المصرفية وقبة المجلس!!

غالبا نحن وكأفراد مجتمع، وللأسف نبحث عن السلبيات في كل شيء من حولنا ونركز عليها بشكل مبالغ فيه جدا، ومما يؤكد على ذلك المفردات التي تسيطر على عديد من مجالسنا ومنتدياتنا سواء ما كان خاصا منها أو عاما، تلك السلبية في المفردات ما هي إلا نتاج لما تقع عليه أعيننا، والتي لا ترى للأسف إلا ما هو سلبي، ومحرم عليها أن ترى ما هو إيجابي وجميل في هذا الكون من حولنا، ما دعاني لهذه المقدمة هو حديث جانبي على هامش إحدى الفعاليات الاقتصادية والتي أقيمت أخيرا في مدينة الرياض، وكان محور النقاش أو الحديث حول المصرفية الإسلامية، وبالأخص التمويل الإسلامي ودور مجلس الغرف السعودية في تنمية وتطوير هذه الصناعة، ولماذا دور المجلس والغرف التجارية غائب عن هذه الصناعة من حيث الاستقطاب والاحتواء لأوراقها المبعثرة؟ وها نحن نعيد السؤال مرة أخرى لمجلس الغرف السعودية، والتي عهدنا منه التفاعل مع كل فكرة تخدم قطاع المال والأعمال، ونقول له ألم يحن الوقت الآن لتكون تلك الصناعة تحت قبة المجلس ومن ضمن نشاطاته، وخصوصا في ظل التسابق المحموم للعديد من الدول لاستقطاب هذه الصناعة وتوطينها ابتداء من البحرين وماليزيا، وانتهاء بالمملكة المتحدة؟
أعود لموضوعنا اليوم وهو السلبية المسيطرة على حواس الكثير منا، فما أن بدأ نقاشنا حول تلك الفكرة السابق ذكرها إلا وبمفردات النقد تنهال على ذلك المجلس، ابتداء من عدم تفاعله مع الفعاليات والنشاطات المحلية، وانتهاء بمحدودية المستفيدين من خدماته. وللأسف إنه تم اختصار نجاحات وجهود هذه المؤسسة غير الربحية في جانب واحد وإغفال عدة جوانب مضيئة في تاريخ هذه المؤسسة، ولم يكونوا منصفين أو عادلين في اتخاذ ذلك الحكم، والمقرر مسبقا في عقلهم اللاواعي، والذي هو نتاج طبيعي لبرمجتهم السلبية، والمثير للدهشة هو أنه وفي صباح ذلك اليوم وعلى طاولة نقاشنا تلك صحف تشير إلى خبر حصول تلك المؤسسة على جائزة تقدير الإنجاز في التجارة الدولية للعام 2010 Certificate of Appreciation for Achievement in 2010 Trade من وكالة الخدمات التجارية بوزارة التجارة الأمريكية، تقديراً من تلك الجهة لجهود المجلس في دعم العلاقات الاقتصادية السعودية الأمريكية. أين هؤلاء عن هذا النجاح والذي هو أمام أعينهم والذي جاء من خارج الحدود، وليس من داخلها، والذي حقيقة لم يكن لولا أن هناك عملا يستحق ذلك. نعم هي تلك النظرة السلبية للأشياء، والتي أنتجت لنا وللأسف أعداء للنجاح. ألا يحق لنا أن نحتفل بدل أن نقلل من نجاح الآخرين. أتمني أن نكون منصفين، قبل أن نكون إيجابيين، وأن نرفع من مستوى الايجابية في محيطنا، وأقول، للمجلس ونيابة عن أولئك بل كل السلبيين، شكرا لـ 30 عاما من العطاء وكفي.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي