أرشيف رقمي ثلاثي الأبعاد لأهم مظاهر التراث الإنساني العالمي
في الوقت الذي قطع فيه محرك جوجل العملاق للبحث على الانترنت شوطا طويلا نحو إعداد نسخة رقمية من أهم أعمال الأدب والكتب في العالم من خلال مشروعه الذي يعرف باسم "جوجل بوكس" يأمل علماء أوروبيون أن يكون بمقدورهم إعداد أرشيف إليكتروني لأهم مظاهر التراث الثقافي والأثري في العالم. ومن المقرر أن يحمل هذا المشروع اسم "3 دي كوفورم" ويهدف إلى الاحتفاظ بأرشيف رقمي لأهم كنوز البشرية يعبر عن آلاف السنوات من التطور الثقافي ثم إتاحته على شبكة الانترنت حتى يستطيع أي شخص الدخول عليه مجانا. ويجري العمل حاليا على قدم وساق لتخزين صور لآلاف التماثيل وقطع المعابد والاعمال الفنية. وسيكون من الممكن استعراض هذا الأرشيف الإليكتروني على شاشة الكمبيوتر أو في متحف أو غير ذلك.
ويقول أندري ستورك المسئول الألماني عن تنسيق المشروع ويعمل في مؤسسة (أي جي دي فراونهوفر) لأبحاث الجرافيك "إذا انضم عدد كافي من الشركاء ،فسوف يتوافر لدينا في قاعدة البيانات الخاصة بنا ملايين المعروضات". وبدأ أندري ستورك وفريقه العمل في إعداد البنية التحتية الخاصة ببرمجيات المشروع منذ أواخر عام 2008 . وأضاف "نريد توجيه اهتمامنا إلى تمثال أبو الهول في مصر أو بعض المباني الأثرية التي تعود للحضارة الرومانية القديمة".
ويأمل ستورك وزملاؤه أن يمثل هذا البرنامج دفعة لأقرانهم من المعنيين بمجال تاريخ الفن والآثار في العالم ، وأوضح قائلا إنه عندما تتسع قاعدة بيانات مشروع "3 دي كوفورم" ، فسوف يكون من الأسهل عقد مقارنات بين القطع الأثرية المكدسة وسط أكوام من التراب داخل المخازن". ويشرح سباستيان بينا سيرنا الذي يعمل في مؤسسة فراونهوفر طريقة تنفيذ المشروع قائلا "تعتمد هذه العملية على التصوير حيث نقوم بدمج عدة صور للتمثال الواحد بشكل تدريجي مع ضبط الأبعاد الخاصة بكل صورة حتى تصبح في نهاية المطاف صورة واحدة مجسمة".
ويقول ستورك إنه عندما يكتمل المشروع ، فسوف يتضمن صور ونصوص وملفات بصرية وسمعية متعهدا بتوفير "صيغة متعددة الوسائط بشكل حقيقي". وحتى الآن ، عثر الباحثون على شركاء في المشروع من خمس دول مختلفة ، وتعكف متاحف عالمية مرموقة على اختبار التقنية أو أبدت بالفعل استعدادها للتعاون مع المشروع من بينها متحف فيكتوريا وألبرت في لندن واللوفر في باريس ومتحف مدينة برلين.