قطاع التجزئة.. بين التوافق والتضاد
لا يعتبر قطاع التجزئة السعودي من القطاعات المتجانسة حيث تنقسم مجموعة شركاته لقطاعات التدريب والصحة والتبضع. ونحاول من خلال طرحنا التالي إلقاء الضوء على شركات القطاع وترتيبها حسب مؤشرات الأداء. والنتائج تعكس معلومات مهمة حول الإدارة وقوة الربحية في القطاع لبعض الشركات في حين تعاني شركات في القطاع في ربحيتها ونموها.
المؤشرات المستخدمة
تم استخدام ست مجموعات من النسب المالية، وهي جاذبية الشركة للمساهمين (وهي مجموعات النسب التي تقيس الأبعاد المؤثرة في قرار المساهم)، وكفاءة الإدارة (وهي مجموعة النسب التي تقيس كفاءة التشغيل والسيطرة على المصاريف)، وجاذبية الشركة للمقرضين (توضح قدرة الشركة على الاقتراض)، والقدرة على التعامل مع الاقتصاد (من زاوية إدارة السيولة والأصول المتداولة)، والقدرة التسويقية (مجموعة النسب التي تقيس كفاءة النشاط التسويقي)، والنسب السوقية (مجموعة النسب التي تعتمد على مؤشرات سوق الأسهم). وتساعد مجموعة النسب المختارة على قياس نقاط الضعف والقوة للشركات العاملة في قطاع التجزئة وبالتالي تحديد الشركات الأقوى من الشركات الضعيفة.
#2#
جاذبية الشركة للمساهمين
تم التركيز على ستة مؤشرات هنا وهي هامش صافي الربح (وهي تقيس المتبقي من كل ريال مبيعات بعد تغطية كل المصاريف) والملاحظ أن أفضل شركة أداء هي المواساة ثم ساسكو ثم جرير وفي المؤخرة كانت ثمار ثم أسواق العثيم. والعائد على الأصول (حجم الربحية المتولدة من الأصول) وكانت الأعلى جرير ثم المواساة ثم الحكير وفي المؤخرة ثمار ثم مجموعة الفتيحي. العائد على حقوق الملاك (وتقيس حجم الربحية المتحققة للملاك) وكانت جرير الأعلى ثم الحكير ثم أسواق العثيم وفي المؤخرة ثمار ومجموعة الفتيحي. نمو الربح (يقيس حجم التحسن في الربحية) وكان الأعلى الدريس ثم جرير ثم المواساة وفي المؤخرة كانت مجموعة الفتيحي وساسكو. ونمو الربح الموزع الأعلى كانت الحكير ثم أسواق العثيم وفي المؤخرة كانت ثمار وساسكو ومجموعة الفتيحي. ونمو حقوق الملاك (حجم التحسن في حقوق الملاك) ساسكو كانت الأعلى ثم المواساة والخليج للتدريب وفي المؤخرة ثمار والحكير. نمو الأصول (حجم الزيادة خلال العام في الأصول) وكانت الحكير الأفضل ثم الخليج للتدريب فساسكو وفي المؤخرة ثمار ومجموعة الفتيحي. الملاحظ أن تبادل المواقع يحدث أحيانا والملاحظ تكرر اسم الشركات الحاصلة على المواقع المتقدمة بصورة متكررة في بعض مجموعة النسب.
كفاءة الإدارة
تم استخدام خمس مجموعات من النسب، هي نسبة المصاريف إلى الإيرادات (تقيس حجم المصاريف الكلية ماعدا الإنتاج) نجد أن الأقل هنا ساسكو ثم جرير ثم أسواق العثيم والأعلى مجموعة الفتيحي ثم الحكير. هامش إجمالي الربح (ويقيس الحجم الربح بعد خصم المصاريف الإنتاجية المباشرة هنا) ويعتبر الأفضل هنا من بين الكل مجموعة الفتيحي ثم المواساة ثم الحكير والأقل تحقيقا للهامش هنا هي أسواق العثيم وساسكو. ونسبة استغلال إجمالي الأصول (حجم المبيعات مقارنة بالاستثمارات) والأفضل هنا أسواق العثيم ثم جرير ثم الدريس والأقل هنا هو مجموعة الفتيحي ثم ساسكو. والإدارية والتسويق (وتقيس حجم مصاريف الإدارة مقارنة بالإيرادات) وكانت الأقل أسواق العثيم وساسكو ثم جرير وأعلى معدل في مجموعة الفتيحي والحكير. وأخيرا الاستهلاك إلى تكلفة المبيعات (وتقيس حجم التحميل على التكاليف) أعلى ما يكون مجموعة الفتيحي ثم الخليج للتدريب ثم الحكير والأقل جرير ثم أسواق العثيم. الملاحظ أن تبادل المواقع يحدث أحيانا والملاحظ تكرر اسم الشركات الحاصلة على المواقع المتقدمة بصورة متكررة في بعض مجموعة النسب.
جاذبية الشركة للمقرضين
وتمثل حجم التمويل من مصادر غير حقوق الملاك وتقاس بنسبتين كلاهما تؤدي نفس الغرض هنا. الأولي نسبة الخصوم إلى حقوق الملاك وجميع الشركات متفاوتة فيها هذه النسبة وتعتبر متباينة الجاذبية ولكن الأفضل هي ساسكو ثم مجموعة الفتيحي ثم المواساة والأعلى مطلوبات هي أسواق العثيم ثم الدريس. ونسبة الخصوم للأصول وتوضح بالتالي تركز المطلوبات هنا ولم يتغير ترتيب الشركات من حيث الأداء. ومن المهم أن نشير إلى أن النظرية تري أن التمويل من مصادر أخرى غير حقوق الملكية وغير مكلفة تدعم ربحية الشركة من حقوق الملاك وبالتالي في حدود معينة أفضل أن تكون هناك نسب مرتفعة من الخصوم وتصبح الشركات ذات الخصوم المرتفعة أفضل وبالتالي يكون الأفضل عكس السابق وهو المرجح.
القدرة على التعامل مع الاقتصاد
تغير الظروف الاقتصادية وخاصة في الضغوط غير الانتعاشية تلعب قدرة الشركات على التحكم في السيولة وحجم الاستثمارات والأرباح المحققة من غير النشاط الرئيسي تعتبر مهمة ولكن في الظروف الانتعاشية والتي نعيشها يعتبر التركيز هنا على النشاط الرئيسي. وحسب الجدول هناك خمسة مؤشرات وعدم توافر المعلومات حول الذمم (المدينون) تم التركيز على أربع نسب هنا. وتقيس النسبتين السيولة والتداول قدرة الشركة على الوفاء بالتزاماتها والأعلى سيولة هنا ساسكو ثم الفتيحي ثم المواساة والأدنى هنا أسواق العثيم ثم الحكير ، والأعلى تداولا هنا ساسكو ثم مجموعة الفتيحي ثم المواساة والأدنى هنا أسواق العثيم ثم الحكير. دوران المخزون (تكاليف المبيعات منسوبة للمخزون) الأفضل هنا الدريس ثم الخليج للتدريب (لا تقوم بعمل يستلزم المخزون) ثم ساسكو والأقل هنا مجموعة الفتيحي ثم جرير. وأخيرا الربح من مصادر أخرى غير النشاط الرئيسي ونجد هنا أن الأعلى هنا ساسكو ثم مجموعة الفتيحي ثم الحكير والأقل هنا المواساة ثم الدريس.
القدرة التسويقية
الملاحظ عدم توافر معلومات تفصيلية عن القطاع ونوعية المنافسة فيه وبالتالي يتم الإشارة للحصة السوقية وكونها مسيطرة ومتزايدة أو غير متزايدة، ولكن المعلومات غير متوافرة وسيتم الاستعاضة عنها بنمو المبيعات والمخزون ولن تتم الإشارة إلى نمو المدينون والتي من المفترض أن تبدأ تداول في التركيز عليها وعرضها كنوع من العمق لبيانات نمو وتحسن عمليات الشركات. وحسب بيانات تداول نجد أن أعلى نمو مبيعات تحقق في شركة الحكير ثم الدريس ثم المواساة وأدناها أي أقلها توسعا في المبيعات مجموعة الفتيحي ثم ساسكو ثم ثمار (هناك شركات توسعت ونمت أعمالها وشركات تراجعت وقد تكون نتيجة لتراجع السوق أو لنموه ولكن كصورة عامة ينظر إليها بشكل إيجابي لنموها وسلبي في حال تراجعها). نمو المخزون عادة وعلى المدى القصير ينظر إليه عكس السابق أي سلبي ويدعم التصور السابق. وحسب السابق أعلى نمو مخزون لشركة تتأثر به عدا الخليج للتدريب هي الدريس ثم المواساة (مستشفى) وأقلها هنا ثمار ثم مجموعة الفتيحي ويبدو هنا أن الأرقام لا تعطي انعكاسا واضحا حول النمو.
النسب السوقية
هذه المجموعة من النسب تربط بين النظرة للسهم وأداء السهم وبالتالي تقييم المستثمرين لها. وتم استخدام أربعة معدلات أو نسب هي ربح السهم ونسبة القيمة السوقية للدفترية ومكرر الربح والربح الموزع. حققت جرير أعلى معدل ربحية للسهم تلاه المواساة ثم أسواق العثيم وأقل معدل ربحية في ثمار ثم مجموعة الفتيحي فساسكو. وكانت نسبة القيمة السوقية للدفترية أعلى ما يكون في جرير ثم ثمار ثم أسواق العثيم فالمواساة وأقلها مجموعة الفتيحي فساسكو. وأعلى مكرر للربح نجده هنا في مجموعة الفتيحي ثم ساسكو وأسواق العثيم وأقلها (أفضلها) نجده في الحكير والدريس. وأعلى توزيعا للربح نجده هنا في جرير ثم الحكير وأسواق العثيم ولم توزع أرباح كل من مجموعة الفتيحي وساسكو وثمار.
#3#
#4#
مسك الختام الترتيب
الملاحظ أن الأعلى ترتيبا هي شركة جرير تلاها المواساة ثم الحكير ثم ساسكو ثم الخليج للتدريب ثم الدريس ثم أسمنت العربية وأسواق العثيم ثم مجموعة الفتيحي في المؤخرة ثمار. وذلك في ضوء المؤشرات السابقة والملاحظ هو عدم التناسق بين الشركات في القطاع واتساعه وربما مع دخول شركات جديدة للسوق نجد هذا القطاع ينقسم لعدد من القطاعات. والترتيب المقدم لا يعكس ترتيبا إلا إذا كان من زاوية الربحية فقط على الرغم من وجود جوانب قوة في المؤشرات الأخرى لكنها لا تعكس المطلوب.