صور من أشكال العنف ضد المرأة

صور من أشكال العنف ضد المرأة

تحمل لنا الصحف كل يوم مفاجآت جديدة لصور متعددة من صور العنف ضد المرأة تكتسي في غالبيتها طابعي الغرابة والاشمئزاز بل و تثير فينا الخشية من الغد الآتي ومما يخبئه لنا من مفاجئات أخرى لاتخطر على البال في هذا الزمن الرديء للمرأة العربية التي عادت لتوئد من جديد ولكن بشكل مختلف وبمسميات أخرى وضعها وحورها نفر من الناس تجردوا من إنسانيتهم إلى ابعد مدى .
وأول تلك المفاجئات وليست الأخيرة طبعا هي قصة الطفلة اليمنية( نجود ) الحاصلة على لقب أصغر مطلقة عندما زوجت وهي سن الثامنة برجل يكبرها بأربعة أضعاف عمرها والأسوأ من ذلك رفض مجموعة من المحسوبين على علماء الدين في اليمن والذين غالبيتهم ينتمون إلى المعارضة ومن المغرر بهم من المواطنين البسطاء ، على الرغم من تأييد اتحاد نساء اليمن وكل المنظمات النسوية والإبداعية اليمنية لسن مثل هذا القانون الذي يمنع زواج الصغيرات قبل سن الثامنة عشرة ، وطبعا القصة ليست جديدة فلقد وجدت قبلا هنا في المملكة عندما قام احد الآباء بتزويج طفلته ليستولي على مهرها كونه يمر بضائقة مالية وكأنها الحل الأخير لفك هذه الضائقة مثلها مثل أي قطعة أثاث ثمينة أو سيارة يحتفظ بها لمنفعته في اليوم الأسود! مستبدلا القرش في المثل المعروف بالبنت ليصير( البنت البيضاء في اليوم الأسود ) !!! وما يعنينا هنا في المملكة أن يلتزم الجميع بتطبيق قرار عدم تزويج الإناث قبل سن الثامنة عشرة و تشديد العقوبات على كل من يخالف هذا القرار حماية للقاصرات من احد أسوأ أنواع العنف ضد المرأة وهو الزواج بالإكراه لطفلة لا تزال قاصرة ولا تستطيع التمييز بين ما ينفعها أو يضرها.
ولا يختلف اثنان على أن زواج القاصرات يمثل وجهاً آخر للعنف الجسدي أو الضرب فالضرر حاصل وليس بالضرورة أن يكون ضربا بالعصا حتى يصبح عنف جسدي لأن تزويجها في هذا السن يعرضها للعنف بشكل آخر يتمثل بالمشقة التي تتحملها في الزواج وهي لم تزل صغيرة غير مكتملة النمو هذا بالإضافة إلى خطر حصول حمل وبالتالي سوف يؤدي إلى مضاعفات في الولادة هذا إذا لم تؤدى إلى الوفاة.
ولكم صعقت عند معرفتي بما تعرضت له مبتعثة سعودية من قبل زوجها في حادثة أخرى من حوادث العنف ضد المرأة لأنها رفضت أن تلد في المملكة وقررت أن يكون ذلك في أمريكا بسبب وضع صحي رافقها إثناء الحمل وكان رد الزوج المعنوي ومساعدته لها هو الضرب المبرح الذي استيقظ على أثره الجيران لفزعهم من هذه الواقعة الكريهة.
وكما نعلم أن الضرب بالذات طريقة لا يقرها أي دين أو ملة سواء كانت ضرب رجل لرجل أو رجل لامرأة حتى وان كان العكس فهو مرفوض ولكي نتجنب حدوث العنف ضد المرأة بشكل عام والقاصرات منهن بشكل خاص يجب أن تسن القوانين الصارمة التي تحمي صغيرات السن من الزوج المبكر و تحفظ حقوق بقية النسوة وعد م السماح بتعنيفهن تحت أي مبرر ورفع فكرة العنف من عقليات بعض الرجال بكل أشكالها وصورها، فلا تعطي القوة الجسدية الرجل الحق في أن يضرب امرأة ولو كانت مذنبة لأن هذا قانون الغاب ولو جرت المعادلة بهذه الطريقة فعلى المرأة أن تستأجر رجالاً أقوياء أشداء يلقنون ذلك الرجل درسا في العنف يجعله ينسى اسمه ونوعه الاجتماعي ونعود على اثر ذلك آلاف السنين للوراء إلى حياة الكهوف!!
ويحق لنا بعد كل ذلك أن نرفع صوتنا عاليا والقول أن العنف ضد المرأة قضية أزلية لا تنتهي ولن تنتهي ما لم يكن هناك قانوناً يحمي المرأة المعنفة وليس هذا فحسب بل أن تكون هناك جمعيات خاصة بحماية المعنفات من النساء سواء كن قاصرات أو راشدات تستقبلهن وتوفر لهن السكن والأمن والأمان لديها بل أتمنى أيضا مساعدتهن على رفع دعاوى قضائية ضد مرتكبي العنف بحقهن بحيث يسبق ذلك وجود خط ساخن على مدار 24 ساعة لاستقبال البلاغات كي لا تقع المرأة فريسة سهلة لكل من أراد أن يمرن عضلاته عليها بالضرب حينا أو بيعها بحفنة من المال.

الأكثر قراءة