الرياض تعيد الحياة إلى شرايين «وادي حنيفة» وتعمق المفاهيم البيئية
الرياض تعيد الحياة إلى شرايين «وادي حنيفة» وتعمق المفاهيم البيئية
دخلت الرياض مرحلة جديدة من العمل البيئي المنظم وذلك عندما أطلق الأمير سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض مشروع تطوير وادي حنيفة الذي يمتد على مسافة تزيد عن 80 كيلو متراً، بعد إكمال الهيئة العليا أعمال تطويره، كما افتتح سبعة مواقع من عناصر المشروع، ضمت متنزهات مفتوحة، ومحطة المعالجة الحيوية للمياه. وأوضح المهندس عبد اللطيف آل الشيـخ عضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض رئيس مركز المشاريع والتخطيط في الهيئة، أن مشروع التأهيل البيئي لوادي حنيفة، يمثل إحدى ثمار الرعاية والدعم والمتابعة من أمير الرياض .
في مايلي مزيد من التفاصيل:
رعى الأمير سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، ظهر يوم أمس الأول الإثنين 20 ربيع الآخر1431هـ، افتتاح مشروع تطوير وادي حنيفة الذي يمتد على مسافة تزيد على 80 كيلو متراً، بعد إكمال الهيئة العليا أعمال تطويره، كما افتتح سبعة مواقع من عناصر المشروع، ضمت متنزهات مفتوحة، ومحطة المعالجة الحيوية للمياه.
وأوضح المهندس عبد اللطيف بن عبد الملك آل الشيـخ عضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض رئيس مركز المشاريع والتخطيط في الهيئة، أن مشروع التأهيل البيئي لوادي حنيفة يمثل إحدى ثمار الرعاية والدعم والمتابعة من قبل الأمير سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض والأمير سطام بن عبد العزيز نائب رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، حفظهما الله، لكل جزء من أجزاء مدينة الرياض، وإحدى صور عناية الهيئة الدائمة بالموارد البيئية وتطويرها لضمان وتعزيز رفاه العيش لأجيال الحاضر مع المحافظة على حقوق الأجيال في المستقبل.
#2#
بدأ الحفل بعرض فيلم وثائقي عن مشروع تطوير الوادي، تلا ذلك القيام بجولة في بعض أجزاء المشروع، استمع سموه ومرافقوه إلى شرح من المهندس عبد اللطيف آل الشيـخ عن عناصر المشروع ومكوناته وما اشتمل عليه من إنشاءات وتجهيزات وتقنيات.
وأثناء الجولة تفضل الأمير سلمان بإزاحة الستار عن اللوحات التذكارية للمشروع وعناصره المختلفة.
وبين المهندس عبد اللطيف آل الشيـخ أن الهيئة انطلقت من تبنيها لهذا المشروع الأكبر من نوعه في المنطقة من منطلق الأهمية الكبيرة والقيمة الاستراتيجية لوادي حنيفة الذي يمثل رئة مدينة الرياض ومصرف المياه الأكبر في نطاقها الحضري، مشيراً إلى أن الوادي عانى خلال فترات ماضية تدني المستوى الحضري له، وانتشار أنشطة واستعمالات غير ملائمة لطبيعته.
#3#
## اختلال في التوازن الطبيعي
أوضح عضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض أنه مع الازدهار الحضري الذي شهدته مدينة الرياض خلال العقود الماضية فقد واكب هذا النمو العمراني والاقتصادي المتسارع لمدينة الرياض، مع غياب التنظيمات المناسبة لحماية الوادي، نشوء ظواهر سلبية أخذت في التراكم على وادي حنيفة، تركزَت بشكل أكبر على الأجزاء المحاذية لعمران المدينة، وتمثّل في عدة مظاهر، أبرزها: اختلال مناسيب المياه في الوادي، وتكوّن الحفر في جوانبه، وتوسع الأحياء السكنية في شعابه دون اعتبار لمناسيب الوادي، ونظام جريان الماء فيه، فضلاً عن تراكم المخلفات والنفايات في أرجائه، وظهور عدد من الأنشطة الصناعية الملوثة لمياهه كالمدابغ والمسالخ، الأمر الذي تسبب في انتشار مخلفات المحروقات والمواد «الهيدروكربونية» في الوادي.
كما أن تراكم هذه المظاهر السلبية أدى إلى اختلال النظام المائي للوادي، واستنزاف موارد المياه الأرضية من جهة، وتلوّثها من جهة أخرى، وتكوّن المستنقعات والبرك الآسنة والبحيرات «عالية السمَية» وارتفاع منسوب المياه السطحية، في الوقت الذي شهدت فيه الحياة الفطرية في الوادي اندثاراً تدريجياً، وتناقصاً في البيئة الحيوانية، وانحسار الغطاء النباتي الطبيعي الملائم لبيئة الوادي، وتقلّص النشاط الزراعي.
