مجمع الأمير سلطان للتأهيل.. شاهد على اهتمام ولي العهد بالمعوقين
مجمع الأمير سلطان للتأهيل.. شاهد على اهتمام ولي العهد بالمعوقين
نجح مركز الأمير سلطان بن عبد العزيز لتأهيل المعوقين في الدمام في مساعدة أكثر من 22 ألف مراجع استقبلهم المركز خلال سنواته السبع الماضية, وهي عمر المركز, ويمثل ركيزة مهمة في تأهيل المعوقين على مستوى دول الخليج العربي.
وجاءت مبادرة الأمير سلطان بن عبد العزيز في إنشاء المركز, لخدمة المعوقين في المنطقة الشرقية والدول المجاورة, وتأهيلهم ودمجهم في المجتمع, استمرارا لمبادراته الإنسانية الدائمة, حيث تمثل الإعاقة مشكلة إنسانية موجودة في كل المجتمعات على حد سواء, , كما أنه يمكن تقييم المجتمع وتطوره بعدد العوامل التي يمكن من خلالها أن يتعامل مع الإعاقة وقضاياها وكيفية تجاوزها من خلال تركيبته البيئية والاجتماعية ونظرته تجاه المعوقين على أنهم ضمن أفراد المجتمع لهم نفس الحقوق والواجبات التي يتمتع بها غيرهم في إطار الخطط التنموية المختلفة التي تتبنى قضية دمج المعوقين في المجتمع وخدمات البنية التحتية لهم. وانطلاقا من تلك الحقيقة بدأ الاهتمام بالمعوقين وقضاياهم يأخذ مساحة كبيرة على مستوى صناع القرار في المملكة فاحتلت خدمات المعوقين مكانة متميزة في كل مكان على نطاق المملكة قاطبة الحكومية منها أو الأهلية, حيث كان للمبادرات الإنسانية دور مهم وبارز في تفعيل كثير من الإنجازات الشامخة التي بنيت عليها حضارتنا الإنسانية. ولعل من أبرز الداعمين الفاعلين في هذا المجال الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد الذي أسهم في عديد من الأعمال الخيرية, ولعل مجمع الأمير سلطان للتأهيل في الدمام خير دليل على بذله اللا محدود لأفعال الخير.
#2#
أياد بيضاء
من جهته, قال لـ«الاقتصادية» عبد الله المغامس مدير مجمع الأمير سلطان للتأهيل في الدمام, إن الأمير سلطان له إسهامات كبيرة جدا وأياد بيضاء امتدت لفعل الخير في أرجاء الوطن كافة, حيث إن عطاء الأمير سلطان لم يتوقف عند منطقة معينة أو جمعية معينة, بل شمل عطاؤه الجميع, مضيفا أن من الصور المشرقة للأمير دوره وإسهامه المادي والمعنوي في إنشاء مجمع الأمير سلطان للتأهيل في المنطقة الشرقية ليخدم فئة غالية من مجتمعنا تتمثل في المعوقين من خلال تقديم الرعاية لهم ليأخذ المجمع مكانته وفق استراتيجية هادفة ومناسبة تتماشى مع الإمكانات المتاحة له من خلال برامج فاعلة ومؤثرة في اتجاه خدمات الإعاقة في هذه المنطقة, إضافة إلى الدور الكبير الذي يقوم به الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية في دعم الجمعية ماديا ومعنويا وحرصه التام على أن يستفيد المجتمع من الخدمات التي تقدمها الجمعية.
نقلة نوعية
وأوضح المغامس أن مجمع الأمير سلطان للتأهيل يشهد نقله نوعية متميزة في مجال خدماته التأهيلية التي يقدمها ارتفع على أثرها عدد المراجعين للمجمع, إضافة إلى أن المجمع يقدم خدماته التأهيلية للأطفال المعوقين حركيا والمصاحبة إعاقاتهم بإعاقات نمائية أخرى, إلى جانب خدماته التأهيلية للبالغين في مجالات العلاج الطبيعي والوظيفي والأطراف والجبائر, موضحا في الوقت ذاته أن المجمع لديه وحدة متكاملة تقوم بتصنيع الأطراف الصناعية والجبائر والأحذية الطبية لمرضى السكري من خلال تقنيات عالمية يحرص المجمع على الالتزام بمواصفاتها, إضافة إلى ذلك أن ما يقدمه المجمع من خدمات يضاهي أرقى مراكز التأهيل المتخصصة.
