يونس: «الاستثمار الاجتماعي» سينقذ الاقتصاد العالمي
يونس: «الاستثمار الاجتماعي» سينقذ الاقتصاد العالمي
طرح الدكتور والمصرفي العالمي محمد يونس، رئيس بنك جرامين للفقراء في بنجلادش أمام نادي «الاقتصادية الصحفي» صيغة اقتصادية جديدة لإدارة الاقتصاد العالمي بعد أن تعرض النظام الرأسمالي لأسوأ أزمة في تاريخه، وإنقاذه من الهزات التي تعترض طريقه، وتخليص العالم من الفقر كمحصلة إضافية، عبر دمج العمل الاستثماري بالعمل الاجتماعي، وجعله أسلوب عمل لكل الأنشطة التجارية في العالم.
وقال البرفيسور يونس وهو الحائز جائزة نوبل للسلام في اللقاء الذي جمعه بعدد من الاقتصاديين السعوديين في الـ21 من آذار( مارس) الجاري في الرياض، أن دمج الحاجات الإنسانية بالعمل الاستثماري يخدم أغراضا كثيرة ليس أقلها التنمية الاجتماعية والاقتصادية بطريقة أقل تكلفة وأكثر جدوى.
في مايلي مزيد من التفاصيل:
طرح الدكتور والمصرفي العالمي محمد يونس، رئيس بنك جرامين للفقراء في بنجلادش أمام نادي «الاقتصادية الصحفي»» صيغة اقتصادية جديدة لإدارة الاقتصاد العالمي بعد أن تعرض النظام الرأسمالي لأسوأ أزمة في تاريخه، وإنقاذه من الهزات التي تعترض طريقه، وتخليص العالم من الفقر كمحصلة إضافية، عبر دمج العمل الاستثماري بالعمل الاجتماعي، وجعله أسلوب عمل لكل الأنشطة التجارية في العالم.
وقال يونس وهو الحائز جائزة نوبل للسلام في اللقاء الذي جمعه بعدد من الاقتصاديين السعوديين في 21 آذار ( مارس) الماضي في الرياض، إن دمج الحاجات الإنسانية بالعمل الاستثماري يخدم أغراضا كثيرة ليس أقلها التنمية الاجتماعية والاقتصادية بطريقة أقل تكلفة وأكثر جدوى.
#4#
وأضاف «ما زال الباب موارباً أمام هذا النوع من العمل على الصعيد الدولي لعدم تحقيقه أرباحا عالية وكافية كتلك التي تجنيها المؤسسات والبنوك الرأسمالية من وراء خلق المال بالمال وعلى الورق فقط».
وبين يونس أن العمل الاجتماعي الذي يتحول مع مرور الوقت إلى استثمار مربح، أو الأعمال التي تركز على خدمة المجتمع ليست حكرا على الدول الفقيرة، فالحاجة إليها موجودة أيضا في الدول الغنية، فهناك العشرات من الأفكار التي تندرج تحت صيغة الاستثمار الاجتماعي، ومنها تقليل البطالة وبناء المساكن وتطوير التجمعات الفقيرة في تلك البلدان، مشيرا إلى أن ذلك من شأنه رفع مستوى الناتج القومي للدولة ما يعني رفع مستوى غناها.
وتناول الدكتور يونس, وهو خبير اقتصادي, خلال اللقاء الذي استمر قرابة ساعتين, تاريخ الأفكار والأعمال التي أطلقها قبل سنوات وأصبحت مثار اهتمام العالم، حيث أكد في بداية اللقاء أن السعادة التي تحققها أعماله تتفوق على أي سعادة يحققها من وراء جني المال.
وقال» في الأعمال الاجتماعية الأرباح القليلة كافية, بل إن تغطية التكاليف هي أهم الأرباح, لأن الربح الحقيقي هو في إنقاذ إنسان ما من الجوع والضياع.
اللقاء تطرق إلى كثير من الجوانب الاقتصادية والمصرفية ومفهوم العمل الاجتماعي كما يراه «فيلسوفه», إضافة إلى بعض مداخلات ورؤى جمع من كتاب «الاقتصادية» الذين حضروا اللقاء وزادوه ثراء.. وإليكم المحصلة:
## بداية اللقاء
#2#
استهل يونس اللقاء بإعطاء الحضور صورة عن البدايات، حيث قال إن البنك الذي بدأ في بنجلادش عام 1976 فقط بـ 27 دولارا من جيبه الخاص، الآن لدى البنك أكثر من ثمانية ملايين مقترض، 97 في المائة منهم من النساء.
وقال سبقه أفكار صغيرة ومتواضعة انتهت بتأسيس البنك الذي يعد إحدى المؤسسات الرائدة في مجال الإقراض متناهي الصغر للفقراء في العالم، ولا سيما النساء، مشيرا إلى أنه الذي أسس مفهوم الإقراض متناهي الصغر التي تراوح بين 50 و150 دولارا، وقد تم استخدامه لإيجاد سبل أكثر ابتكارا لمساعدة الفقراء من خلال مفهوم العمل الاجتماعي.
وأضاف «أنا سعيد أن عملي اعترف به العالم كله، وأنه أعطى شيئا للعالم.. ونتيجة وسمعة لبنجلادش، وأنا فخور لأننا قدمنا شيئا للعالم..
#3#
وخلق فرص عمل لأعداد كبيرة من الناس للخروج من الفقر وخلق ظروف لسلام دائم.
يقول بعد ذلك «أنشأت مركز يونس، وهو مكرس للعمل من أجل خلق عالم خال من الفقر. والهدف الأسمى للمركز هو وضع حد للفقر في كل منطقة، القرية والمدينة والمقاطعة والبلد، ولا سيما عن طريق إشراك الشباب المحلي في اختيار الأعمال التي ننفذها التي يبرعون فيها».
ويتابع «إن تطبيق الأعمال الاجتماعية كمفهوم استثماري يمكن أن يخلص العالم من الفقر.. حقق نتائج مبهرة في بنجلادش وإذا مورس في جميع أنحاء العالم يمكن أن يغير طريقة الناس في القيام بالأعمال التجارية وقتل الأنانية ونكران الذات, التي هي من السمات المشتركة بين البشر».
## طريقته في الاستثمار
أبدى يونس اعتزازه الكبير بأن يكون في زيارة إلى المملكة وأن يلتقي مجموعة من النخب السعودية لتبادل الأفكار والنصائح والخبرات في كل الأمور ذات العلاقة بالشؤون الاقتصادية والأعمال الاجتماعية التي تواجه العالم ككل أو في السعودية والمنطقة العربية من جانب وشعوب آسيا الفقيرة.
تناول يونس تصاعد أهمية الفكرة التي تبناها في طريقة العمل الاقتصادي عبر التركيز على العوائد الاجتماعية لأي استثمار ومدى تحقيقه فوائد اقتصادية تأكدت أهميتها بعد ما شهده العالم أخيرا من أزمات مالية وغذائية متلاحقة.. ويقول «إن أبسط الطرق تتمثل في أن تبدأ الاستثمار بالتفكير إلى جانب تحقيق الأرباح في المجالات التي ما زال المجتمع في حاجة إليها, والتي هي بالتأكيد فرص استثمارية.. ووضع قائمة لها ثم التعامل معها وفق القدرات التي تمتلكها، مثلا إن كانت مشكلة مدينة أو قرية ما هي البطالة فإن بناء مصنع أو مشروع جديد وخلاق يعتمد على مهارات السكان والمزايا التي تتمتع بها القرية، فإن النجاح سيكون حليفك بنسبة 99 في المائة «.
وأضاف «وعندما تكون المشكلة صحية كما حدث معنا.. قمنا بتصنيع منتج دمج فيه عديد من الفيتامينات لكن بطرق أقل تكلفة ومن ثم عمدنا إلى بيعه بأسعار رخيصة في الأحياء الفقيرة وحققت الأفكار الأرباح والعائد الاجتماعي».
## الانتشار العالمي
أشار يونس إلى أن العمل تطور.. فأسس شركة جرامين الأمريكية، وهي مؤسسة للقروض الصغيرة تنتشر في عدد من المدن الأمريكية، ويقع مقرها في نيويورك ، ثم بدأ العمل في التوسع بناء على الطلب فافتتح فرعين آخرين في منطقة كوينز وبروكلين، نيويورك، مشيرا إلى أن الاستعدادات جارية لفتح فرع رابع لجرامين الأمريكية في سان فرانسيسكو في آب (أغسطس) من هذا العام.
وأضاف «إننا في حاجة ماسة إلى معالجة قضايا البطالة والاعتماد على خلق فرص عمل من خلال القروض الصغيرة.
وكنت سعيداً بأن تتيح لي زيارة المملكة الفرصة لعقد اجتماع مع الدكتور عبد الله العثمان مدير جامعة الملك سعود، حيث تم الاتفاق على تأسيس كرسي جامعي للأعمال الاجتماعية في الجامعة برئاسة البروفيسور يونس، يعد الأول من نوعه على مستوى الجامعات في المملكة والمنطقة.
وقال يونس إن مفهوم العمل الاجتماعي يمكن أيضا أن يطبق في المملكة العربية السعودية.. «كل ما عليكم القيام به هو تحديد قائمة المشكلات التي تواجه الناس في منطقتكم .. لا تحتاجون إلى حل جميع المشكلات، وهذا ليس ممكنا، تناول مشكلة واحدة والتصدى لها، ذلك من شأنه أن يساعد على تأسيس شركة تجارية اجتماعية وخلق فرص عمل لبعض الناس، ويمنحك أقصى قدر من الارتياح بعد أن تتمكن من القيام بشيء ما.
#5#
## مداخلات الكتاب .. ويونس
بعد تلك المقدمة التي أنصت لها الحضور كثيرا, تفاعل المشاركون في لقاء «نادي الاقتصادية الصحفي» مع الضيف.. حيث كانت البداية من الدكتور عبد الله القويز الذي أثنى على طريقة تفكير الدكتور يونس وعلى استضافة «الاقتصادية» هذه الشخصية», الذي تساءل عن الجوانب السلبية لهذا النشاط أو العوائق التي تواجهه.. فكان رد يونس «أي عمل يكتنفه كثير من العوائق لكن النجاح يكمن في التغلب على تلك العوائق, وهذا ما حدث مع النشاط الذي قمنا به، فيما رد على سؤال مشابه حول: من عدو مفهوم العمل الاجتماعي؟ فقال يونس «ليس هناك أعداء دائمون، الذين ربما هم أعداء الآن قد يتحولون إلى أصدقاء في وقت لاحق».
وأعطى يونس مثالا على «إمام المسجد في بنجلادش»، الذي وصف مفهوم الأعمال الاجتماعية التي يقوم بها باعتبارها منافية للإسلام، من حيث إنها تشجع المرأة على أن تصبح سيدة أعمال، مشيرا إلى أن هذا الإمام نفسه «اقتنع بعد فترة بأهمية دور سيدات الأعمال في تخليص المجتمع من الفقر وتخليص العائلات من المرابين.
وقال «عاد لي بعد فترة وأعطى موافقته الكاملة على مفهوم العمل الاجتماعي ومشاركة المرأة في ذلك، كما كان معاونا لنا بأن بنك جرامين هو أفضل بنك إسلامي في البلاد».
#7#
وفي سؤال: كيف تحقق تلك الشركات عوائد تبقيها على قيد الحياة؟ قال يونس الشركات الاجتماعية هي مؤسسات تجارية مسجلة مثل شركة تجارية، كما لديها اجتماعات عامة سنوية واجتماعات حملة الأسهم، وتصدر أيضا قائمة موازين أصولها، والاستثمارات، والأرباح، والفرق الوحيد هو أن كل حصة المساهمين من الأرباح بالتساوي.. والشركات يمكن استرداد استثماراتها الأولية في الأعمال الاجتماعية.
لقد تعاونا مع شركات عملاقة مثل «دانون» وغيرها حيث لدينا مشروع مشترك مع شركة دانون المنتجة للألبان قدمنا من خلالها ملايين الوجبات المحصنة من الزبادي للقرويين الذين يعانون سوء التغذية، وآخر مع شركة باسف للمنتجات المعالجة كيماويا، والناموسيات لحماية الناس من البعوض الذي يحمل الملاريا، وأخرى لا تزال مع شركة إنتل لتقديم حلول تكنولوجيا المعلومات في القرى الريفية.
وردا على سؤال من مطشر المرشد، كاتب اقتصادي، حول ما إذا كانت الحكومة يمكن أن تعارض مفهومه في طريقة العمل، قال يونس: «المشاريع الاجتماعية هي مشاريع تجارية بالكامل من قبل الأفراد، والقطاع الخاص.. ليس هناك دور للحكومة في الواقع، وأود أن أقول إنه على الحكومات أن تكون بعيدة عنا.
بوسعنا أن نفعل أفضل من دونهم. وزارة الرعاية الاجتماعية ينبغي أن تكرس نفسها لأنشطة الرعاية الاجتماعية.
وردا على سؤال آخر عما إذا كانت الأعمال الاجتماعية تعد تمييزا دينيا أو طبقيا أو عقديا .. قال يونس: «ليس هناك أي تمييز على الإطلاق.. والعمل موجّه إلى قطاعات الشعب المختلفة سواء كانت غنية أو فقيرة، ومن جميع الأديان».
وقال يونس إن السلام الدائم لا يمكن تحقيقه إلا إذا تمكنت جماعات كبيرة من السكان من إيجاد سبل عيش كريمة تمكنها من الخروج من دائرة الفقر.. والقروض المتناهية الصغر هي إحدى تلك الوسائل.
التنمية تأتي من الأسفل، كما تخدم في دفع الديمقراطية وحقوق الإنسان، ووفقا له، فإن كل فرد واحد على وجه الأرض لديه القدرة والحق في أن يعيش حياة كريمة.
#8#
وفي سؤال من الكاتب محمد الأسمري حول سبب تركيز القروض على المرأة, قال: البنك أعطى معظم قروضه للنساء، لأنهن أكثر ذكاء والتزاما من الرجال في إدارة الأعمال التجارية الاجتماعية، كما أنها توظف عوائدها بصورة رئيسة على الأطفال والأسرة.. أما الرجال ومن خلال تجربتنا فإن لهم اهتمامات أخرى عارضة وهكذا لم يكونوا جادين في أي من مجالات العمل الاجتماعي.
وتابع «بنجلادش تغيرت تماما.. أولئك الذين زاروا البلاد منذ 25 عاما من شأنهم إن ذهبوا الآن أن يجدوا فرقاً كبيراً .. النساء اللائي لم يتعاملن مع المال في يوم ما .. وكنّ خجولات في ممارسة الأعمال التجارية، أصبحن الآن في الصدارة.. بحيث بات 97 في المائة من المقترضين من البنك من النساء وهن جميعا منخرطات في العمل وخدمة المجتمع وأنفسهن.. بعضهن بدأن العمل باقتراض ستة دولارات والآن تقترض ما يصل إلى 16 ألف دولار، ثم يوضح أن نجاحها باعتبارها سيدة الأعمال الاجتماعية.
وزاد في مداخلة أخرى بعد سؤال من محمد بن عبد الله القويز ومداخلة من عبد الله القحطاني، من هيئة السوق المالية «مفهوم العمل الاجتماعي أصبح ذا شعبية كبيرة نظرا لعدد من الأسباب.
والأعمال الاجتماعية والمؤسسات التجارية ليست منظمة خيرية.. هو كيان تجاري، لكن جميع مساهميها كسبوا ما يعادل الاستثمار فيها.. لا تهدف إلى الربح التجاري، لأنها تعمل دون مصالح أنانية لكن مع ارتياح تام. «يمكنك فتح مركز الغذاء مع الاستثمارات الصغيرة وتوفر فرص عمل لخمسة أشخاص.
يمكنك تكرار مثل هذه المراكز، وبالتالي توفير فرص عمل لعدد أكبر من الناس، وبهذه الطريقة يمكنك معالجة مشكلة البطالة».
## «أجفند» والرؤية الاجتماعية
ناصر بكر القحطاني المدير التنفيذي لبرنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية (أجفند)، الذي رافق الضيف، أكد من جانبه في أكثر من مداخلة أن مفهوم يونس للأعمال الاجتماعية هو المنطق الذي تسير عليه كل أعمال «أجفند»، بحيث يتم التركيز على تطوير القدرات العملية للفقراء عبر المشاريع التي تدعم الإنتاج وتحقق الاكتفاء.
وأوضح القحطاني أن من ثمار الشراكة الاستراتيجية لـ «أجفند» مع البروفيسور يونس تعريب الفكرة من خلال إنشاء بنك للإقراض متناهي الصغر في الأردن، وهو أول بنك في هذا المجال في المنطقة العربية .. ونتيجة للنجاح الذي حققه البنك تم نقل الفكرة وتطبيقها في اليمن، حيث تمكن البنك بعد إنشائه من تأهيل 130 من الخريجين العاطلين عن العمل وتدريبهم ليصبحوا ضباط إقراض هم الآن الكوادر التي تقود أعمال البنك من نجاح إلى نجاح .. وليس ذلك فحسب بل إن الشراكة الاستراتيجية امتدت وتوسعت حيث جرى إنشاء عدد من بنوك الإقراض متناهي الصغر في البحرين ومصر وسورية، إلى جانب دولة سيراليون في غرب إفريقيا، ويعمل «الأجفند» ضمن خطته لتعميم فكرة إنشاء البنك في دول عربية أخرى.
## المشكلة في الاقتصاد العالمي
بعد مشاركة بالرأي والتساؤل من الدكتور محمد بكر وطلعت حافظ، أكد الدكتور يونس أن المشكلة التي لم يتخلص منها الاقتصاد العالمي حتى وقتنا الراهن هي عدم تركيزه على حقوق الإنسان في العمل الاقتصادي، مشيرا إلى أننا عندما نستطيع دمج حقوق الإنسان في النظام الاقتصادي العالمي، فإننا سنحقق أفضل نموذج اقتصادي عرفه التاريخ.