#4#
## التطوير عبر مبدأ الحماية
بيـّن عضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض رئيس مركز المشاريع والتخطيط في الهيئة، أن الهيئة بادرت إلى تبني جملة من الإجراءات والتنظيمات التي تهدف إلى إيقاف المصادر الرئيسة للتدهور في بيئة وادي حنيفة، لوقف عملية التدهور المتواصلة منذ عقود، تمهيداً للبدء بتأهيل الوادي، وإطلاق برامج التطوير المختلفة.
وقال «بدأت الهيئة إجراءاتها لوقف التدهور في الوادي بإقرار مبدأ «الحماية البيئية» للوادي، واعتبار محيطه محمية بيئية، ومنطقة تطوير خاصة تحت إشراف الهيئة، أتبعتها بإجراءات تنفيذية شملت: نقل الكسارات والمصانع إلى مواقع بديلة خارج الوادي، ووقف أنشطة نقل التربة من الوادي، وتنظيم حملات تنظيف متكررة لأجزاء الوادي المتداخلة مع عمران المدينة، جرى خلالها تنظيف وإزالة المخلفات مما مساحته عشرة ملايين متر مربع، وإزالة نحو نصف مليون طن من النفايات ومخلفات البناء».
## خطة استراتيجية شاملة
لكون إعادة تكوين الوادي جغرافياً وطبيعياً وبيئياً تتطلب خطة استراتيجية شاملة، ذكر المهندس عبد اللطيف آل الشيـخ أن الهيئة العليا توّجت عنايتها بالوادي بوضع «المخطط الشامل لتطوير وادي حنيفة» ليكون بمثابة الأساس الذي ستُبنى عليه بقية المشاريع التطويرية التنفيذية الحكومية والاستثمارية.
وكان من عناصرها إطلاق مشروع التأهيل البيئي لوادي حنيفة، الذي سيمثل الأساس الذي تُبنى عليه بقية المشاريع التطويرية التنفيذية الحكومية والاستثمارية التي تضمنتها الخطة الاستراتيجية الشاملة للوادي.
#5#
## تأهيل بيئي مستديم
عمل المشروع على تحقيق محورين أساسيين:
* يرمي الأول إلى إعادة وادي حنيفة إلى وضعة الطبيعي كمصرف لمياه الأمطار والسيول وللمياه الدائمة الجريان الواردة إلى الوادي من عدة مصادر من المدينة، وجعل بيئته الطبيعية خالية من الملوثات والمعوقات التي تحول دون إطلاق آليات التعويض الطبيعية في الوادي، وازدهار بيئته النباتية والحيوانية, وإعادة تنسيق المرافق والخدمات القائمة بحيث تتناسب مع بيئته.
* يعمل المحور الآخر على توظيف الوادي بعد تأهيله ليكون إحدى المناطق المفتوحة المتاحة لسكان المدينة، الملائمة للتنزه الخلوي من خلال إضافة الطرق المناسبة والممرات وبعض التجهيزات الضرورية.
#6#
## 3 مستويات للمياه
اشتمل المشروع على جملة من الأعمال، من بينها تسوية مجاري المياه، وفق ثلاثة مستويات مختلفة من تصريف المياه الجارية، وهي: مستوى المياه الدائمة الجريان التي تتغذى من شبكات تخفيض المياه الأرضية في المدينة، ومن شبكات تصريف السيول, وأُعدّ لهذا المستوى قناة مفتوحة للمياه دائمة الجريان مدعمّة بالتكوينات الصخرية و«الهدارات» للمساعدة على معالجة المياه، والحفاظ على قدرتها التصريفية طوال العام وذلك بطول 57 كيلو متراً، بعرض متسع نسبياً يصل في بعض الأجزاء إلى ستة أمتار وبعمق يبلغ 1,5 متر.
ومستوى السيول الموسمية التي تجري في الوادي في مواسم الأمطار, حيث جرى تسوية بطن الوادي بميل دائم باتجاه الجنوب, وميل عرضي باتجاه القناة الدائمة.
كما جرى تدعيم حوافّ الأودية في بعض النقاط الحرجة, وتدعيم الخدمات والمرافق القائمة في بطن الوادي, بحيث تتحمل غمر مياه السيول.
والمستوى الذي يختص بالفيضانات التي تحدث في الدورات المناخية كل 50 سنة تقريباً، ونظراً لكونها نادرة الحدوث، تمثلت تجهيزاتها في وقف تعدي الحيازات الخاصة على مجاري السيول, وإزالة الردميات الضخمة من بطن الوادي والشعاب المغذية له.
## نظام معالجة طبيعي للمياه
بهدف المزج بين متطلبات المشروع الوظيفية والمعايير البيئية الصارمة التي وضعها المخطط الشامل لتطوير الوادي، تبني مشروع التأهيل البيئي آلية جديدة لمعالجة المياه الجارية في الوادي، تستند إلى نظام معالجة طبيعي غير كيماوي، يعتمد على إيجاد البيئة المناسبة في المجرى المائي لوجود وتكاثر الأحياء الدقيقة التي تستمد غذاءها من المكونات العضوية وغير العضوية في المياه.
وقد جاء اختيار هذا النظام الطبيعي لمعالجة المياه نتيجة انخفاض تكلفته التشغيلية، فضلاً عن كونه وسيلة طبيعية تتواءم مع بيئة الوادي، فهو يعمل على تكوين دورة كاملة للسلسلة الغذائية الهرمية لمجموعة من الكائنات الحية التي يمكن أن تعيش في المياه، بحيث يكون المصدران الأساسيان في العملية الحيوية هما ضوء الشمس والأوكسجين، اللذان يساعدان على نمو الأحياء الدقيقة والطحالب، التي تتغذى بدورها بالكائنات الحية المختلفة المنتشرة في المياه بدءا بالبكتيريا وانتهاءً بالأسماك والطيور.
وسيمكن المشروع من الاستفادة من المياه المصروفة إلى الوادي على مدار العام، عن طريق معالجتها وإعادة استخدامها بشكل آمن في الأغراض الزراعية والصناعية والحضرية.
## محطة للمعالجة الحيوية
في الإطار ذاته، تم اختيار، بطن الوادي المحاذي لـ «ميدان الجزائر» في الجزء الجنوبي من مدينة الرياض لاحتضان «محطة المعالجة الحيوية للمياه» التي تبلغ مساحتها أكثر من 100 ألف متر مربع, وتهدف إلى زيادة طول جريان المياه، ومن ثم تزويدها بالهواء لزيادة نسبة الأوكسجين فيها، وذلك للمساهمة في نمو الكائنات الحية التي تتخلص من ملوثات المياه.
وتمتاز المحطة بقدرتها العالية على المعالجة نظراً لاحتوائها على عدد كبير من الهدارات في مجموعات وأحواض متصلة بقناة المياه الأساسية في المحطة، يبلغ عددها 140 خلية، كل خلية بطول 30 متراً، وبعرض ستة أمتار وبعمق مترين, كما زودت خلايا هدارات المحطة جميعها بأنظمة تهوية كهربائية للمياه في حوض الهدارة، لزيادة فاعلية المعالجة، وبالتالي زيادة نسبة الأوكسجين الذائبة في الماء.
#7#
## ممر للخدمات العامة
كما تضمن المشروع إعادة تنسيق المرافق العامة في محيط الوادي، لتحسين وضعها بما يتلاءم ووضعه الجديد ومتطلباته البيئية الحساسة، عن طريق تحويل جميع خطوط المرافق الهوائية إلى خطوط أرضية بالتنسيق مع الجهات المسؤولة عنها.
وكذلك تحديد منطقة ممتدة بطول الوادي، تكون ممراً لخطوط المرافق المحلية المارة عبر بطن الوادي، وتغذي الجهات المستفيدة بالخدمات عبر هذا الممرّ بحسب مواصفات محددة. وحددت في هذا الممر مسارات للخدمات العامة (مياه شرب، كهرباء، هاتف) عبر خرائط تفصيلية.
## طرق صديقة للبيئة
جرى خلال المشروع إنشاء طريق للسيارات بطول بلغ نحو 43 كيلو متراً بدءا من سدّ العلب في الدرعية شمالاً إلى طريق المنصورية، وبعرض يراوح بين ستة وتسعة أمتار، وضع في مسار جانبي من بطن الوادي, بحيث يكون محاذياً لممرّ الخدمات، ولا يسير في المنتصف كإجراء احترازي لحماية الطريق من السيول، كما جرى إنشاء 22 جسراً ومعبراً عند تقاطع الطريق مع القناة، وتزويد الطريق بمختلف العلامات المرورية التحذيرية والإرشادية والتوجيهية، التي بلغ عددها أكثر من 730 لوحة تساهم في توجيه وتعريف مرتادي الوادي بما يحتويه من معالم بيئية وطبيعية وخدمات وما يكتنزه الوادي من مواقع بيئية وتراثية.
كما جرى تنفيذ عبّارات على الطريق للوصول إلى الأودية الفرعية، وبعض مداخل المزارع التي تقع فوق قناة المياه الدائمة الجريان، وهو ما أدّى إلى تحسين نقاط الاتصال بين مدينة الرياض والوادي.
كما اشتملت أعمال تحسين شبكات الطرق وتطويرها في المشروع على أعمال الإنارة في محاذاة طريق السيارات وممرات المشاة، عبر تركيب 2500 عمود إنارة، إضافة إلى 600 وحدة إنارة للجسور ومناطق متفرقة من الوادي، إلى جانب تنفيذ مصليات في الأماكن التي لا تتوافر فيها مساجد، وتنفيذ 30 مبنى لدورات المياه للرجال والنساء موزعة على طول الوادي، فضلاً عن إنشاء مواقف جانبية للسيارات تتسع لأكثر من ألفي سيارة، وتجهيز مواقع للأكشاك وحاويات المخلفات.
## ممرات معبدة بالصخور
أما ممرات المشاة فتمتد بطول 47 كيلو متراً، في أبرز المناطق الجمالية المتوافرة على طول الوادي إضافة إلى ممرات مرصوفة بطول 7,4 كيلو متر، وجرى اختيار مواقعها في محيط التكوينات الصخرية البديعة والمناطق المشجرة، وبالقرب من مجاري المياه، مع مراعاة سهولة الوصول إلى هذه الممرات عبر مواقف السيارات المنتشرة حول الضفتين.
وتتكون ممرات المشاة من مسارات ترابية مرصوفة بشكل يسمح بالحركة الراجلة، وعربات الأطفال والمعوقين، وهي محمية بأكتاف من التكوينات الصخرية تعمل كمحددات للممرات، ومزودة بأماكن للجلوس ومواقع مهيأة كاستراحات للتنزه.
## النبات يكسو الوادي مجدداً
وصولاً إلى إيجاد بيئة نباتية تلائم بيئة الوادي انطلقت عملية إعادة الغطاء النباتي في مشروع تأهيل وادي حنيفة على عدد من الأسس، من أبرزها: إعادة غرس النباتات التي سبق أن كانت من مكونات الوادي في السابق، واعتماد مستوى تشجير بكثافة يمكن الحفاظ عليه بقدرات الوادي الطبيعية الذاتية من مياه سطحية وجوفية. وقد تم في هذا المجال غرس 30,000 شجرة صحراوية في بطن الوادي، وغرس نحو 7000 نخلة، ونقل 2000 شجرة صحراوية إلى الوادي كأشجار الطلح والسمر والأثل، وغرس 50,000 شجيرة عن طريق الاستزراع من البذور والشتلات الجاهزة.
## 5 متنزهات مفتوحة
تضمن مشروع التأهيل البيئي، إضافة إلى تأهيل بطن الوادي، إنشاء خمسة متنزهات مفتوحة ضمت : متنزه سد العلب الذي يحتوي على ممرات للمشاة بطول 5,5 كيلو متر، وجلسات للمتنزهين تشمل 93 جلسة، ومواقف للسيارات على جوانب الطريق تتسع لـ 200 سيارة، إلى جانب رصيف للمشاة بطول كيلومترين مزود بالإنارة والتشجير.
ومتنزه سد وادي حنيفة حيث زود بـ 27 جلسة للمتنزهين، وممر للمشاة بطول 5,6 كيلومتر، ومتنزه السد الحجري الذي تبلغ مساحة بحيرته نحو عشرة آلاف متر مربع وبعمق يصل إلى مترين، وتم رصف محيط السد بممرات للمشاة بطول 4,5 كيلومتر، وتنفيذ جلسات للمتنزهين حول البحيرة.
كما ضمت المتنزهات، متنزه بحيرة المصانع، التي زودت بممرات للمشاة بطول أربعة كيلومترات، وبلغ عدد جلسات المتنزهين 22 جلسة فيما تبلغ مساحة البحيرة 40,000 متر مربع، بعمق يصل إلى عشرة أمتار، وكذلك متنزه بحيرة الجزعة الذي تبلغ ممرات المشاة المقامة فيه 5,5 كيلومتر، وزود بـ 37 جلسة للمتنزهين، فيما بلغت مساحة البحيرة 35 ألف متر مربع، بعمق يصل إلى ثلاثة أمتار.
#8#
## حماية المواقع التاريخية
في هذا الصدد، سنت الهيئة ضوابط عمرانية لتطوير المواقع التاريخية في الوادي، من شأنها حفظ خصائصه العمرانية وتطويرها ثقافياً وبيئياً واجتماعياً، وربطها بالأحياء المحيطة بالوادي، وحماية المناطق التاريخية من امتداد الممتلكات الخاصة عليها، وتوظيف خصوصياتها التاريخية والعمرانية، فضلاً عن أعمال الصيانة المباشرة لأعمال التشجير والتنسيق، وتحديد أهداف الرعاية للوادي، والمشاركة الطوعية من قبل الأفراد والمؤسسات.
## مواصفات لأسوار الملكيات
وفي الإطار ذاته، وضعت تصاميم ومواصفات لأسوار المزارع القائمة، وبخاصة الأجزاء الظاهرة لمرتادي الوادي، أو المشرفة على بطن الوادي لتحقيق التجانس المطلوب بين عناصر الوادي الطبيعية، حيث وُضعت هذه المواصفات وفق شروط عامة، ومواصفات فنية، من بينها تلبيس السور بحسب الحدود الموضحة في صك الملكية، ومراعاة التقليل من فروق الارتفاعات بين أسوار المزارع المتجاورة، وتلبيس جميع الأسوار المطلة على الوادي مباشرة، والأسوار الداخلية بحجر الرياض، واستخدام موادّ متجانسة مع لون الحجر ضمن مقاسات معيَّنة، ووضع فتحات في أسفل الأسوار عند مواقع جريان السيول، وتلافي جعل زوايا الأسوار حادة، واعتماد شكل البناء التقليدي.
وتطمح الهيئة من خلال هذه الإجراءات إلى المحافظة على العمارة التقليدية في الوادي، على اعتبارها عمارة تراثية عريقة، مع التأكيد على الأدوار التي يتولاها الملاك والمواطنون في المحافظة على هذا التراث العمراني.
## ضوابط بيئية
على الصعيد ذاته، وضعت الهيئة ضوابط بيئية توفر الأسس اللازمة للتجدد البيئي وصحة البيئة ونوعية الحياة في وادي حنيفة، لمراقبة وتقييم تأثير التطوير وتلوث الماء والهواء والتربة في البيئة، إضافة إلى زيادة الوعي والثقافة البيئية لدى السكان.
## قاعدة معلومات جغرافية
تيسيرا للوصول إلى المعلومات والبيانات ومخرجات الدراسات البيئية المختلفة، التي تشكلت لدى الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض عن وادي حنيفة بشكل خاص والمدينة بشكل عام، أنشأت الهيئة «قاعدة المعلومات الجغرافية لوادي حنيفة والمعلومات البيئية» لتساهم في دعم اتخاذ القرار البيئي، وأعمال المتابعة والرصد للمتغيرات والتعديات في الوادي، وذلك عبر استخدام تقنيات نظم المعلومات الجغرافية GIS وأحدث برامج تشغيل وتصفح قواعد المعلومات.
## جوائز عالمية يحصدها المشروع
من جهة أخرى، حصد مشروع التأهيل البيئي لوادي حنيفة، عديدا من الجوائز العالمية كغيره من برامج التطوير التي تبنتها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، فقد نال المخطط الشامل لتطوير وادي حنيفة اهتمام وإعجاب كثير من الخبراء والمختصين في مختلف دول العالم، مما أهلّه للحصول على جائزة مركز المياه في واشنطن في الولايات المتحدة الأمريكية كأفضل خطة لتطوير مصادر المياه على مستوى العالم لعام 2003م، من بين 75 مشروعا قدمت من 21 دولة.
وقد تم عرض هذا المخطط في المؤتمر السنوي لمركز المياه الذي عقد في مونتريال في كندا حينها، حيث اعتبرت لجنة التحكيم المكونة من عدد من الخبراء يمثلون مختلف دول العالم، أن «هذا المشروع يمثل بادرة رائدة في المخططات الشاملة»، كما وصف المخطط بأنه «مشروع عالمي ويضع معايير عالمية جديدة»، وأثني في المؤتمر على الرؤية المستقبلية والدقة المتناهية التي اتسم بها المشروع.
كما فاز مشروع التأهيل البيئي لوادي حنيفة بالمركز الثاني والجائزة الذهبية في جانب المشاريع البيئية في جائزة مؤسسة الجائزة العالمية للمجتمعات الحيوية في لندن في بريطانيا لعام 2007م.
من بين أكثر من 260 مدينة من أنحاء العالم كافة في حقل المدن، ترشح منها للمنافسة النهائية للجائزة 39 مدينة، كما رشح للجائزة 160 مشروعاً في حقل المشاريع بشقيها البيئي والإنشائي، ترشح منها للمنافسة النهائية للفوز بالجائزة 29 مشروعاً.