أوزيل.. النجم الألماني الساطع متعدد الثقافات
لم يصعد الأتراك إلى كأس العالم ولكنهم قد يشعرون بأن واحدا منهم ينعم بالتواجد العالمي ، عبر المنتخب الألماني ، إنه مسعود أوزيل الذي ساهم في الفوز على أستراليا بأربعة أهداف نظيفة في الجولة الأولى من مباريات المجموعة الرابعة لنهائيات كأس العالم بجنوب أفريقيا.
والشيء مثله قد يقال بالنسبة للعديد من الدول الأخرى ، استنادا إلى أن التوليفة الجديدة للمنتخب الألماني مليئة بالنجوم المنحدرين من دول أخرى ، لتتواصل النزعة التي لم تسبق أن وصلت إلى ما هي عليه في مونديال جنوب أفريقيا.
وانعكس تزايد الطبيعة متعددة الثقافات لألمانيا والمستوى الاحترافي للعبة في البلاد على فريق المدرب يواخيم لوف ، مثلما كان الحال في الفريق الألماني للشباب تحت 21 عاما ، الذي توج بلقب كأس الأمم الأوروبية العام الماضي في الوقت الذي كان يحمل فيه سامي خضيره شارة قيادة الفريق.
وخطى خضيره إلى المنتخب الألماني الأول وكذلك الحال بالنسبة لأوزيل (21 عاما) الذي أدهش مدربه في فيردر بريمن توماش شاف بالمستوى الرائع الذي قدمه في مباراة ألمانيا أمام أستراليا في ديربان.
وولد أوزيل في مدينة جيلسنكيرشن الصناعية ، لأبوين تركيين ، وبدأ مسيرته في نادي شالكه قبل أن ينتقل بشكل مثير للجدل إلى بريمن ، ليتهم اللاعب ووالده بالجشع. وفي سن العشرين ظهر للمرة الأولى في صفوف المنتخب الأسباني العام الماضي ، قبل أن يفضل اللعب لبلد منشأه بدلا من بلد عائلته. وعلى الفور لوحظ أن أوزيل لاعب مبدع كانت ألمانيا تبحث عنه لمجاورة مايكل بالاك في خط الوسط ، ولكن أدائه لم يكن دائما ثابت ويمكن أن ينحرف خارج المباراة.
وتمكن أوزيل من الازدهار في مركز لاعب الارتكاز في منتصف الملعب تحت قيادة يواخيم لوف ، الذي يتبع حاليا طريقة 4/5/1 ، مع وجود باستيان شفاينشتايجر وخضيره في منتصف الملعب في ظل غياب بالاك المصاب ، فيما يلعب لوكاس بودولسكي في الناحية اليسرى ، والشاب الأخر توماس مولر في الناحية اليمنى.
وحصل بودولسكي ، صاحب الهدف الأول لألمانيا في مباراة أستراليا ، على جائزة رجل المباراة ، ولكن أوزيل الذي خرج في الدقيقة 73 تلقى إشادة كبيرة ، واعتبره الكثيرون الرجل الحقيقي للمباراة.
وتميز أوزيل ببراعته في استخدام الكرة وتحركاته وسط الدفاع الأسترالي الهش ، الأمر الذي كان مؤثرا للغاية لتحقيق الفوز. وقال تيم كاهيل ، لاعب خط الوسط الأسترالي ، :"أعتقد أن عنصر الحسم كان أوزيل".
وأوضح كاهيل :"إنه لاعب رائع وبالطبع فإنه سيحقق أشياء رائعة للفريق الطريقة التي يفتح بها الدفاعات هي علامة مسجلة له". ولاحظ أخرون أن أوزيل ربما يكون لاعبا لم يعرفه الكثيرون قبل المونديال ، وقال المدافع الإنجليزي جيمي كاراجر :"الفريق الألماني كان مذهلا ، يواخيم لوف قام بمهمة رائعة ومسعود أوزيل كان مبهرا".
وأشاد المهاجم الألماني ميروسلاف كلوزه ، المولود في بولندا ، والذي يعد واحد من الجيل السابق للاعبين ذوي الخلفية الأجنبية ، بالتأثير الذي أحدثه أوزيل.
وقال :"دائما ما بحثنا عن الرقم 10 الساحق ووجدناه الآن..مسعود ترك بصمته في الفريق الألماني ، إنه مكسب حقيقي لنا". وأعرب لوف عن سعادته بتطور أداء أوزيل ، ولكنه حذر من أن الطريق نحو العظمة الحقيقية ، طويل وصخري".
وأضاف لوف :"أن تكون لاعبا من طراز عالمي يتطلب الكثير من التطور والحاجة إلى الثبات عبر أعوام عديدة ولكن مسعود بلا شك لديه ما يكفي لتحقيق النجومية". وهناك 11 من أصل 23 لاعبا بقائمة المنتخب الألماني ، إما ولدوا خارج ألمانيا أو ولدوا في ألمانيا و لديهم تجربة مع الهجرة ، وهو مثل العدد الذي شارك في صفوف المنتخب الألماني الذي توج بلقب كأس الأمم الأوروبية للشباب تحت 21 عاما في العام الماضي.
وأغلب الجيل الصغير من اللاعبين ولد ونضج في ألمانيا ، بما في ذلك أوزيل وخضيره ومدافعا هامبورج جيرومي بواتينج ودينيس اوجو ، وهما أيضا من نتاج المنتخب الألماني للشباب تحت 21 عاما.
وأكد لوف أن اللاعبين أمثال أوزيل ، والمهاجم المولود في البرازيل كاكاو "باعتبارهم أحد أركان الأمة ومع وضع النسر على قميصهم فإنهم يقدمون أقصى ما بوسعهم لألمانيا حتى وإن كانت لهم جذور مختلفة". وأضاف :"في بلدان أخرى من الطبيعي للاعبين الأجانب أن يتم دمجهم داخل الفريق ، إنها أيضا رسالة ، ليس فقط لكرة القدم ولكن للحياة بشكل عام ، تركز على أننا يمكننا العيش معا ونحقق الأشياء الرائعة سويا".
ومن جانبه ، قال خضيره ، لاعب خط وسط شتوتجارت ، المنحدر من أم ألمانية وأب تونسي :"رغم أصولي التونسية فإنني اعتبر نفسي مواطنا ألمانيا منذ زمن بعيد..والدي أيضا فخور لأنني ألعب باسم ألمانيا". وأكد اوجو ، المولود في كارلسروه لأب نيجيري ، أن قرار اللعب في ألمانيا بلد منشأه كان قرارا سهلا.
وكذلك لم يكن بواتينج ، المولود في برلين من أم ألمانية وأب غاني ، لديه أي شك في انتمائه لألمانيا، ولكن أخيه غير الشقيق الذي شارك أيضا مع المنتخب الألماني تحت 21 عاما تحول الآن إلى صفوف المنتخب الغاني.