكريستال، بتسجيل تبدل في الوضع لصالح القوات الحليفة.

وقال روبرت جيتس وزير الدفاع الأمريكي  في أيلول (سبتمبر) 2009 في بغداد لدى حضوره مراسم انتقال المهام إلى الجنرال ريموند أودييرون خلف بتريوس في العراق ''أعتقد أنه أدى دورا تاريخيا. أن الجنرال بتريوس هو دون أي شك بطل المرحلة''.

وهذا المظلي المتحدر من ولاية نيويورك الذي يحمل دكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة برينستون العريقة (1987) هو صاحب خبرة ميدانية متينة لا غبار عليها.  وفي عام 2003 كان مسؤولا عن القوات الأمريكية في شمال العراق وقائدا للفرقة المجوقلة الـ101.
ولدى عودته من العراق عمد إلى إعادة كتابة دليل مكافحة التمرد، وهو وثيقة مرجعية للجيش وقوات المارينز في مكافحة المتمردين ومصدر إلهام للاستراتيجية الجديدة في العراق. وقد اتبع الرئيس السابق جورج بوش نصائحه جزئيا عندما قرر إرسال 30 ألف جندي إضافي إلى العراق. وفي أواخر كانون الثاني (يناير) 2007 صادق مجلس الشيوخ على تعيينه على رأس قيادة القوات المتعددة الجنسية. وسعى في هذا المنصب إلى تطبيق فلسفته التي نضجت بعدما طورها في أطروحته حول الأخطاء التي ارتكبها الأمريكيون في فيتنام. 

وقد نجح بترايوس المولع بممارسة الرياضة والذي نجا مرتين من الموت - أصيب بالرصاص بشكل عرضي وبحادث هبوط بالمظلة - في خفض وتيرة العنف في العراق اعتبارا من خريف 2007 بفضل خطة قامت على زيادة عدد القوات ومشاركة أكبر للمسؤولين العراقيين في المحافظات والميليشيات السنية التي انخرطت في محاربة القاعدة ضمن مجالس ''الصحوات''.

الأكثر قراءة