وهنا يضيف» لقد نجحت كل أعمالنا لأننا نركز على رعاية الفقراء، وتغطية التكاليف، كما أننا ركزنا على المرأة والطفل بوصفهما العمود الفقري للأسرة.. في الواقع أن جعل الحاجات الضرورية رخيصة للفقراء عملية سهلة ومربحة عبر إزالة التكلفة الإضافية مثل أسلوب التغليف وطريقة التوزيع .. تلك كانت ركيزة عملنا التي تحولت فيما بعد إلى تأسيس بنك وشركات يونس وبنك جرامين حيث أظهرت أنه حتى أفقر الفقراء يمكنهم العمل من أجل تحقيق التنمية الخاصة بهم.. النمو الاقتصادي والديمقراطية السياسية لا يمكن أن تحققا كامل إمكاناتهما إلا إذا كان النصف من الإناث يشارك على قدم المساواة مع الرجال.
#6#
وحول تأثير الأزمة العالمية في أعمال بنك جرامين ..قال يونس إن الأزمة لم تطل أنشطتهم في بنجلادش أو في بعض دول العالم مثل أمريكا بأي تأثير لأنها كانت نشاطات حقيقية.. نعم كانت أزمة أسعار الغذاء مشكلة لكن الأزمة المالية لم تكن كذلك..بل إنني كنت في الولايات المتحدة وأشاهد بعض البنوك المجاورة تعاني الأمرين فيما نحن نعمل بشكل جيد.
# من هو محمد يونس؟
#9#
البروفيسور محمد يونس أستاذ الاقتصاد السابق في جامعة شيتاجونج إحدى الجامعات الكبرى في بنجلادش، ومؤسس بنك جرامين Grameen Bank، وحاصل على جائزة نوبل أخيرا..
ولد محمد يونس عام 1940 في مدينة شيتاجونج Chittagong، التي كانت تعد في ذلك الوقت مركزًا تجاريا لمنطقة البنغال الشرقي في شمال شرق الهند، كان والده يعمل صائغًا في المدينة، وهو ما جعله يعيش في سعة من أمره فدفع أبناءه دفعًا إلى بلوغ أعلى المستويات التعليمية، غير أن الأثر الأكبر في حياة يونس كان لأمه «صفية خاتون» التي ما كانت ترد سائلاً فقيرًا يقف ببابهم، التي تعلّم منها أن الإنسان لا بد أن تكون له رسالة في الحياة.
في عام 1965 حصل على منحة من مؤسسة فولبرايت لدراسة الدكتوراه في جامعة فاندربيلت Vanderbilt في ولاية تينيسي الأمريكية، وفي فترة وجوده في البعثة نشبت حرب تحرير بنجلادش (باكستان الشرقية سابقا) واستقلالها عن باكستان (أو باكستان الغربية في ذلك الوقت)، وأخذ يونس من البداية موقف المساند لبلاده في نجلادش في الغربة، وكان ضمن الحركة الطلابية البنجالية المؤيدة للاستقلال، التي كان لها دور بارز في تحقيق ذلك في النهاية.
وبعد مشاركته في تلك الحركة عاد إلى بنجلادش المستقلة حديثا عام 1972 ليصبح رئيسًا لقسم الاقتصاد في جامعة شيتاجونج، وكان أهالي بنجلادش يعانون ظروفًا معيشية صعبة، وجاء عام 1974 لتتفاقم معاناة الناس بحدوث مجاعة قُتل فيها ما يقرب من مليون ونصف مليون.
وبسبب تفاقم أوضاع الفقراء في بلاده، مضى يحاول إقناع البنك المركزي أو البنوك التجارية بوضع نظام لإقراض الفقراء دون ضمانات، وهو ما دعا رجال البنوك إلى السخرية منه ومن أفكاره، زاعمين أن الفقراء ليسوا أهلا للإقراض.
لكنه صمم على أن الفقراء جديرون بالاقتراض، واستطاع بعد ذلك إنشاء بنك جرامين عام 1979 في بنجلادش لإقراض الفقراء بنظام القروض متناهية الصغر التي تساعدهم على القيام بأعمال بسيطة تدر عليهم دخلا معقولا, وحصل على جائزة نوبل للسلام عام 2006.
في 24 حزيران (يونيو) 2008 احتل المرتبة الثانية بعد الأول المفكر التركي فتح الله كولن ضمن أبرز المفكرين على مستوى العالم، وفي قائمة 20 شخصية أكثر تأثيرا على مستوى العالم الإسلامي لعام 2008، في استطلاع دولي أجرته مجلتا «فورين بولسي» و»بروسبكت» الأمريكية والبريطانية على التوالي.