منوعات

فن الكاريكاتير وجازة في الدلالة وسرعة في التعبير

فن الكاريكاتير وجازة في الدلالة وسرعة في التعبير

فن الكاريكاتير وجازة في الدلالة وسرعة في التعبير

فن الكاريكاتير وجازة في الدلالة وسرعة في التعبير

يعتمد فن الكاريكاتير على رسوم تبالغ في تحريف الملامح الطبيعية ، أو خصائص ومميزات شخص أو حيوان أو جسم ما ، ويعتبر قدماء المصريين هم أول من تنبه إلى هذا الفن الذي يحقق مآربهم في السخرية والتعريض من خلال استخدام الحيوانات والرموز البسيطة للتعبير عن رأيهم الحقيقي تجاه شخص أو أمر ما . وتعد الصورة الكاريكاتيرية رسالة من الفنان إلى المتلقي من خلال سياق مشترك قائم على بنية الواقع الذي يعيشونه معًا، ومن هذا المنطلق فإن الفكرة الكاريكاتيرية تنقسم إلى أنواع منها " الكاريكاتير الاجتماعي " الذي يبرز من خلال قضايا وتناقضات الواقع الاجتماعي، وهذا النوع سخريته لاذعة وتهكمه شديد وتأثيره محدود ، و " الكاريكاتير السياسي " وهو الأكثر شيوعًا ومهمته تحريضية بحتة لنقد الواقع السياسي المحلي أو العالمي والكاريكاتير المحلي ،و "الكاريكاتير الرياضي " ويعتبر فرعًا من الكاريكاتير الاجتماعي، ومن خلال هذه الأنواع تظهر وظيفة الكاريكاتير كفن تحريضي دعائي قائم على وجود مرسل ومستقبل للرسم، ومن ثَمَّ قيام فعاليات إنسانية بسبب الفكرة التي يطرحها الرسم . #2# والكاريكاتير يلعب دورًا أساسيًّا في الدفاع عن حقوق الإنسان، فبالخطوط البسيطة ينتقل المعنى والمضمون ، ومن ثَمَّ يؤدي إلى حركة فاعلة تقدمية بشأن الحدث الكاريكاتيري الهزلي الساخر ، وهذه الحرمة تفتح أفقًا جديدة للمستقبل والواقع إما بمحاولة التغيير أو محاولة الصنع الجديد للواقع على أسس اجتماعية وإنسانية جديدة ، وهذا الفن البسيط القوي التأثير يتمتع بروح استقتها منه العديد من الفنون الأخرى فالروح الكاريكاتيرية الساخرة تُظهر عيوب المجتمع الشائنة في صورة ساخرة ممتعة تدعو إلى التغيير . وقال أستاذ البلاغة والنقد في كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض الدكتور سليمان بن عبد العزيز المنصور حول دور الكاريكاتير وتأثيره على المتلقي "إن فن الكاريكاتير فن وجد فرصته ولعله نشأ في أحضان الصحافة فالفنان الكاريكاتوري يستطيع عن طريق الرسم أن يترجم ما يقال في مقالات مطولة ففيه وجازة في الدلالة وسرعة في التعبير ولعل هذا يتماشى مع طبيعة العصر فنحن في عصر السرعة و انشغال الناس فقد ينطوي الكاريكاتير على رسومات ربما لا يكتب فيها حرف واحد ومع ذلك يكون مفهوم لدى المتلقي بكل يسر و سهوله وهذا راجع إلى تمكن الفنان من أدواته وقراءته للواقع المعاش، ولهذا النوع من الفن عشاقه الذي أعلن أن هناك قراء يحرصون على الإطلاع على بعض الصحف لكي ينظر إلى الرسومات الكاريكاتورية ". وأضاف الدكتور المنصور أن من أسرار نجاح الكاريكاتير أنه يعبر عن أحداث الساعة سواء كانت في القضايا السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية أو الرياضية أو غيرها ، ولابد من الفنان الكاريكاتوري أن يكون قارئ جيد لما يجري حوله مستعيناً في بعض الرسومات التي يرسمها بتنبيه من أفراد أسرته أو أصدقائه مستمداً بعضها من بعض ما يطرح عليه من أفكار في محيطه الأسري . كما يتطلب من الفنان الكاريكاتوري أن يكون واعياً و متواصلاً مع مجتمعه ومتمكن من فنه ليتحقق له و لصحيفته النجاح . #3# وبين أستاذ الدراسات العليا بجامعة أم القرى بمكة المكرمة الدكتور محمد مريسي الحارثي أن فن الكاريكاتير وسيلة تعبيرية تكشف عن موقف ما وهي أقرب إلى الموقف من الموضوع والتجربة والرؤية وهذه الوسيلة التعبيرية تثير في المتلقي لها حاستين الأولى الإطرابية الإمتاعية والثانية التأملية مشيراً إلى أن الحاسة الإمتاعية تثار من قبل المبدع فيما يمثله من براعة في الصورة والعبارة ، أما ما يتعلق بالحاسة الثانية التأملية هي البحث فيما وراء الكاريكاتير من موقف ذاتي خاص بالرسام أو موقف حضاري أكبر لأن الصورة الكاريكاتيرية تختزل المواقف الكبرى في لمحة ضيقة في حجمها كبيرة في التعبير عن الموقف والحالة ،وربما أغنت صورة من هذا النوع عن قراءة كتاب بأكمله أو كشفت حياة شخصية على امتدادها من السنوات . ورأى رئيس نادي جده الأدبي الدكتور عبد المحسن القحطاني إن الكاريكاتير أسرع ومضه وأبلغ نكته وأعمق سخرية بحيث إن مشاهد هذا الفن يخرج بشكل يقبل التأويل ومع ذلك كثير من رسامي الكاريكاتير يتحايل بنصه على المتلقي ليؤوله بالطريقة التي يراها فهو أحد الوسائل البليغة والموجعة أحياناً . أما عميد كلية خدمة المجتمع والتعليم المستمر بجامعة الطائف الدكتور عبد الله بن عيضه المالكي فقد المح إلى أن فن الكاريكاتير من الفنون المستثارة وسريعة التقبل للقارئ بطرق إيحائية وتعليم ساخر يسفر عن ابتسامة واسعة لها بعد في المعنى وإيحاء آخر يجبر على التفكير والبحث عن علاج لمشكلة ما ويعالج العديد من الجوانب الاجتماعية .
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من منوعات