السديري يقدم نظرة تفاؤلية لمستقبل هيئة الصحفيين بعد انتقالها للحوار البناء
السديري يقدم نظرة تفاؤلية لمستقبل هيئة الصحفيين بعد انتقالها للحوار البناء
قدم تركي السديري رئيس هيئة الصحفيين السعوديين نظرة تفاؤلية لمستقبل الهيئة بعد انتقالها من مرحلة التأسيس وما صاحبها من انتقادات كثيرة إلى مرحلة خلق حوار بناء.
وقال السديري خلال يوم الإعلاميين السنوي الثالث الذي نظمته غرفة الشرقية بحضور الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة وزير الثقافة والإعلام وعدد من أعضاء الهيئة وجمع كبير من الإعلاميين بالمنطقة الشرقية، والذي أداره الإعلامي قصي البدران، إن هذا اللقاء يعد نوعا من التواصل مع الإعلاميين في مختلف مناطق المملكة وستكون هنالك فرصة لتدوير اجتماع مجلس الإدارة في عدد من المناطق الرئيسية. وتحدث السديري عن التطور الذي صاحب عمل هيئة الصحفيين السعوديين منذ بداية تأسيسها والتي اعتمدت على وجود رؤساء التحرير كأعضاء لها وهو إجراء فرضته «الضرورة «، ولكن في الوقت الحالي فهنالك أعضاء من غير رؤساء التحرير.
#2#
ليلة إعلامية
شهد اللقاء عددا من مناورات انتقادية صاغها إعلاميون صاخبون على أداء هيئة الصحفيين السعوديين، إلا أنها وجدت تركي السديري رئيس الهيئة حاضرا ذهنيا وفكريا للتصدي لها وإن كان بعض هذه المناورات ضل طريقه لتجد حظها من مناقشات مستفيضة خارج القاعة التي اتسعت لأكثر من 100 إعلامي سعودي وأجنبي. وعاشت غرفة الشرقية ليلة إعلامية خالصة بحضور عدد كبير من الإعلاميين يمثلون وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، بحضور لفيف من رجال المال والأعمال الذين ظلوا هدفا استراتيجيا لكافة الإعلاميين السعوديين.
تركي السديري رئيس هيئة الصحفيين السعوديين رئيس تحرير صحيفة «الرياض» لم يخف على الحضور الإعلامي الصاخب ما تواجهه الهيئة من تجاهل واضح ظلت تمارسه مؤسسات إعلامية وهي تحجم عن تسجيل منسوبيها لدى «الهيئة» حتى تنطلق إلى رحاب أوسع من أجل خدمة ومساندة الصحافيين السعوديين.
#6#
الصحافي المتعاون
غير أن اللافت خلال اللقاء، هو الحيز الكبير الذي أخذته قضية الصحافيين المتعاونين وتهميش الهيئة لدورهم في إثراء الساحة الصحافية بإسهاماتهم في تطوير العمل الصحافي في المؤسسات الإعلامية التي ينتمون إليها حتى لو من باب «التعاون» فقط، ففي حين يرى السديري أن هناك مؤسسات إعلامية فاق عدد المتعاونين فيها عدد المتفرغين، معتبرا أن ذلك أمر غير منطقي، يجب تداركه من خلال الاعتماد على الصحافيين المتفرغين بالدرجة الأولى بعد توفير الحوافز المالية الجيدة التي تضمن استمراريتهم في الحقل الإعلامي.
