«السعودية» .. في سباق مع رياح التغيير (1 من 2)

حققت الخطوط الجوية العربية السعودية «السعودية»، خلال السنوات القليلة الماضية، إنجازات حضارية ملحوظة وملموسة في مجال خدمات النقل الجوي في السعودية على المستويين المحلي والدولي، ما مكنها من أن تتبوأ مركزاً مرموقاً على مستوى منطقة الشرق الأوسط والعالم، في مجال خدمات النقل الجوي.
من بين أبرز التطورات الأخيرة، التي شهدتها «السعودية»، توجهها نحو تحديث وتطوير قدرات أسطولها الجوي الحالي، ليتواكب مع النمو الهائل والمطرد في سوق النقل الجوي في المملكة، إذ تقدر نسبة نمو السوق بنحو 4.4 في المائة سنوياً، وذلك نتيجة لعدة اعتبارات، من بينها الازدهار الاقتصادي الذي تعيشه المملكة، والزيادة المطردة في نمو عدد السكان، كما أن ضعف ومحدودية وسائل النقل العام الأخرى في المملكة بشكل عام، خلق طلبا غير عادي على خدمات النقل الجوي في المملكة، وبالذات في ظل محدودية عدد شركات الطيران المحلية العاملة في المملكة، التي كما هو معروف لا يتجاوز عددها ثلاث شركات، إذ تشير الإحصائيات إلى أن عدد المسافرين، الذين نقلتهم الخطوط الجوية العربية السعودية بلغ نحو 17.7 مليون مسافر في عام 2008، وإضافة إلى النمو المطرد في نقل المسافرين جواً في المملكة، هناك نمو مطرد آخر في خدمات الشحن الجوي، حيث تشير الإحصائيات، إلى أن حجم سوق الشحن الجوي في المملكة يقدر بنحو 500 مليار ريال، وينمو بمعدلات تتجاوز 20 في المائة سنوياً.
يوم 17 أيار (مايو) 2010، يعد بالنسبة للخطوط السعودية، بمثابة نقطة تحول حقيقية نحو الأفضل والأحسن، حيث تسلمت في هذا اليوم الطائرة الأولى من طراز إيرباص (A330 - 300)، في حفل أقيم بهذه المناسبة، في مقر شركة إيرباص في مدينة تولوز الفرنسية، ويأتي تسلم «السعودية» هذه الطائرة، ضمن خطتها الاستراتيجية، وكما أسلفت، الرامية إلى تحديث أسطولها الجوي من خلال التعاقد على شراء طائرات جديدة من أفضل ما أنتجته مصانع الطائرات في العالم، التي تأتي في مقدمتها شركتا إيرباص وبوينج، حيث تعاقدت «السعودية»، في وقت سابق وبالتحديد في عام 2007، مع شركتي إيرباص وبوينج على شراء 70 طائرة جديدة مختلفة الأحجام والمواصفات، منها 35 طائرة من طراز 320، و15 طائرة من طراز إيرباص 321، وثماني طائرات من طراز إيرباص (300-A330 )، و12 طائرة من طراز بوينج 777، وقد تسلمت السعودية حتى الآن عشر طائرات من طراز إيرباص (A320)، إضافة إلى تسلمها الطائرة الأخيرة من طراز إيرباص (A330 - 300).
تجدر الإشارة إلى أن الطائرة الأخيرة من طراز إيرباص (A330 - 300)، التي تسلمتها السعودية في التاريخ المذكور، تتميز بكفاءة تشغيل عالية، واتساع ورحابة المقصورة الخاصة بالركاب، بهدف تأمين أقصى درجات الراحة والاسترخاء الممكنة للركاب، حيث تتسع الطائرة لـ 298 راكبا، موزعين على درجتين، 36 مقعداً على درجة الأعمال، و262 مقعداً على درجة الضيافة، كما أنه يوجد على الطائرة ما يعرف بنظام الـ ON Air، الذي يتيح للركاب على متن الطائرة، بعد أخذ موافقة الجهات المختصة في المملكة على تشغيله، استخدام هواتفهم النقالة أثناء الرحلة، بما في ذلك استخدام الإنترنت، كما أن الطائرة مزودة بإمكانات إسعافية هائلة، للتعامل مع الحالات الإسعافية الطارئة أو متى ما اقتضت الحاجة لنقل المرضي على النقالات الطبية المخصصة لذلك، وإضافة إلى ذلك فإن الطائرة مزودة بأفضل تقنيات العصر السمعية والمرئية، التي تتيح للركاب الاستمتاع بمشاهدة المواد المرئية الخاصة بهم في جو مفعم بالخصوصية، ولعل الأهم من ذلك وذاك، فإن الطائرة مزودة بمكان مخصص للصلاة، يتسع لعشرة مصلين في وقت واحد، يمكن الركاب من أداء الصلاة بيسر وسهولة، هذا إضافة إلى وجود تجهيزات على الطائرة لذوى الاحتياجات الخاصة. أخيراً وليس آخراً، تتميز الطائرة بوجود أنظمة متقدمة للتحكم الإلكتروني ومساحات أكبر للشحن، تتوافق مع الأنظمة العالمية ذات الحجم العريض Wide Body، فضلاً عن تميزها بسعة أكبر للأرفف العلوية، إلى جانب المقاعد المناسبة، التي توفر مستوى أفضل من الراحة للمسافرين.
إن اكتمال الأسطول الجديد لـ «السعودية» خلال عام 2012، سيمكنها من التعامل مع أحد أبرز التحديات التي تواجهها، المتمثل في تقادم عمر الأسطول الحالي، وانتهاء العمر الافتراضي لعدد من الطائرات وخروجها من الخدمة، بما في ذلك ارتفاع تكاليف الصيانة، لكون الطائرات الجديدة عند دخولها الخدمة ستحتاج إلى صيانة دورية اعتيادية، وليس لإصلاح الأعطال أو لاستبدال وتغيير قطع الغيار.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي