ملتزمون بشراكتنا مع السعوديين.. واكتشفنا أن 800 طبيب يدرسون في كندا

ملتزمون بشراكتنا مع السعوديين.. واكتشفنا أن 800 طبيب يدرسون في كندا
ملتزمون بشراكتنا مع السعوديين.. واكتشفنا أن 800 طبيب يدرسون في كندا
ملتزمون بشراكتنا مع السعوديين.. واكتشفنا أن 800 طبيب يدرسون في كندا
ملتزمون بشراكتنا مع السعوديين.. واكتشفنا أن 800 طبيب يدرسون في كندا

استضاف نادي «الاقتصادية» الصحفي مساء الثلاثاء الماضي ديفيد تشاترسون السفير الكندي لدى المملكة العربية السعودية وذلك للحديث في محاضرة بعنوان المملكة وكندا.. إعادة الاكتشاف حيث تضمن الحديث العلاقات الاقتصادية والسياسية وعمقها التأريخي بين البلدين باعتبار السعودية وكندا من الدول ذات الثقل السياسي والاقتصادي على مستوى العالم من خلال المنظمات الدولية والقارية والإقليمية.

وفي بداية المحاضرة أعرب السفير تشاترسون عن عميق تقديره وسروره لإتاحة الفرصة له هذا المساء للحديث للحضورعن كنـدا والسعودية والإمكانيات التجارية الواعدة الماثلة أمامنا.

وقال ديفيد إن هدفي من الحديث في هذه الندوة يأتي من شقين، الأول هو أنني أود أن أوضح لماذا أرى أن كنـدا لديها الكثير لتقدمه للمملكة العربية السعودية؟ مشيرا إلى أنهم ملتزمون بشراكة مفيدة لكلا الطرفين على المدى البعيد.

والهدف الثاني أنني أردت أن أتحدث عن كنـدا وعن القيم الكندية وذلك لتعرفوا المزيد عنا نحن الكنديين.

#2#

ماذا تعرفون عن كندا؟

وذكر السفير ديفيد ''أن أحد أهدافي هو أن أوضح لكم ما هي كنـدا؟ ومن الكنديون؟ وذلك لتكتشفوا أكثر ماذا يعني أن يكون الشخص كنديا، وهنا أود أن أتحدث قليلا عن بعض القيم المهمة بالنسبة لكندا''.

في سنة 1867 أضاف أبو الاتحاد الكندي، أضاف للدستور جملة ''السلام، النظام والحكومة الرشيدة''.

وقد حددت هذه الجملة القيم الكندية بشكل يمكن مقارنته بجملة ''الحرية, المساواة والأخوة'' في فرنسا, أو ''الحياة والحرية والسعي لتحقيق السعادة'' في الولايات المتحدة.

هذه الكلمات تعرب عن خيار كنـدا وتفضيلها فيما يتعلق بوضعها السلمي عبر تطور بلادنا كدولة.

وتعرف كندا بكونها أحد أكثر البلاد تسامحا وانفتاحا وديمقراطية في العالم. وأصبحت التعددية الثقافية الأساس في تأكيد إيماننا وعقيدتنا بأن جميع المواطنين متساوون. إننا نؤكد قيم الكرامة لكافة الكنديين، دون النظر إلى العنصر أو العرق أو اللغة أو الدين.

وشدد ديفيد على أن كنـدا هي بلاد المهاجرين وهي ما زالت ترحب بنحو 250 ألف مهاجر في العام.

#3#

مشيرا إلى أن أكثر من 18 في المائة من سكان كنـدا هم مهاجرون من الجيل الأول. وقد تمخض عن أعداد المهاجرين مجتمع وثقافة تتفهمان وتحترمان التنوع والاختلاف.

وقال ''إننا نستفيد بشكل كبير من المساهمات الاقتصادية والاجتماعيـة والثقافية للمهاجرين''. هذا، وتدعم كندا موقعها التنافسي في السوق العالمية بزيادة القوى العاملة الماهرة, وفي الوقت نفسه تحافظ على تعهدنا والتزامنا بالإنسانية وبالعائلة.

وفي مجال الثقافة والفنون، قدمت كنـدا أكثر من نصيبها من الفنانين والنحاتين والشعراء والروائيين والموسيقيين. و''تاريخيا تأثرت ثقافتنا بالثقافة والتقاليد الأوروبية, وخاصة الفرنسية والبريطانية. ومع مرور الأيام، تم دمج عناصر الثقافة الخاصة بشعب ''الأبوريجينال'' والسكان المهاجرين في الثقافة الكندية السائدة''.

في حقل الرياضة, يفضل الكنديون لعبة كرة القدم (وهذه ليست كرة القدم السائدة المعروفة، ولكن النسخة الكندية من كرة القدم الأمريكية), كما يفضلون كرة السلة وكرة المضرب والهوكي وكرة الجليد. الهوكي هي رياضة الشتاء الرسمية, بينما لعبة اللاكروس، التي أصلها يعود إلى شعوب الأبوريجينال، فهي أقدم رياضة لدينا وهي تعد الرياضة الصيفية الرسمية.

#4#

كنـدا في قلب الحدث رغم بعدها

على الرغم من أن كنـدا تعد من الناحية الجغرافية بعيدة عن الشرق الأوسط , إلا أنه كان لدينا حضور سياسي وعسكري في المنطقة منذ عقود.

فإحدى المهام الأولى لكندا في المنطقة حدثت في سنة 1956 خلال أزمة السويس. في تلك الفترة تفاوض ليستر بيرسون، الذي كان حينئذ وزير الدولة الكندي للشؤون الخارجية وأصبح بعدها رئيسا للوزراء، للتوصل لحل دبلوماسي للأزمة, ومنح جائزة نوبل للسلام على جهوده في إيقاف القتال.

وأيضا, شاركت كنـدا في حرب الخليج الأولى سنة 1991. فعندما غزت العراق الكويت شاركت كنـدا مع قوة تحالف ضمت 35 دولة عملت كلها بتكليف من منظمة الأمم المتحدة, لتحرير الكويت. وقد أدى أكثر من أربعة آلاف جندي وضابط من القوات الكندية خدمتهم في المنطقة. وبعد أن انتهت الحرب بقيت القوات الكندية في المنطقة كجزء من مهمة حفظ السلام للأمم المتحدة.

وتعتبر كندا مؤيدا قويا لعملية السلام في الشرق الأوسط، وهي تشارك بنشاط وفاعلية في العملية متعددة الأطراف وتسهم بشكل مهم في برامج المساعدات في المنطقة.

وأكد السفير تشاترسون بقوله إننا نعترف بحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم ونؤيد وندعم قيام دولة مستقلة, ذات سيادة وقابلة للحياة, دولة ديمقراطية فلسطينية ذات حدود متصلة, وذلك كجزء من تسوية سلام شاملة وعادلة ودائمة.

أيضا، إن كندا تؤيد وتدعم حق إسرائيل في العيش بسلام مع جيرانها داخل حدود آمنة وحقها في تأكيد أمنها.

بالنسبة لأفغانستان، هناك نحو 2850 جنديا وضابطا من القوات الكندية، إلى جانب 121 مسؤولا مدنيا.

إن كنـدا تعمل ضمن الجهود التي تقودها دول الناتو لمساعدة أفغانستان لإعادة بناء بلادهم لتعود بلدا مستقرا، بلدا ديمقراطيا ومجتمعا يعتمد على نفسه. ومنذ 2002، قتل نحو 146 كنديا في أفغانستان.

العلاقات الثنائيـة

وأوضح السفير الكندي من خلال نقاطه التي سردها في المحاضرة أنه منذ 25 عاما، بدأنا سلسلة من الإصلاحات الأساسية التي قوت اقتصادنا، حيث اجتزنا 20 عاما، متواصلة من العجز المالي لـ 12 عاما من الفائض في الميزانية.