22 ألف مراجع
وكشف المغامس أن عدد المراجعين للمجمع وصل إلى 22 ألف مراجع, حيث استفادوا من المجمع والخدمات التي يقدمها, موضحا في الوقت ذاته أن المجمع يقدم خدماته للمستفيدين منذ إنشائه عام 2003 وما زال يقدم خدماته بطاقة واسعة, إضافة إلى أنه توجد إمكانية أكبر للاستيعاب, حيث إن المجمع يستقبل يوميا 400 طالب وطالبة من المعوقين موزعين على خمسة مراكز لدور الرعاية في المجمع لتقدم لهم الخدمات اللازمة, حيث يحضرهم ذووهم في الصباح ويصطحبونهم ظهرا.
#3#
وأشار المغامس إلى أن المجمع يلقى دعما سخيا وسنويا من جمعية الأمير سلطان, إضافة إلى دعم رجال الأعمال والمهتمين بالأعمال الخيرية.
وبين المغامس أن المجمع يضم مركز الأمير محمد بن فهد للتأهيل ومركز الأمير سعود بن نايف للرعاية والتأهيل, حيث يضم المركزان عددا من الوحدات تتمثل في وحدة التقييم والتشخيص, الوحدة النفسية, وحدة الرعاية النهارية وغيرها من الوحدات المتخصصة, مبينا في الوقت ذاته أن توجيهات الأمير محمد بن فهد رئيس الجمعية الخيرية لرعاية وتأهيل المعوقين في المنطقة الشرقية وجه بتبني الجمعية مجمع الأمير سلطان للتأهيل خدمة المعوقين حركيا والمصاحبة إعاقاتهم بإعاقات أخرى, حيث إن هذه الخدمة لم تكن متوافرة لتلك الفئات, ومن ثم كانت توجيهات الأمير محمد بالاهتمام بهذه الفئات من خلال الجمعية وحرصه على تفعيل تلك الخدمة, إذ تم تجهيز وإعداد المجمع بشريا وتقنيا حتى ينفرد بهذه الخدمة على نطاق المنطقة.
دمج المعوق في المجتمع
أكد المغامس أن للجمعية دورا بالغ الأهمية في دمج المعوقين في المجتمع, ولا سيما أن الخدمات التي تقدمها تبدأ من الساعة السابعة والنصف صباحا حتى الرابعة عصرا من خلال وحدات الرعاية النهارية والتأهيل المهني ومراجعة العيادات, وبالتالي يكون الطفل المعوق بعد ذلك في معية أسرته, مؤكدا في الوقت ذاته أن الجمعية حرصت على أن تنتهج هذا النهج في سياستها التأهيلية, بحيث يستطيع المعوق أن يتفاعل مع محيط العائلة التي يعيش في كنفها وكذلك مع إخوانه, مشيرا إلى أن التفاعل الاجتماعي مهم في حياته, بحيث يشعر بأنه جزء من هذا المجتمع الذي يعيش فيه, إضافة إلى أن الجمعية تحرص على دمج المعوق في المجتمع من خلال ما تقدمه من توعية فاعله للأسرة وتدريب الآباء والأمهات على أسلوب التعامل مع أبنائهم, بحيث يشعر أنه لا فرق بينه وبين غيره من أترابه, إلى جانب وسائل التوعية الأخرى والبرامج الرياضية والترفيهية التي تقدمها الجمعية في هذا السبيل, إضافة إلى تقديم خدمة توظيف المعوقين, وهي الخدمة التي تسعى من خلالها إلى توفير فرص العمل للقادرين عليه من الأفراد.
وحدة لخدمة المعوقين
وأشار المغامس إلى أنه توجد في الجمعية وحدة متخصصة لخدمات المعوقين تقوم بدور مهم في عملية توظيف المعوقين من خلال التخاطب مع الجهات المعنية في القطاع الخاص للبحث عن فرص وظيفية للمعوقين, مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الدولة كفلت توظيف المعوقين من خلال نظام العمل والعمال السعودي, حيث ينص النظام على أن «أي مؤسسة يزيد عدد موظفيها على 50 موظفا أن تكون هناك نسبة لتوظيف المعوقين تقدر بـ 2 في المائة», إضافة إلى أن الدور على أصحاب الشركات والمؤسسات لتوظيف المعوقين.
