Author

بيئة العمل: ضرورة ملحة

|
في البداية يجب التأكيد على أن تحسين بيئة العمل في القطاعين الخاص العام على حد سواء لم يعد خياراً أو ترفاً للمنشأة، بل أصبح ضرورة ملحة ومن المتطلبات الأساسية للنجاح في تحقيق الأهداف. ولعل هذا ما يدفع المنشآت السعودية أن تشارك في هذه الجائزة لتحصل على تقييم محايد في إطار منافسة شريفة. ومع أن البعض قد يقول إن مثل هذه الجائزة قد تكون فعلاً ترفاً إدارياً لمسؤولي الشركات السعودية، وبالأخص في ظل حلم أغلبية الشباب بالحصول على وظيفة بدخل مرضٍ فقط، وليس بالضرورة دخلاً مرتفعاً. ومع أن مثل هذا الطرح صحيح إلى حد ما، إلا أن تلك الرؤية لم تعد هي السائدة لدى فئة عريضة من المؤهلين الذين يبحثون عن الأفضل دائماً. كما أنه يجب التفريق بين مشكلة عدم الحصول على عمل ابتداء وبين الاستمرار في العمل. فالاستمرار في العمل لدى منشأة معينة هو نتيجة الرضا الوظيفي بالدرجة الأولى . لذا فإن الشباب، خاصة المتميز منهم، ينظر إلى أبعد من الدخل من خلال البحث عن منشأة ترعاه مهنياً وشخصياً. ومن هنا، فإن أصحاب العمل والمسؤولين في المملكة بدأوا مؤخراً إدراك أهمية ''بيئة العمل'' وتأثيرها في الربحية والإنتاجية. فالربحية والإنتاجية تعتمد في الأساس على توافر ''بيئة عمل مناسبة''، وفريق عمل متماسك ، فكلما شعر الموظف براحة نفسية، تحسن عمله وتضاعفت إنتاجيته. وفي هذا الصدد ، يقول المختصون إن الموظف أو العامل يحتاج إلى توافر ثلاثة أمور أساسية لكي يتمكن من العمل بشكل سليم وهي: الشعور بالانتماء إلى المنشأة التي يعمل معها ، والشعور بأنه كفء وبالتقدير ، والشعور بأنه مقبول ومحبوب من قِبل الآخرين. ولعل أبرز مظاهر بيئات العمل الناجحة للشركات هو إصباغ الطابع الإنساني على بيئة العمل الداخلية ، فالموظف يقضي أكثر من ثلث يومه في العمل، حيث يقضي أكثر من سبع ساعات يومياً، وبكل نشاطه في مكان العمل. وهذا يعني في الواقع أكثر مما يمضيه بين أفراد عائلته، وبالتالي، فإن عدم الاهتمام بـ ''بيئة العمل'' قد يحول مكان العمل إلى جحيم لا يطاق. إن سرعة الأعمال التجارية والثقافة المادية التي تعيشها كثير من منشآتنا حالياً يجب ألا تنسينا ضرورة الاهتمام بالموظفين من خلال توفير ''بيئة عمل'' مناسبة . كما أنه لا ينبغي ضرب الأمثلة ''اليابانية'' في حب العمل، دون ذكر للأمثلة ''الأسكندنافية'' المتوازنة . وعلى كل حال ، فإن تحقيق النجاح، وجني الأرباح لا يعني بالضرورة ساعات عمل طويلة، وإجازات قصيرة. فالكثير من الشركات حققت نجاحات من خلال قضاء ساعات عمل أقل وإجازات نهاية الأسبوع ممتعة ، وهو ما يعرف بالتوازن بين العمل والحياة .
إنشرها