ومثل السعودية مرت كنـدا أخيراعبر مشكلات اقتصادية لكننا خرجنا منها سالمين نسبيا وعدنا إلى نمو اقتصادي قوي بنسبة 3 في المائة.

ويرى المنتدى الاقتصادي العالمي والمنتديات الأخرى - يرون أن كنـدا تحتل الرقم واحد في العالم في القطاع المصرفي. ونمتلك أكبر ستة بنوك على مستوى العالم.

وأضاف لقد حققت الأعمال التجارية والمالية الكندية النجاح والازدهار في الأسواق العالمي.

فمن المحتمل أن تكونوا قد سمعتم عن بعض الشركات الكندية الكبرى التي تحقق جميعها النجاح في السعودية، مثل شركة بومباردييه وشركة ريسيرتش إن موشن وشركة إس إن سي لافـالان وفنادق فور سيزونزو فيرمونت.

لكنكم ربما لا تعلمون أن مجموعة إم إم إم الكندية نالت شرف اضطلاعها بمسؤولية القيام بإعداد الخطة الرئيسية لإنماء مكة المكرمة والمدينة المنورة، وأن الكنديين هم الذين وضعوا التصاميم الخاصة بالمتحف الوطني في الرياض ومشروع إعادة تأهيل وادي حنيفة.

ربما لا تعلمون أيضا أن كندا لها 42 من شركات التعدين و45 شركة للطاقة تعمل بالتمويل الشخصي في السوق, تصل قيمتها نحو مليار دولار أو أكثر، ومئات المشاريع الصغيرة الأخرى.

ويمكنني أن أصف العلاقات الثنائية بين بلدينا بأنها علاقات لا قدرات محددة لها, على الرغم من أنه لم يتم تحقيق الكثير منها بالقدر الكافي بعد.

لهذا السبب كان عنوان كلمتي اليوم هو كنـدا والمملكة ــ عصر إعادة الاكتشاف. فقد بدأنا أخيرا إعادة اكتشاف كل منا الآخر وقد أحب كل منا ما وجده.

وذكر أن لدى القطاعين الخاص والعام في كنـدا الكثير مما يمكن أن يقدماه السعودية. لقد تمكنتم حتى الآن من اكتشاف جزء من قطاعي الطب والصحة.

فالمملكة ترسل أطباء لكنـدا للدراسة في مستوى ما بعد التخرج أكثر مما ترسلهم لأي بلد آخر - وهناك الآن نحو 800 طالب طب في كنـدا.

الآن تكتشفون الميزات والقدرات التعليمية لكنـدا. إنني أتوقع أن يزداد عدد الطلاب الذين يدرسون في كنـدا هذا العام أكثرعشرة آلاف طالب.

إن الوعي يزداد في كلا الجانبين. فالآن نرى عددا أكبر من الزيارات بين بلدينا من قبل وزراء ورجال أعمال. إننا نتطلع بشوق للترحيب بالسعودية في اجتماع زعماء دول مجموعة العشرين التي تستضيفها كنـدا في حزيران (يونيـو) المقبل.

وكشف السفير الكندي أنهم يقومون حاليا ببحث إعادة إطلاق اجتماعات اللجنة الاقتصادية الكندية ـ السعودية المشتركة التي اعتدنا عقدها في السابق.

إلا أنه يعتقد، هذه المرة, أن اجتماعات اللجنة ستشرف عليها القطاعات الخاصة من كلا البلدين وليس من قبل حكومة كل من البلدين.

لقد قامت كل من مؤسسة تنمية الصادرات الكندية والمؤسسة التجارية الكندية، بإعادة اكتشاف المملكة. فهاتان المؤسستان تقدمان اعتمادات تأمين للصادرات وخدمات توفير المشتريات، كما تقومان بتوفير المشتريات فيما يتعلق بالاتفاقيات بين الحكومة الكندية والحكومات الأخرى، والتي تصل قيمتها إلى ستة مليارات دولار في السنة.