وذكر المغامس أن الجمعية تقدم خدمة أخرى للمعوقين في المجال الإعلامي, حيث تعتمد رسالة الجمعية الإعلامية على الإعلام المتخصص الموجه لفئات المعوقين وذويهم والعاملين في الميدان, بحيث يكون هناك تناغم شامل بين التوعية الإعلامية المتخصصة, موضحا أن برامج الجمعية الإعلامية قائمة على التثقيف الموجه من خلال مجلة «شموع» الصادرة عن الجمعية وكذلك الكتيب الدوري الذي تصدره الجمعية وهو كتيب تثقيفي موجه إلى الأسرة والعاملين في الميدان التأهيلي.
رسالة المجمع
وأضاف المغامس أن رسالة المجمع تتمثل في توفير الخدمات التأهيلية للأطفال المعوقين حركيا والمصاحبة إعاقتهم بإعاقات نمائية أخرى مثل الإعاقات الذهنية «البسيطة والمتوسطة والشديدة « والإعاقات الحسية والسمعية لكثرة أعدادها وقلة الخدمات لها في المنطقة الشرقية, وتقديم برامج التأهيل الشامل الطبية والمهنية والتربوية والاجتماعية للأطفال المعوقين حركيا والمصاحبة إعاقتهم بإعاقات نمائية أخرى من سن الولادة حتى 18 عاما, تشخيص وتقويم جميع الإعاقات النمائية لدى الأطفال حتى سن 18 عاما, تقديم الخدمات التأهيلية للبالغين عن طريق وحدة الأطراف الصناعية والجبائر ووحدة العلاج الوظيفي والعلاج الطبيعي, تقديم الخدمات التأهيلية للأطفال الذين لديهم إعاقات حركية مصحوبة بإعاقات نمائية من خلال وحدات الرعاية النهارية والنطق والتأهيل المهني والتأهيل ضمن المجتمع والتأهيل البدني والرياضي والتأهيل النفسي.
ثمار الإنجازات
وعلى الصعيد ذاته, قال المغامس إن للمملكة دورا بالغ الأهمية في هذا المجال على جميع المستويات التعليمية والتأهيلية والتدريبية والطبية وغيرها حتى أصبحت تملك بفضل الله تعالى ثم بجهود حكومتنا الرشيدة استراتيجية تميزها على الصعيدين الإنساني والعملي, والمتابع لهذه الرؤية الحضارية على نطاق المملكة عامة والمنطقة الشرقية خاصة سيرى ثمار هذه الإنجازات في خدمات المعوقين على الأصعدة كافة الحكومية والأهلية. مبينا أن من هذه الثمرات الجمعية الخيرية لرعاية وتأهيل المعوقين في المنطقة التي تبناها وحرص على دعم خدماتها الأمير محمد بن فهد, حيث تبنت الجمعية سياسة تأهيلية جديدة هدفها خدمة الأطفال المعوقين حركيا والمصاحبة إعاقتهم بإعاقات نمائية أخرى, بجانب الخدمات التأهيلية للبالغين في مجالات الأطراف الصناعية والجبائر والعلاج الطبيعي والوظيفي.
وأوضح المغامس أن المملكة حرصت من خلال خدماتها التي تقدمها للأفراد المعوقين التوافق التام من خلال البرامج التأهيلية والتعليمية والطبية والاجتماعية والنفسية والرياضية وغيرها, حتى يتمكنوا من التغلب على معوقات الحياة والاندماج في المجتمع بالشكل الذي يهيئ لهم الحياة الكريمة.
وزاد المغامس أن مجمع الأمير سلطان للتأهيل يعد أحد الرموز الحضارية المهمة على ثرى المنطقة الشرقية حيث تم تشييده على مساحة 52 ألف متر مربع في متنزه الملك فهد في الدمام ليكون بمثابة انطلاقة رائدة في مجال التأهيل, حيث يوفر خدمات طب التأهيل والعلاج الطبيعي والوظيفي والأطراف الصناعية والجبائر, وفي سبيل تحقيق طموحات المجمع الرامية إلى الوصول بالخدمات التأهيلية, كي تضاهي مثيلاتها في أرقى الدول العالمية, موضحا أنه تم التعاقد مع عدد من الأطباء والإخصائيين العالميين المشهود بكفاءتهم, بحيث يتفرد المجمع بهذه الخدمات التي جعلت منه مستقبلا واعدا لخدمات التأهيل ليس على النطاق المحلي فحسب, إنما على النطاقين الإقليمي والعالمي.
التعاقد مع شركات عالمية
ولفت المغامس إلى أنه تماشيا مع تلك الرؤية المستقبلية, تم التعاقد مع عدد من الشركات العالمية مثل شركة أرامكو السعودية لتوفير خدمات التأهيل للعاملين فيها وشركة أوتوبوك الألمانية لتزويد المجمع بخامات الأطراف الصناعية والجبائر وغيرها من المستشفيات الأهلية والمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية, إضافة إلى تعاقد المجمع مع مستشفى التأهيل في واشنطن للإشراف على عمل فريق المجمع بما يعمل على تحقيق انطلاقته وخدماته التأهيلية إلى الغاية المرجوة التي تحقق الرؤية المستقبلية للمراجعين, لافتا في الوقت ذاته إلى أنه توجد في المجمع وحدة متكاملة للسجلات الطبية يتم استقبال المراجعين فيها وتدوين جميع البيانات والمعلومات الشخصية المتعلقة بحالة المراجع وكذلك البيانات الخاصة المتعلقة بحالته الصحية.
التأهيل ضمن المجتمع
وبين المغامس أن مفهوم مشروع التأهيل ضمن المجتمع يتمثل في كونه مشروعا صحيا اجتماعيا متكاملا يعزز فرص الوقاية والاكتشاف المبكر والعلاج والتأهيل في محيط الأسرة, حيث يهدف المشروع إلى تقديم برنامج متكامل يشمل الجوانب الوقائية والعلاجية والتأهيلية للأطفال في المنطقة الشرقية, من سن الولادة حتى ست سنوات من خلال مراكز الرعاية الصحية, مبينا في الوقت ذاته أن بداية المشروع بدأ بالتعاون بين الجمعية والمديرية العامة للشؤون الصحية من خلال المراكز الصحية في كل من الدمام, الخبر, القطيف, ورأس تنورة, للقيام بالمشروع, وتم إنشاء عيادة مركزية في حي الطبيشي في مدينة الدمام لاستقبال الحالات المحولة من المراكز الصحية وهذه العيادة تسمى «العيادة النمائية للطفل».
دور الجمعية في خدمة المعوقين
أضاف المغامس أن دور الجمعية في خدمة المعوقين يتمثل في التوعية ضد الأمراض التي تصيب الأطفال مثل التيتانوس وشلل الأطفال والدرن والدفتيريا والحصبة الألمانية, وكلها أمراض خطيرة يمكن أن تخلف آثارا سيئة على المريض, إذا لم تتم مجابهتها والوقاية منها, مضيفا أن حملات التوعية والتثقيف الصحي للأمهات كان له الأثر الكبير في صقل خبراتهن بالدور المنوط بهن في حماية أبنائهن, لافتا إلى أن المتتبع لخدمات المعوقين سيجد أن وراء تلك الجهود الإنسانية النبيلة قيادة حكيمة تعمل من أجل كل المواطنين, إذ نال الأفراد المعوقون حقهم من الخدمات والرعاية والتأهيل بما يكفل لهم الحياة الكريمة في مجتمعهم ويهيئ لهم سبل التفاعل مع الآخرين على أسس من الكفاءة والقدرة.
التحولات التدريجية
وفي السياق نفسه, قال المغامس إن السنوات الماضية شهدت كثيرا من التحولات التدريجية في النظر إلى الفرد المعوق من خلال كونه إنسانا له الحقوق نفسها وعليه الواجبات نفسها, ومن أهم تلك المؤشرات حقه في الحياة الحرة الكريمة في إطار مجتمعه الكبير الذي يعيش في كنفه وسط بيئة طبيعية تقدم له البرامج والخدمات التي تشبه إلى حد كبير ما يتم توفيره لغير المعوقين, فنال الشخص المعوق حقه من التدريب والتأهيل والتعليم, مشيرا إلى أن المملكة من ضمن الدول التي حرصت على حق المعوق والاهتمام به حتى أصبحت مظاهر هذا الاهتمام تتزايد يوما بعد آخر.
وأوضح المغامس أن المملكة أتاحت لهم الفرص وفتحت أمامهم أبواب الأمل في التعليم ودمجهم في المدارس الحكومية من خلال تهيئة البيئة المناسبة لهم من مرافق وأدوات وأجهزة معينة مثل الأطراف الصناعية والأجهزة التعويضية وأجهزة الوقوف والمشي ووسائل التحكم في البيئة, إضافة إلى تقديم العلاج الطبي والرعاية الطبية للمحتاجين وتوفير الوظائف, كما أن الحكومة رسخت لدى المواطنين والمقيمين مفهوم الوقاية واتقاء الإعاقة بدءا برعاية الأمهات قبل وأثناء وبعد الحمل, وذلك بهدف الحد من نسب الإعاقة من خلال التلقيح.