ويؤكد السديري دعم الهيئة المستمر لعملية التفرغ في المؤسسات الصحافية، مشيرا إلى أن خفض النفقات التحريرية على حساب تفرغ الصحافيين أمر خاطئ مما دفعه الى إقحام وزارة الثقافة الإعلام التي كان وزيرها متقدما الحضور، فخورا بالطرح الجيد للقضايا الإعلامية من قبل إعلاميين متمرسين وآخرين يشقون طريقهم من أجل ترسيخ أقدامهم في مجال العمل الإعلامي، فقد استنجد السديري بالوزارة من أجل صيغة تعاون بينها وبين الهيئة والوزارة، فيما يخص اعتماد المؤسسات الإعلامية على الصحافيين المتفرغين، وقال: «ليس منطقيا أن يوجد أكثر من 200 صحافي متفرغ في مؤسسة إعلامية كبرى، في حين أن هناك مؤسسات بذات الإمكانات لا تضم سوى عدد قليل من الصحافيين المتفرغين». وشهد اللقاء مداخلات كثيرة تناولت قضية الصحافي المتعاون ودوره في مجال العمل الإعلامي، بيد أن قناعة رئيس هيئة الصحفيين ومن خلال إجاباته المتكررة على هذه المداخلات، أن الصحافي المتفرغ يعتبر مطلبا أساسيا يجب أن تهتم به المؤسسات الإعلامية التي يقع على عاتقها فكرة تفريغ الصحافي الكفء حتى يبدع في مجال عمله.
#3#
رئاسة التحرير في قبضة الرجال
وما إن أتيحت الفرصة لرئيس هيئة الصحفيين السعوديين للخروج من عنق الزجاجة حول قضية الصحافي المتعاون، حتى وجد نفسه مجددا أمام صوت رجالي يدعو إلى إمكانية أن تتولى المرأة السعودية منصب نائب رئيس التحرير، عندها عاد السديري بالتاريخ للوراء مذكرا بتاريخ نشأة الصحافة اللبنانية والمصرية على اعتبار أنهما الأقدم وأن معظم رؤساء التحرير في صحف هاتين الدولتين كانوا من الصحافيين وليس من الصحافيات.
وقاد رئيس هيئة الصحفيين الدفة إلى منحى آخر عندما تساءل: «كيف نطالب بأن تتولى المرأة منصبا في بلادنا في هذا الوقت، والمجتمع السعودي يرفض ذلك، فهو مجتمع ذكوري»، قاطعا الطريق أمام أي اجتهادات في هذا الشأن، مؤكدا أن المرحلة الحالية لا تحتاج إلى أن تتولى المرأة السعودية منصب رئيس تحرير، وإن رئاسة التحرير يجب أن تكون في قبضة الرجال، ولكنه لم يوصد الباب أمام الصحافيات المتمرسات لتولي رئاسة أقسام في الصحف.
ولم تسلم الكوادر الإعلامية التي تخرجها الجامعات السعودية من نقد رئيس هيئة الصحفيين السعوديين عندما وصفهم بأنهم «ليسوا بالمستوى المطلوب، وأن البعض منهم يتحول، وللأسف الشديد ، إلى رجل علاقات عامة بدلا من الدخول في معترك العمل الصحافي الحقيقي»، كما وجدت الصحافة الإلكترونية حظها من نقد السديري واصفا إياها «بأنها لا تخدم الوطن إعلاميا»، غير أن الدكتور خوجة كان أكثر دقة عندما أعلن قيام وزارته بإعداد لائحة تنظيمية ستصدر قريبا لتنظيم عمل الصحف الإلكترونية بعد فوضى عارمة أحدثتها هذه الصحافة، وقال:« نحن في الوزارة لا نعرف من رؤساء تحرير هذه الصحف ولا حتى مديرو تحريرها..نتعامل مع أشباح».
#4#
#5#
هامات إعلامية
وحضر لقاء الإعلاميين الدكتور عبدالله الجحلان أمين عام الهيئة وعبد الوهاب الفايز رئيس التحرير، جمال خاشقجي رئيس تحرير صحيفة «الوطن»، محمد الوعيل رئيس تحرير صحيفة «اليوم» جميل الذيابي مدير تحرير صحيفة «الحياة »في السعودية، وعبد الرحمن الراشد رئيس غرفة الشرقية الذي شارك في تكريم هامات صحافية سعودية لها إسهاماتها البارزة في مسيرة مجال العمل الإعلامي في المملكة.