وقال إن ثقافة الكنديين تتركز بشكل أكبر حول العلاقات وليس الصفقات. وهكذا، فإن نقطة البداية بالنسبة لنا هي أن نحدد أولا احتياجات وطلبات السوق وبعدها نقوم بتحديد الشركات الكندية التي يمكنها أن تقدم الحلول التي تبحثون عنها.

ففي سفارتنا في الرياض لدينا ثمانية خبراء، وهم لديهم القدرة على إيجاد وتحديد الشركات الكندية التي يمكنها توفير البضائع والخدمات والتقنية ومجالات الاستثمار التي تطلبونها وتبحثون عنها.

لدينا طريقة جديدة في مساعدة رجال الأعمال. فشركة بليكس, التي هي واحدة من شركات المحاماة الأولى في كنـدا قد فتحت مكاتب لها في مدينة الخبر في السعودية وفي المنامة في مملكة البحرين وهكذا, سيتاح للأعمال التجارية والمالية الآن حرية الوصول إلى خدمات ممتازة لا تغطي فقط المملكة العربية السعودية والبحرين وكنـدا ولكن تغطي كافة أرجاء منطقة مجلس التعاون لدول الخليج العربي, وبحق, كافة أرجاء العالم.

الكنديون والسعوديون يعيدون اكتشاف كل منهم الآخر

وفي ختام المحاضرة قال السفير ديفيد تشاترسون إنه يأمل أن يكون قد وفق في شرح ماهية بلاده كنـدا، وفي مساعدتكم اكتشاف ما معنى أن يكون الشخص كنـديا, مشيرا إلى أن السعودية هي شريكة لكنـدا، سواء في التجارة أو الشؤون الإقليمية. وإن الفهم المتبادل واكتشاف ما هو مهم للشخص الآخر سيعزز تلك الشراكة.

وعلى الرغم من ذلك, فإنني أشك في أن الكنديين لا يفهمون دائما بعضا من جوانب الحياة في السعودية. فالثقافة والتقاليد الاجتماعية, بما في ذلك الحياة العائلية ودور الرجال والنساء في المجتمع, تبقى من الأسرار للكثير من الكنديين. كذلك فإن نظام الحكومة في بلادكم وتاريخكم ودوركم في المنطقة ليست معروفة بالقدر الكافي.

وأكد أن جزءا من مهمته كسفير لكندا لدى المملكة هو ''أن أفهم ماذا يجري في هذا البلد، والجزء الآخر هو أن أشرح وأوضح لكم ما هي كنـدا. إن السفير السعودي في كنـدا، أسامة السنوسي, وأنا, كلينا نعمل لزيادة الفهم بين بلدينا''.

وقال إنني أرحب بالانفتاح الجديد للسعودية وأتطلع قدما لمزيد من المناقشات والتعاون معكم.

وبعد حديث السفير الكندي فتح باب الأسئلة والتعليقات وطرح نقاط للنقاش من واقع النقاط التي ذكرتها في حديث, ومن أبرز النقاط والاستفسارات التي طرحت إعجاب معظم المشاركين في طرح الأسئلة بكندا كدولة لها تأريخ وكيان ونشاط اقتصادي ودور سياسي على المستوى الدولي.

ومن الأسئلة المهمة التي طرحت على السفير قضية صعوبة الحصول على تأشيرة دخول إلى كندا, إضافة إلى صعوبة الإجراءات حتى في حالة الموافقة الحصول على تأشيرة والتشديدات التي تؤخذ في طريق سير الحصول عليها على الرغم من تدفق الكثير من الطلاب والأسر السعودية للدراسة في كندا. إضافة إلى أسئلة متنوعة أجاب عنها السفير ديفيد بصدر رحب.

الأكثر قراءة